الوجه الدامع لمطربات الكباريهات محرومات من دفء الأسرة
آخر تحديث GMT13:48:15
 العرب اليوم -
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

هن مبدعات الليل وضحايا مجتمع لا يلتفت إلى نجومه

الوجه الدامع لمطربات "الكباريهات" محرومات من دفء الأسرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الوجه الدامع لمطربات "الكباريهات" محرومات من دفء الأسرة

صورة  من الارشيف لكباريه في المغرب

صورة  من الارشيف لكباريه في المغرب الدار البيضاء - سعيد بونوار   هن لسن كائنات من عالم آخر، هن لا يرمقن الشمس إلا لِماماً، هن لا يجلسن على مائدة الإفطار برفقة الزوج والأبناء، لا يشاهدن نشرة الأخبار الأخيرة ولا يقصصن لأبنائهن حكايات الذئب وليلى، يبدأن نهارهن عندما ينتهي عند الآخرين، ويبدأ ليلهن مع بزوغ شروق جديد، هن يمشين عكس عقارب الساعة والمجتمع والأعراف والطبيعة ، هن باحثات عن خبز بين نيران حارقة.
هن نساء يتوشحن بالسواد، يتسللن في خلسة، ويعودنّ دون أن يزعجن النائمين، هن مبدعات الليل، وضحايا مجتمع لا يلتفت إلى نجومه هن صناع الفرح، المكتويات بنار الحاجة، هن الوجه السعيد لأمة تفتح نوافذها وأوكارها لعشاق السهر، هن محاربات الخفافيش المسلحات بالأحلام والأوهام والوعود التي لا تتحقق، هم..هن نجوم الليل.
  عندما تطاردك الأحزان، وتلاحقك الهموم، تحمل آلامك وتقصد علبة ليل، أو مطعما أو منتزه فندق..هناك تجدهن في انتظارك، مستعدات لطي مشاكلهن نظير إسعادك، متأهبات لقتل الكرب الذي يعتصر فؤادك، يغنين لك أعذب الألحان دون أن يجدن ما يغنيهم عن مذلة الاستجداء بـ"يافطة" "النقطة أو "لغرامة" بتعبير المغاربة، يعزفن لك على أجمل الأوتار دون أن تتدخل أنامل الإنقاذ من أجل الالتفات إلى فئة من الفنانين والفنانات المواطنين المحرومين من الحق في العمل في النور.
  عصافير تصدح، فلا تجد غير أقفاص الاستغلال في انتظارها كل يوم، ومزامير تطلق أعذب الأنغام فلا تجد غير من يكسر صلابتها بكلام الليل الذي لا يمحوه النهار.. هن أيضا يتألمن وخير عزاء "الله يعفو علينا وعليهم".
   قبل أن يرخي الليل سدوله داعيا الأجساد إلى الاسترخاء والنوم، تتسلل مغنيات وراقصات من دروب أحيائهن الشعبية في اتجاه ملاهي وكباريهات المدينة، ولعل أشهرها "عين الذئاب"، فنانات بعضهن مشهورات ولكن انحسار فرص العمل يدفع بالكثيرات منهن إلى كهوف الكباريهات حيث يتجرعن فنونا من التعذيب.
  تجمع فنانات الليل على أن ابتساماتهن للزبائن وهن يغنين أو يرقصن إنما تخفي جبالاً من الآلام، كلهن راغبات في البقاء في البيت في أحضان الأسرة، أو الظفر بمهنة نهارية تنتهي على مائدة العشاء مع الأبناء، ولكنه القوت المر الذي يدفعهن إلى كسب يجمع المجتمع على أنه حرام أو هو غير شريف.
   وتروي مطربة "كباريه" مشهور لـ"المغرب اليوم" "معاناتنا مع الأجرة تفوق بكثير معاناتنا من الزبائن الذين في أغلبهم سكارى ومجرمون ولصوص بأزياء مختلفة يأتون إلى الكباريهات لنسيان جرائمهم".
  وتضيف "لا أخفيك سرا أن أجرة أشهرنا لا تتعدى 30 دولاراً في اليوم (250 درهما مغربيا)، وأيام اشتغالنا لا تتجاوز الجمعة والسبت ولا نملك أي حقوق أخرى بالشكل الذي يملكه مهنيون في وظائف أخرى يداومون ما بين التاسعة صباحا إلى ما بعد الظهيرة".
  وتوضح صديقتها "نحن في حياة الليل كالمقامرين، كل يوم نقول إن غدا سيكون الأفضل، والواقع أن كباريهات المغرب لم تعد كما كانت في السابق، القادمون من الخليج باتوا يفضلون دول آسيا أو برامج" خليك في البيت"، والمحليون مستعدون للشجار والعراك وسفك الدماء أكثر من الدفع للمطربات أو الراقصات".
  سيناريو ألم يومي، ينتهي في كثير من الأحيان في أقسام الشرطة، وتكون فيه المطربة إما شاهدة أو ضحية، فعشاق السهر لا يميزون بين الفنانة المحترمة التي تدفعها الظروف إلى العمل في الليل، وبين من تعرض جسدها للبيع"، وكلاهما ضحايا فقر أو نزوة.
  مطربات وفنانات الليل بعيدات عن الواقع، وكثيرات لا يعلمن بخبر أو حادث إلا في الأعياد الدينية حيث تغلق هذه العلب أبوابها، المتزوجات وهن فئة قليلة لا يعلمن شيئا عن أبنائهن، والعازبات ينتظرن الارتباط بمن ينقذهن من براثن السهر أو شريك حياة من العاملين في المجال نفسه لتكون حياتهم جولات ملاكمة وخصاماً كل يوم، ولا غرابة أن تكون أكثر نجمات الليل مطلقات.
  اعتبرت النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة أن الفنانين والفنانات الذين يعملون في الأماكن العمومية والملاهي الليلية لا حقوق لهم، في غياب وزارة التشغيل ومفتشي الشغل.
 وطالبت النقابة، في بيان صادر في الموضوع، وزير التشغيل والتكوين المهني بمناقشة حالة هذه الفئة من الفنانين، وأكدت أن "ما تتعرض له الشغيلة الفنية من إهمال ولا مبالاة واستغلال من طرف أرباب الملاهي الليلية والفنادق لا يعرفه ولا يحس به إلا هؤلاء الفنانون الذين حكمت عليهم ظروفهم بالعمل في الأماكن العمومية، في ظروف قاسية ويقضون ليالي وأعواماً طويلة بلا تقاعد ولا تغطية صحية ولا عطل ولا تعويضات".. بل إنهم يعملون وأجرهم هو "النقطة" بلغة المشارقة أو "لْغْرامة" عند نظرائهم المغاربة.
  وقال نقيب نقابة المهن الموسيقية أحمد العلوي إن وضعية الفنانين الذين يعملون في الملاهي الليلية ظالمة وأن الفئة سالفة الذكر تعاني من ظلم واستغلال بشِع من لدن أصحاب هذه  الأماكن الترفيهية.
  هكذا تجتمع هموم الدنيا فوق رؤوس نجوم الليل، ممن يعتقد الكثيرون أنهم يعيشون في فضاءات السعادة والترويح عن النفس.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوجه الدامع لمطربات الكباريهات محرومات من دفء الأسرة الوجه الدامع لمطربات الكباريهات محرومات من دفء الأسرة



GMT 15:31 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن تفاصيل تحقيقات النيابة وأسباب وفاة لملحن محمد رحيم

GMT 17:13 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

4 ثنائيات تجتمع مجددًا بعد غياب في موسم دراما رمضان 2025

GMT 17:09 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود حميدة يفجّر مفاجأة حزينة عن تراث مصر السينمائي

GMT 16:58 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد إمام وياسمين رئيس أحدث المغادرين لمسلسلات رمضان 2025

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab