كشف نجل الفنان الراحل فؤاد المهندس، عن مقتطفات ومحطات مهمة من حياة أستاذ الكوميديا لا يعرفها الكثير عن الفنان الذي أضحك الجمهور العربي والمصري سنين طويلة.
وأوضح محمد فؤاد المهندس في مقابلة مع "مصر اليوم"، أنَّ "أبي كان طيبًا جدا وحنونا للغاية يعشق الوحدة، وفي أوقات كثيرة كان يحب أن يتعامل كإنسان عادي بعيد عن كونه فنانا، وكان قاسيا في بعض الأوقات وعصبيته تزيد عندما يشاهد خطأ ما، فضلًا عن كونه دقيقًا في مواعيده جدا ويرفض عدم الانضباط".
وأضاف أنَّ "الكوميديا النابعة منه بها نوع من الاختلاف عن حياته العادية نوعا ما، وعن هواياته بعيدا عن التمثيل كان يحب الرسم كثيرا، وكان مغرما بالحيوانات، وبخاصة الأسد، وعندما سألته عن أسباب اقتنائه لسرير الخديوي إسماعيل تحديدا قال: وجدته في مزاد وأعجبني، علما أن السرير احترق قبل وفاته بشهرين، وكل ذكرياته ومتعلقاته وشهاداته وجوائزه وكل ما هو مرتبط بفؤاد المهندس احترق نتيجة ماس كهربائي قبل وفاته".
واستدرك: "والدي عشق هذا السرير كثيرا، حيث كان يتغزل به ولكن الحريق سبب لنا تأثيرا نفسيا سلبيا كثيرا عموما وكان إحدى أسباب وفاة أبي"، أما عن فؤاد مهندس الأب فيقول: "أنا لم أر في حياتي أبا حنونا وأطيب من فؤاد المهندس لأنه من يوم ميلادنا وحتى المرحلة الإعدادية كانت له شخصية مختلفة فعندما كنا نخطئ كان العقاب "الضرب" ولكننا لم نخف منه ولكن كنا نتجنب فعل الخطأ".
وتابع: "كان عندما يقوم بضربنا يدخل في حجرة يبكي وبعدها يجلس معنا ليعلمنا الصواب، وكان يحاول دائما أن يتقرب منا أنا وأخي أحمد, بعد ذلك تغيرت معاملته معنا من المرحلة الإعدادي للثانوية إلى نوع من الصداقة، وكان يعلمنا كيف نكون رجالا يعتمد علينا، وكيف نواجه جميع المواقف، فكنا في هذا الوقت نعتبر أنفسنا أصدقاء وكان يعلمنا كيف نأخذ حريتنا لكن في حدود، وكان دائما يصفنا بـ"السبوعة" نكاية عن السبع "الأسد" من كثر عشقه له".
وأشار محمد، إلى أنَّ "جدتي كانت رافضة دخول أبي مجال الفن لكن جدي كان يشجعه، فذات يوم كان يمثل على مسرح المدرسة دون علم والده ووالدته ولكن جدتي علمت بذلك فذهبت وجلست في الصف الأول مع الجمهور وعندما فتحت الستارة قالت له "انزل يا ولد" وبالفعل والدي نزل من دون أن يتحدث فقد كانت شديدة للغاية فالجميع كانوا يخافون منها كثيرا نظرا إلى شدتها".
واستدرك: "لكن عندما توفت جدتي شجعه جدي على التمثيل لأنه شعر بموهبته الفنية الكبيرة وكان أبي مصمما على التمثيل والذي ساعده بأنه في ذلك الوقت كان هناك جيل جديد ظاهر في هذا الوقت الذي ظهر فيه جيل من المخرجين والمؤلفين والفنانين".
وعن علاقته بالموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، قال: "علاقته به علاقة صداقة حميمة جدا حتى أنه كان في شهر رمضان يرفض أن يذهب للإفطار خارج المنزل فيما عدا الإفطار مع عبد الوهاب، وكان دائما يذهب إليه ويجلس معه كثيرا، حتى أنه لحن له أغنية "أنا واد خطير" في فيلم "جناب السفير" ولحن له أيضا أغنية "حضرتنا عظمتنا" في مسرحية " أنا وهي وسموه" فكانت تربطهما علاقة صداقة قوية جدا".
أما عن علاقته بكوكب الشرق أم كلثوم أضاف: "حب لا يمكن أن يوصف بكلمات, أبي كان يسكن في حي الزمالك الذي يعرف بالكامل أن فؤاد المهندس يسير بسيارته من صوت أغاني أم كلثوم التي كان يقوم بتشغيلها في السيارة الخاصة به ويعلو بصوت الكاسيت على آخر مستوى من حبه الشديد لهذه العملاقة، ويقال إنه تزوج من والدتي لأنها تشبه أم كلثوم, وكان عندما يسلم على أم كلثوم يجلس بجانب قدميها, ولابد أن يقبل يديها عند رؤيتها كان عاشقا لها".
وتحدث عن عشقه لحذاء السيدات والكعب العالي قائلًا: "كان يعشق المرأة وقدميها بالكامل وكان يقول إنَّ جمال المرأة في قدميها حتى لو كانت قبيحة الوجه، كونها تتمتع بروح جميلة, كما كان عاشقا لأحذية الكعب العالي إذ يقول إن المرأة الجميلة لابد أن ترتدي حذاء كعب عالٍ وغير ذلك فهي ليست امرأة".
وكشف عن قصة زواجه من الفنانة شويكار، موضحًا: "تزوجوا عام 1962 كانت هناك علاقة تمثيل وانقلبت إلى علاقة حب وكانت طنط شوشو شويكار عندها منة وأبي عنده أحمد وأنا وهم قررا أول شيء أن تتم تربية ثلاث أطفال معا حتى لا تحدث تفرقة وحتى الآن علاقتنا ببعض علاقة قوية حتى بعد وفاة أبي، وعندما كنا نريد من أبي الموافقة على شيء نجعل " طنط شوشو" هي التي تقنعه به".
واستطرد: "كان أبي وهي متوافقين جدا مع بعض فقد كنا نجلس أسبوعيا معا لنتحدث عن ما نوجهه من مشاكل فكانت علاقة متجانسة وقوية جدا، فأنا لا أستطيع أن أنكر أن جزءا من حياتي تربيت فيه على يد شويكار".
وتطرق إلى الحديث عن فوازير "عمو فؤاد"، مشيرا إلى أنَّ "هذه الفوازير قدمها على مدى 18 عاما بطعم مختلف عنده وكانت تسعده كثيرا وكان يشعر بالبهجة للمشاركة في شهر رمضان بهذه الفوازير وعندما كنا نشاهده سعيدا كنا كثيرا نشعر بالسعادة نحن أيضا، ومن أكثر الأشياء التي يعشقها فؤاد المهندس بالترتيب "المسرح ثم كلمتين وبس وعمو فؤاد".
وعن علاقته بالمسرح، قال: "هي علاقة رجل متزوج المسرح زواج طويل الأجل, فالمسرح عبارة عن امتحان بينك وبين الجمهور يوميا بشكل مباشر ورفض إلغاء "الكومبوشة " التي كان يجلس بها الملقن، وعندما يذهب إلى المسرح لا يمكن أن نطلب منه شيئا لأنه يكون قد دخل في نطاق العمل"، مذكّرًا بضربه الفنانة سناء يونس داخل المسرحية، قالًا: "بدأ الضرب بشكل واقعي وعندما شاهد تفاعل الجمهور معها بدأت تضع شيئا بحيث أن الضرب يسمع ولكن لا يؤلمها".
ونفى "وجود خلاف بينه وبين الفنان عبد المنعم مدبولي، فعندما قدم الفنان عبد المنعم مدبولي فوازير في عام من الأعوام الناس أظهروا تلك الشائعة ولكن هذا غير صحيح نهائيا فقد كانت بينهما علاقة قوية جدا ودائمين الاتصال"، وعن تجسيد قصة حياته في عمل فني، يقول: "رفضنا فأجمل شيء هو حب الناس للأستاذ فؤاد المهندس كما هو, فجميع أعمال السيرة الذاتية جميعها فشلت فيما عدا أم كلثوم, لا نريد تجسيد حياته في عمل فني".
وتحدث عن الموقف الذي أغضبه من الفنانة شريهان، قائلًا: "في وفاة والدتي لم تقم بالعزاء ولكن في ذكرى الأربعين نشرت شريهان في جريدة الأهرام نعيا وكتبت به الفنانة شريهان تنعى والدة أحمد ومحمد فؤاد المهندس، ولكن المطبعة أخطأت وكتبت الفنانة شريهان تنعي أحمد ومحمد فؤاد المهندس، وأسقطوا كلمة والدة، فانقلبت الدنيا وكلمته واعتذرت".
واختتم بأنَّ "الوفاة كانت نتيجة تأثره بأشياء كثيرة أولها وفاة الفنان عبد المنعم مدبولي, وحريق مقتنياته, ووفاة سناء يونس، وأنا كانت لدي مشكلة أثرت به فهذه هي الدنيا وسبحان الله شهر ميلاده هو شهر وفاته".
أرسل تعليقك