واشنطن - يوسف مكي
تحوّل الأداء الذي شهدته مؤشرات أسواق الأسهم العالمية خلال الأسبوع الماضي الى الأفضل منذ خمسة أشهر رغم البداية السلبية والنهاية غير المطمئنة للمؤشرات يوم الجمعة في آخر يوم تداول. وكانت أسعار النفط عامل الدفع الرئيسي في حركة التداولات التي استفادت من الشعور بالتفاؤل، عززته نتائج بعض الشركات الأميركية التي أعلنت عن أرباح فاقت التوقعات مثل «نايكي» و«غولدمان ساكس»، إلا أن انتعاش أسعار السلع الاستراتيجية، خاصة النفط الخام، وسط تفاؤل بأن يسفر اجتماع الدوحة عن موقف موحد حيال ضبط حركة الإنتاج في «أوبك» وخارجها وتثبيته عند معدلات إنتاج يناير/كانون الثاني الماضي.
لعل هذا العامل هو الذي أضعف الشعور بالطمأنينة يوم الجمعة في أسواق الأسهم، حيث تبددت الآمال باتفاق في الدوحة بعد إعلان إيران عن تغيب وزير نفطها عن الاجتماع، وتزامن ذلك مع تقرير الناتج الصناعي الأميركي لشهر مارس/آذار والذي كشف عن تراجع في أداء القطاع هو الأكبر منذ فبراير/شباط 2015، ما أضعف شهية المستثمرين للمخاطر وتسبب في موجة بيع صبغت المؤشرات كلها باللون الأحمر رغم أن مكاسبها الأسبوعية بقيت أعلى من التوقعات، خاصة في مؤشر نيكي الذي تقدم الرابحين بتسجيل مكاسب أسبوعية بنسبة 6.49%.
وكانت أسواق الأسهم الآسيوية انطلقت الاثنين على وقع أداء ضعيف لمؤشر نيكي بسبب قوة الين ولم تفلح بيانات التضخم الصيني في تحسين أداء المؤشرات الآسيوية لينتهي اليوم على تراجع عكسه نيكي بخسارة بنسبة 1.3% بينما ارتفع مؤشر شنغهاي بنسبة 1.94%. ومنح أداء أسهم البنوك الإيطالية وانتعاش أسعار النفط الأسهم الأوروبية فرصة للانتعاش لتنهي على مكاسب بلغت 0.6% في مؤشر «يوروستوكس 600». أما في الولايات المتحدة فكان اتجاه المؤشرات نزولا حيث يترقب المستثمرون نتائج الشركات بعد أن تراجع سهم شركة «فيتزر» لصناعة الأدوية 1.9% في حين سجلت اسهم شركات بيع سلع المستهلك أعلى معدلات التراجع.
وبدأت تداولات الثلاثاء في آسيا متقلبة تحت تأثير أداء وول ستريت في الليلة السابقة لكن الين الذي بدأ بالتراجع أمام الدولار، واستمرار صمود مكاسب النفط ساعدا في منح مؤشر نيكي مكاسب بلغت 1.24% بينما تراجع مؤشر شنغهاي 0.64%. وأفلتت المؤشرات الأوروبية من الخسائر بفضل نتائج شركات التعدين،أما في وول ستريت فقد كان تأثير النفط أكثر وضوحا متزامنا مع نتائج شركات جيدة خاصة «غولدمان ساكس» و«شيفرون» منحت داو جونز أكثر من 165 نقطة.
وانتقلت عدوى النفط القوي إلى آسيا الأربعاء لتمنح الأسهم مزيدا من القوة متجاهلة ضعف الصادرات الصينية لشهر مارس لتمنح مؤشر شنغهاي القوة على النهوض من جديد مرتفعا بنسبة 2.02% في حين بلغت مكاسب مؤشر نيكي 2.23% مستفيدا من استمرار ضعف الين. واستفادت الأسهم الأوروبية مما جرى في آسيا لتضيفه إلى نتائج جيدة لقطاع البنوك والتعدين وتنهي على مكاسب تجاوزت 2% في يوروستوكس600. وكذلك كان حال الأسهم الأمريكية التي عكستها مكاسب داو جونز البالغة 187 نقطة وهو أفضل أداء له منذ 6 نوفمبر/تشرين الثاني على أساس يومي.
واستمرت موجة المكاسب الخميس في ظل التفاؤل الذي ساد على خلفية ارتفاع أسعار النفط بعد تصريحات روسية مشجعة حول اجتماع الدوحة وبدأت اسهم آسيا حصد المكاسب الاستثنائية التي عكسها مؤشر نيكي عند 3.23%. لكن الأسهم الأوروبية لم تستطع تحقيق نفس المستوى من المكاسب بعد تراجع النفط مساء وأنهت على لا شيء. ومع تراجع موجة التفاؤل حيال الدوحة والاتجاه التنازلي لأسعار النفط تكبدت كل المؤشرات العالمية خسائر محدودة يوم الجمعة لينتهي الأسبوع على نتائج ممتازة تصدرتها نتائج مؤشر نيكي الذي حقق أعلى نسبة من المكاسب بلغت 6.49% منهيا على 16848.03 نقطة تلاه مؤشر داكس الألماني الذي بلغت مكاسبه 4.46% مغلقا عند10051.57 نقطة. وكان أداء مؤشر شنغهاي لافتا أيضا حيث بلغت مكاسبه 3.12% منهيا الأسبوع عند 3078.12 نقطة. أما بقية المؤشرات فكانت أرباحها أكثر من واحد وأقل من 2%.
وانتعشت معدلات العائد على السندات الجمعة بعد تراجعها خلال الأيام الثلاثة السابقة تحت تأثير الأداء المتميز لأسواق الأسهم وانتهت العائدات على سندات الخزانة الأمرييكية فئة السنوات العشر عند 1.74% بتراجع خمس نقاط في حين تراجعت نظيرتها الألمانية أربع نقاط واستقر العائد عليها عند 0.13%.
أرسل تعليقك