بروكسل ـ سمير اليحياوي
تباطأت مبيعات التجزئة في منطقة اليورو، في أيار/مايو الماضي، مع تراجع إنفاق الأوروبيين على الغذاء، بينما جرى تعديل بيانات نيسان/أبريل بالخفض، مما يشير إلى أن ارتفاع البطالة مازال يقوض خطط الشراء.
وأكَّد مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي، "يوروستات" أمس، أن "المبيعات في 18 دولة تستخدم اليورو، لم تشهد نموًّا في أيار/مايو الماضي، مقارنةً مع نيسان/أبريل الماضي، بينما توقَّع استطلاع أجرته وكالة صحافية، زيادة طفيفة بنسبة 0.2٪ في أيار/مايو الماضي، كما عدل "يوروستات"، قراءة نيسان/أبريل بالخفض لتظهر تراجعًا في مبيعات التجزئة بنسبة 0.2%.
وعلى أساس سنوي، جرى تعديل مبيعات نيسان/أبريل الماضي، بالخفض إلى 1.8٪ من 2.4٪ الذي كان أعلى مستوى في سبع سنوات، وتعد قراءة أيار/مايو الأضعف منذ كانون الثاني/يناير، عندما بلغ نمو المبيعات 0.7٪ حيث أعلنت ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا عن تراجع بنسبة 0.6٪ على أساس سنوي لمبيعات التجزئة في أيار/مايو.
من جانب آخر، أظهر مسح نشرت نتائجه، أمس، نمو أنشطة الشركات في منطقة اليورو بأبطأ وتيرة في ستة أشهر في حزيران/يونيو الماضي، لكن الطلبات الجديدة ارتفعت بأسرع معدل في أكثر من ثلاث سنوات، وهو ما يشير إلى أن النمو سيتسارع في النصف الثاني من العام.
وانكمش النشاط في فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، بأسرع معدل في 4 أشهر بل تقلصت وتيرة النمو حتى في ألمانيا أكبر اقتصاد في المنطقة.
وجاء مؤشر ماركت المجمع لمديري المشتريات متماشيًا مع قراءة أولية بلغت 52.8 انخفاضًا من 53.5 في أيار/مايو الماضي، ويستند المؤشر إلى مسوح تجرى على آلاف الشركات في المنطقة، ويعتبر مؤشرًا جيدًا للنمو.
ونزل مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات في منطقة اليورو إلى 52.8٪ من 53.2٪ متماشيًا أيضًا مع قراءة أولية ومتجاوزًا مستوى الخمسين الذي يفصل بين النمو والانكماش.
وقفز مؤشر فرعي مجمع للطلبات الجديدة إلى 53.1 من 52.6 مُسجِّلًا أعلى قراءة منذ أيار/مايو 2011، لكن جزءًا من هذا يعود إلى خفض الشركات للأسعار مجددًا.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات أصدرتها وزارة العمل الأسبانية، أول أمس، أن "أسبانيا بدأت فصل الصيف بمعدل بطالة أقل، في ما يُمثِّل أكبر دفعة خلال حزيران/يونيو الماضي، للإدراج في سجلات الأمن الاجتماعي منذ بدء الأزمة المالية منذ 6 أعوام.
وتراجع أعداد العاطلين بواقع 122700 شخص الشهر الماضي، وارتفع عدد الأشخاص الذين أدرجوا في الأمن الاجتماعي بواقع 56600 شخص.
تجدر الإشارة إلى أن حزيران/يونيو الماضي، يُعد شهرًا جيدًا للتوظيف عادة، حيث ارتفع عدد الوظائف بسبب الطلب المتزايد في قطاع السياحة.
وأكَّد حزب "الشعب"، الذي ينتمي له رئيس الوزراء، ماريانو راخوي، أن "البيانات تشير إلى "اتجاه مستدام" أنعش الاقتصاد خلال الأشهر الأخيرة، وتراجع عدد العاطلين لأقل من 4.5 مليون شخص للمرة الأولى منذ أواخر 2011، على الرغم من أن البيانات لا تشمل الأشخاص الذين توقفوا عن البحث عن وظيفة.
وكانت إحصاءات الاتحاد الأوروبي التي صدرت في أيار/مايو الماضي، أظهرت أن معدل البطالة في أسبانيا بلغ 25.1%.
من جانب آخر، خفض البنك المركزي السويدي، أمس، سعر الإقراض الرئيس بواقع 0.50 نقطة مئوية، ليصل إلى 0.25%، مستشهدًا بتضخم أقل من المتوقع، وكان من المتوقع أن يصل التضخم العام الجاري إلى سالب 0.1%، والعام المقبل إلى 1.3%، والرقم المستهدف لمعدل التضخم للبنك المركزي هو 2%.
وكان آخر مرة جرى فيها خفض معدل إعادة الشراء أو معدل "الريبو"، وهي النسبة التي على أساسها يقرض مصرف "ريكسبنك" الأموال للبنوك في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وتوقع مجلس إدارة البنك المركزي أن معدل "الريبو" سيظل عند المستوى ذاته حتى نهاية العام 2015.
وقال "ريكسبنك"، إنه "يتوقع أن إجمالي الناتج المحلي للسويد سيرتفع بواقع 2.2% العام الجاري، وهو أقل من توقعاته في نيسان/أبريل الماضي، ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد بواقع 3.3 % العام المقبل.
وانخفضت "الكرونة" السويدية، إلى أقل مستوى في ثلاث سنوات ونصف، أمام اليورو أمس بعدما خفض البنك المركزي أسعار الفائدة أكثر من المتوقع، بينما نزل الدولار الأسترالي بعدما حذَّر محافظ المركزي الأسترالي من احتمال ضعف العملة.
وخفض البنك المركزي السويدي، أسعار الفائدة 50 نقطة أساس، وهو ما يعادل مثلي التوقعات، وأبقى تركيز السوق مُنصبًا على "الكرونة" في جلسة سادها الهدوء مع ترقب المستثمرين بيانات الوظائف الأميركية، ونتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي.
واستقر اليورو أمام الدولار عند 1.3660 دولار إذ يتوخى المستثمرون الحذر قبل المؤتمر الصحافي، الذي عقده رئيس المركزي الأوروبي، ماريو دراجي، بعد اجتماع البنك أمس.
واستقرت الأسهم الأوروبية في المعاملات المبكرة أمس، لتوقف موجة صعود دامت لجلستين، بينما ينتظر المستثمرون صدور بيانات الوظائف الأميركية قبل أن يدفعوا الأسهم للصعود، وفي الساعة 07:03 بتوقيت جرينتش، تراجع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.03٪ إلى 1384.67 نقطة.
ويتوقع اقتصاديون، استطلعت وكالة صحافية، آراءهم، زيادة الوظائف بمعدل 212 ألفًا في حزيران/يونيو الماضي، لتواصل صعودها بأكثر من 200 ألف للشهر الخامس على التوالي، وهو ما سيعزز وجهة النظر بانتعاش النمو الاقتصادي.
وكان تقرير "إيه.دي.بي"، الأربعاء، أظهر تعيين الشركات الأميركية 281 ألف عامل في حزيران/يونيو الماضي، وهي أكبر زيادة شهرية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وأعلى كثيرًا من توقعات السوق.
ويعطي التقرير مؤشرًا أوليًّا لاتجاه تقرير الوظائف، وفي أنحاء أوروبا، فتح مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني، على ارتفاع 0.02٪ في حين تراجع كاك 40 الفرنسي 0.04٪ وداكس الألماني 0.01٪.
أرسل تعليقك