سيتمّكن السعوديون من الإدلاء بآرائهم تجاه لائحة استثمار المؤسسات المالية الأجنبية في سوق الأسهم المحلية، للمرة الأخيرة في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر المُقبل، وهو ما يعني أنَّ هيئة السوق المالية في البلاد قد تعلن في الربع الأول من العام المُقبل عن موعد افتتاح السوق بشكل رسمي أمام المؤسسات المالية الأجنبية.
وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها "الشرق الأوسط"، فإنَّ هيئة السوق المالية السعودية تعمل خلال الفترة الحالية على جمع آراء المستثمرين السعوديين تجاه لائحة استثمار المؤسسات المالية الأجنبية التي أصدرتها قبل نحو 45 يومًا، بهدف دراستها وأخذ المفيد منها.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أنَّ الإعلان الرسمي عن موعد فتح السوق أمام المؤسسات المالية الأجنبية من المنتظر أنَّ يجرِ خلال الربع الأول من العام المُقبل، مما يعطي دافعًا جديدًا أمام السوق المالية المحلية، في وقت بدأ يتراجع فيه مؤشر السوق العام خلال الفترة الأخيرة بسبب قرب طرح أضخم اكتتاب في السوق المالية السعودية "اكتتاب البنك الأهلي التجاري".
ومن المزمع أنَّ يضخّ السعوديين الأفراد نحو 13.5 مليار ريال "3.6 مليار دولار" للاكتتاب في 300 مليون سهم من أسهم البنك الأهلي التجاري، بسعر 45 ريالًا للسهم الواحد "12 دولارًا"، ليكون بذلك هذا الاكتتاب أضخم طرح عام يمر في تاريخ السوق المالية السعودية منذ إنشائها.
وتقف السوق المالية السعودية خلال الفترة الحالية على أعتاب خطوات تاريخية للغاية خلال الفترة المُقبلة، تتمثل في طرح جزء من أسهم البنك الأهلي التجاري للاكتتاب العام، وقرب السماح للمؤسسات المالية الأجنبية بالشراء والبيع في السوق المالية المحليّة، وقرب دخول مؤشر السوق المحلية في البلاد ضمن مؤشرات مورغان ستانلي للأسواق الناشئة.
وتعاود سوق الأسهم السعودية الأحد المُقبل تداولاتها عقب إجازة عيد الأضحى المبارك، بعد أنَّ نجحت في ختام تعاملاتها الأسبوع الماضي من الإغلاق في المنطقة الخضراء، عقب موجة انخفاضات حادّة شهدها مؤشر السوق في الدقائق الأولى من الافتتاح.
وأمام هذه التطورات، أكد الخبير الاقتصادي لـ"الشرق الأوسط"، الدكتور غانم السليم، أمس الثلاثاء، أنَّ منح هيئة السوق المالية للمستثمرين والمحللين السعوديين بطرح آرائهم تجاه لائحة استثمار المؤسسات المالية الأجنبية، يقود إلى مزيد من التحسين والتطوير، بما يحقّق الفائدة العامة للسوق المالية السعودية، ولاقتصاد البلاد.
وتوقّع السليم، أنَّ تشهد السوق المالية السعودية خلال الفترة القريبة القادمة تقلبات كبرى على صعيد مؤشر السوق العام، بدءً من اكتتاب البنك الأهلي التجاري، ووصولًا إلى السماح الفعلي للمؤسسات المالية الأجنبية بالاستثمار في سوق الأسهم المحلية.
وتأتي هذه المستجدات في الوقت الذي كشفت فيه نشرة إصدار اكتتاب البنك الأهلي التجاري في السعودية عن تسلم 8 بنوك محلية طلبات اكتتاب البنك، والبنوك الثمانية هي: البنك العربي، والبنك السعودي الفرنسي، وبنك الرياض، وبنك سامبا، والبنك السعودي الهولندي، والبنك الأهلي التجاري، وبنك ساب، والبنك السعودي للاستثمار.
ووفقًا لنشرة الإصدار الصادرة على موقع هيئة السوق المالية السعودية، فإنَّ 4 بنوك أخرى في البلاد لن تكون ضمن قائمة البنوك المتسلمة لطلبات اكتتاب البنك الأهلي، والبنوك الأربعة التي تخلفت عن تسلم طلبات الاكتتاب الأضخم في تاريخ السوق المالية السعودية، وهي: بنك الراجحي، وبنك البلاد، ومصرف الإنماء، وبنك الجزيرة.
ومن المنتظر أنَّ يطرح البنك الأهلي التجاري 300 مليون سهم أمام المكتتبين الأفراد في 19 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، بسعر 45 ريالًا للسهم الواحد "12 دولارًا"، على أنَّ يكون الحد الأدنى لطلبات المكتتب هي 10 أسهم للفرد الواحد، كما أنَّ تحديد سعر اكتتاب البنك الأهلي التجاري عند 45 ريالًا للسهم "12 دولارًا"، كان يمثل نقطة ضغط أخرى على تعاملات السوق خلال الأيام القليلة الماضية، حيث يهدف بعض المتداولين إلى توفير بعض السيولة النقدية اللازمة لإتمام عمليات الاكتتاب خلال فترة الطرح العام.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يسعى فيه مستثمرون سعوديون إلى الاستفادة من موجة التذبذب الحادة التي تشهدها أسواق العملات خلال الفترة الحالية، خاصةً بعد أنَّ قفز الدولار الأميركي إلى أعلى مستوياته منذ نحو 4 سنوات، ومن فترة التوقف التي تشهدها سوق الأسهم السعودية، بسبب إجازة عيد الأضحى، إذ قرر مستثمرون سعوديون توجيه جزء من سيولتهم النقدية إلى المضاربة في سوق العملات خلال الأسبوع المُقبل.
وسجّل الدولار الأميركي، الأسبوع الحالي، تقدمًا جديدًا أمام اليورو، حيث بلغ الدولار الأميركي مستويات 1.25 يورو كأفضل مستوياته، وهو الأمر الذي يضفي في نهاية المطاف نتائج إيجابية على الريال السعودي، الذي يرتبط بشكل مباشر بالدولار الأميركي.
وذكر المستثمر السعودي، خالد السلطان، إنَّ توقّف سوق الأسهم السعودية خلال تعاملات الأسبوع الحالي بسبب إجازة عيد الأضحى المبارك، يدفع بعض المتداولين الذين يبحثون عن المضاربات اللحظية إلى توفير سيولة نقدية والاتجاه إلى أسواق العملات.
أرسل تعليقك