واشنطن - عادل سلامة
تكبدت المصارف الأميركية الثلاثة الأكبر حجماً أعلى نسبة من الخسائر جراء انكشافها على شركات النفط في ظل التراجع المستمر لأسعار الخام. وبلغت الخسائر الأولية لكل واحد من تلك المصارف خلال الربع الأول من العام الحالي 500 مليون دولار على محافظها المخصصة للاستثمار في الطاقة مع احتمال تكبد المزيد في حال استقرت أسعار النفط دون 40 دولاراً.
كان كل من بنك «ويلز فارغو» و«جي بي مورغان» و«بانك أوف أمريكا» في مقدمة المصارف من حيث حجم قروضها التي قدمتها لشركات النفط على أمل انتعاش الأسعار التي تراجعت بنسبة 60% منذ منتصف عام 2014، وقد حان موعد تسديد فواتير مساندتها لتلك الشركات.
وأعلنت مجموعة «ويلز فارغو» المصرفية قبل يومين عن رفع مخصصاتها لتغطية خسائر محفظة الاستثمار في النفط إلى 1.7 مليار دولار صعودا من 1.2 مليار بنهاية عام 2015. أما مجموعة «بانك أوف أمريكا» فقد أضافت 525 مليون دولار، وضخ بنك «جي بي مورغان» 529 مليونا إضافية خلال الربع الأول من هذا العام مع احتمال ضخ 500 مليون أخرى.
وباتت هذه القضية الشغل الشاغل للمستثمرين في موسم إعلان نتائج الشركات خاصة أرباح البنوك الأمريكية في الربع الأول. ويحرص المحللون في اتصالاتهم مع التنفيذيين في البنوك على الاستفسار وبإلحاح حول المفاوضات التي تجريها البنوك مع عملائها بخصوص القروض الممنوحة لشركات النفط وما إذا كانت المشكلة مرشحة للتفاقم واحتمال انتقال عدواها إلى قطاعات أخرى كالرهن العقاري وقروض السيارات وبطاقات الائتمان. وقد دأب التنفيذيون على طمأنة الأسواق بأن ديون شركات النفط تحت السيطرة وأنها لا تتجاوز نسبة 2% من إجمالي حجم قروض المصارف.
وأكدت البنوك أن الموجة الثانية من زلزال أسعار النفط اقتصرت على ولايات أمريكية شديدة الاعتماد على النفط ومنها تكساس وأوكلاهوما وداكوتا، وأن معدلات الإعسار حاليا توازي معدلاتها على المستوى الوطني بعد سنوات سجلت فيها زيادة كبيرة. وقال برنان هاوكين، المحلل المختص لدى مجموعة «يو بي إس» المصرفية: «نحن في القطاع المالي قلقون حيال انتشار ضغوط تلك الديون ويبدو أننا في عين العاصفة».
وتعترف البنوك بأن أسعار النفط المنخفضة مرشحة للاستمرار لزمن أطول خاصة في ظل حالة عدم اليقين حول مستقبل الإنتاج وإمكانية ضبطه على مستوى المنتجين من جانب وحجم التراجع المستمر في محافظ الاستثمار فيه من جانب آخر.
وتتفاقم مشكلة البنوك بمرور الزمن، حيث كشفت مجموعة «ويلز فارغو» عن ارتفاع نسبة القروض غير الآمنة من 37% بنهاية الربع الأخير من العام الماضي 2015 إلى 57% بنهاية الربع الأول من هذا العام للفئات الثلاثة الأولى من مقياس مكون من ثماني فئات لتصنيف القروض. وبلغت حالات انكشاف المجموعة على شركات النفط المئة التي أعلنت إفلاسها في قطاع النفط 11 حالة.
أرسل تعليقك