بعد 12 عامًا من المعاناة من مرضه النادر، غيب الموت اليوم الثلاثاء الفنان طلعت زكريا، عن عمر ناهز 59 عامًا، بعد رحلة
قاسية مع المرض، كل محطاتها مؤلمة.
مرض أرهق الأطباء
بدأت رحلة الفنان الراحل مع المتاعب الصحية في سبتمبر 2007، بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة واحمرار في الوجه، لم يستطع الأطباء تشخيصه. "ظننت أنها نزلة برد أو إنفلونزا عادية،
وذهبت إلى المستشفى فتم تحويلي إلى الحميات ثم بعد ذلك إلى مستشفى مصر الدولي"؛ قال الفنان طلعت زكريا في عدد من الاحاديث التلفزيونية، وأضاف: "الأطباء قالوا إن الحالة حرجة جدًا دون معرفة حقيقية ما أعاني منه، فأصر زملائي الفنانون على مغادرتي المستشفي ونقلي إلى مستشفى دار الفؤاد... أنا أطول مريض يقعد في غيبوبة، أنا قعدت فيها شهرين".
وساخرًا كان يردد الفنان الراحل: "خدت عين بعدما خلصت فيلم (طباخ الريس)، وقبل ما يتعرض بشهرين أصبت بغيبوبة".
وصف الفنان الراحل أيضًا حالته حينها بأنها كانت "صعبة جدًا" لدرجة أن الجميع أكد أنها "مرحلة النهاية"، فيما قال البعض لأسرته: "البقاء لله هذا رجل خلصان وبعد الفحوصات تبين أنني أعاني من التهاب في جذع المخ".
وفي مؤتمر صحفي عقدته نقابة المهن التمثيلية عن حالة طلعت زكريا الصحية، تحدث الدكتور نبيل مشهور أستاذ الحالات الحرجة في مستشفى دار الفؤاد والمشرف على علاج الفنان الراحل: "كان يعاني فشلاً تامًا في التنفس، وذلك أثناء تواجده في مستشفى دار الفؤاد، وأدى هذا الفشل إلى حدوث انتكاسة وشلل في كل عضلات الجسم واضطرابات في الوعي".
شبح الموت يطارده
بعد 3 أشهر قضاها في إحدى المستشفيات الفرنسية، واجه طلعت زكريا شبح الموت مجددًا، وقال عن ذلك في مداخلة هاتفية مع الإعلامي جابر القرموطي في برنامجه "مانشيت القرموطي"، المذاع عبر فضائية "النهار"، إنه تلقى علاجه في أحد مستشفيات فرنسا، وتقرر نقله إلى الفندق نظرًا لسوء حالته وتوقع وفاته، خاصة بعد نقله إلى الفندق ليلقى حتفه هناك.
وأوضح زكريا أنه نقل إلى الفندق بالفعل وكان ينتظر الموت، وفوجئ بثلاثة أشخاص يرتدون بدلات رسمية، نقلوه بطائرة مكتوب عليها رئاسة جمهورية مصر العربية، ومنها إلى مستشفى قصر العيني.
ولفت إلى أنه تلقى العلاج بعد ذلك في مستشفى القصر العيني، وأن مدير المستشفى أخبره بأن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك دفع مصاريف المستشفى الفرنسي، وأنه نقل للقصر العيني بناء على تعليماته، وأنه دفع تكاليف علاجه من حسابه الشخصي أيضًا.
زكريا وصف تجربة مرضه بأنها "قرصة الودن" بعد ظهور علامات الغرور عليه، وقال: "المنتجين كانوا بيسيبوا فلوس ويمشوا قعدت أفكر في حاجات مش حلوة وماشي بكل شيء خاطئ في الحياة، فلوس معايا كتير جدًا والناس بتشاور عليا فجت القرصة دي، لأ اصحى بقى لأن ربنا اللي خلاك كده"، مؤكدًا أنه عاد إلى طريق الصواب بعد شفائه.
ورحل طلعت زكريا اليوم الثلاثاء، بعد أسبوع من دخوله المستشفى مجددًا بسبب إصابته بالتهاب رئوي حاد، وتدهور أجهزة الجسم ومن بينها الكبد والكلى.
قد يهمك أيضًا
بدء تصوير "بعد الخميس" أول فيلم كوميدي سعودي مصري اماراتي
الفنان طلعت زكريا يستعد لتصوير فيلم "أخناتون في مراكش"
أرسل تعليقك