جدل في أوروبا بشأن خروج منطقة اليورو من أزمتها المالية وعودة النمو إليها
آخر تحديث GMT20:51:33
 العرب اليوم -

خبراء يرون أن القارة العجوز خرجت من النفق بعد سنوات عجاف

جدل في أوروبا بشأن خروج منطقة اليورو من أزمتها المالية وعودة النمو إليها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جدل في أوروبا بشأن خروج منطقة اليورو من أزمتها المالية وعودة النمو إليها

دول منطقة اليورو
لندن - سليم كرم

أثارت البيانات الاقتصادية الصادرة في الأشهر الثلاثة الماضية عن بدء خروج دول منطقة اليورو من أزمتها المالية والاقتصادية وعودة النمو إليها، جدلًا بين الخبراء الألمان والأوروبيين، إذ رأى فريق أن أوروبا خرجت من النفق بعد سنوات عجاف، وبدأت مسيرة إعادة الانتعاش الاقتصادي إليها تدريجًا، وذكر الفريق الثاني أن الانتعاش المشار إليه "ظاهري وضعيف جدًا، فضلًا عن افتقاده القدرة الذاتية على مواصلة النمو".

وأكد الخبير المالي أولريش شتيفان من مصرف "دويتشه بنك" في تحليل، أن اقتصاد دول منطقة اليورو "ينمو في شكل أقوى مما كان عليه في النصف الأول من العام الماضي"، مشيرًا إلى أن "أسباب التحول الإيجابي الجديد متعددة". لكن يعتقد أن ضمان نمو مستدام للمنطقة "يحتاج مزيدًا من الإصلاحات الاقتصادية والمالية". وبعدما رأى أن "الوقت الآن مناسب جدًا لذلك"، حض دول المنطقة مثل اليونان والبرتغال وإسبانيا وإرلندا، على استغلال هذا الظرف للخروج من أزمتها".

وإذ لفت شتيفان إلى أن الدول المذكورة على سبيل المثال "تنبّهت إلى أن التقشف ودعم النمو أمران غير متناقضين بالضرورة"، لاحظ أن "العجز في موازنة إسبانيا السنوية تناقص في شكل مستمر منذ العام 2012 من 10 إلى 4.6 في المئة هذه السنة، وكذلك البرتغال من 11.2 إلى 3.1 في المئة، فيما تعافى اقتصاد إسبانيا وإرلندا ببطء بعد الأزمة الاقتصادية الكبرى التي انفجرت عام 2008، وحقق عام 2015 نموًا قويًا أعلى من متوسط النمو المسجل في دول منطقة اليورو".

ووجد خبراء في معاهد بحوث ألمانية وأوروبية، أن البيانات الاقتصادية والمالية الصادرة أخيرًا "تعطي انطباعًا بسير أوروبا على طريق التحسن والخروج من أزمة اليورو، لكن الأزمة لم تضمحل فيها بعد ولا تزال تهدد بالانفجار مجددًا". ومن المعاهد والمؤسسات المرموقة هذه "معهد هانس بوكلر" لبحوث الاقتصاد في ألمانيا، و "المرصد الفرنسي للنمو الاقتصادي". وورد في التقرير الصادر عن خبراء هذه المعاهد أخيرًا، أن على رغم تسجيل معدلات نمو إيجابية وفائض في موازنات هذه الدول، فإن ذلك لا يعني بالضرورة تعافي اقتصاد منطقة اليورو".

ولفت التقرير إلى أن خطر وقوع هذه الدول في مرحلة ركود "لا يزال موجودًا وسينعكس بسرعة على سوق العمل من خلال ارتفاع البطالة". وأشار إلى أن "خطر تأثر الدول الأخرى في منطقة اليورو بالعدوى كبير جدًا، ما يمكن أن يؤدي إلى قيام زوبعة لا تهدأ". ولاحظ أيضًا أن الفارق هو "عدم قدرة الدول الأوروبية المتعثرة على الانتعاش الذاتي على عكس ما هو عليه الأمر في الولايات المتحدة وبريطانيا". إذ في وقت سمحت حكومتا أميركا وبريطانيا بارتفاع التضخم المالي فيهما وزيادة العجز في موازناتهما والديون العامة عليهما، "التزمت دول منطقة اليورو طويلًا بقيم محافظة تعتمد التقشف وخفض العجز المالي". ورأى التقرير أن "النتيجة كانت تراجع الاستثمارات في الدول الأوروبية إلى أدنى حد، ما دفع بمعدلات النمو إلى الانخفاض وبارتفاع معدلات البطالة".

وأفاد التقرير بأن "تقلّص البطالة حاليًا في الدول المتقشفة بطيء جدًا، ما يجعل العودة إلى معدلاتها عام 2007 غير ممكنة قبل عام 2022". واستنادًا إلى البيانات الأوروبية الأخيرة، فإن "كل رابع شخص في سن العمل في منطقة اليورو عاطل من العمل حاليًا".

ووصل الخبير الاقتصادي في منظمة التعاون الأوروبية يان شتراسكي، والخبير في "معهد هانس بوكلر" لبحوث الاقتصاد إنسغار راننبرغ، إلى استنتاج مفاده أن "تدابير التقشف التي اتبعت في دول منطقة اليورو، زادت حدة الأزمة فيها بدلًا من المساهمة في حلّها"، وإن "80 في المئة من أسباب فشل النمو تعود إلى نهج التقشف المتبع". ولفتا إلى أن سياسة التقشف "تخفض الناتج القومي السنوي بسبب تدنّي الصرف والاستثمار الحكوميين من جهة، وتوقف المواطنين عن الاستهلاك الإضافي خوفًا من البطالة من جهة أخرى". يُضاف إلى ذلك "تقلّص قدرتهم الشرائية وزيادة الضرائب عليهم". ووجدا أن في مثل هذه الأجواء "يكون من الطبيعي لجوء الشركات إلى تجميد استثماراتها في الداخل، ما يخفض معدلات النمو في الدول المعنية ويرفع البطالة فيها".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل في أوروبا بشأن خروج منطقة اليورو من أزمتها المالية وعودة النمو إليها جدل في أوروبا بشأن خروج منطقة اليورو من أزمتها المالية وعودة النمو إليها



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab