مسلسل بطلوع الروح دراما إنسانية تقتحم الأفكار المُلغمة
آخر تحديث GMT15:15:00
 العرب اليوم -

مسلسل بطلوع الروح دراما إنسانية تقتحم الأفكار المُلغمة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مسلسل بطلوع الروح دراما إنسانية تقتحم الأفكار المُلغمة

منة شلبي
القاهرة_العرب اليوم

عادة ما يرتبط تعبير «بطلوع الروح» بتلك المشقة والألم التي تُصاحب الوصول لشيء يتمناه الإنسان، ولم يكن هذا المعنى بعيداً عن اختيار عنوان المسلسل «بطلوع الروح»، بالإضافة للمعنى المباشر للموت وإزهاق الروح، الذي التفت إليه الجمهور مبكراً منذ إطلاق البروموهات الأولى للمسلسل الذي يدور في عالم الموت والدمار تحت راية «الجماعات الجهادية».

وسرعان ما تتبين إحالة جديدة لعنوان المسلسل، مع ظهور بطلته منة شلبي التي تظهر في المسلسل باسم «روح»، في ظهور ناعم يشي بروحها الحُرة والطلقة مع الحلقة الأولى من المسلسل، الذي بدأ باستعدادها لافتتاح مشروع مطعمها الجديد، وعلى الجانب الآخر فهي تسعى لعودة العاطفة من جديد في علاقتها مع زوجها أكرم «قام بدوره الفنان محمد حاتم»، في بدايات لا يظهر فيها سوى حلم العيش بسلام.تبدأ أحداث المسلسل في صيف 2014، وسرعان ما تتبدد أحلام وخطط «روح» بعد أن ترافق زوجها مع طفلهما الوحيد في رحلة إلى إسطنبول، بعد أن يقنعها زوجها بأنها رحلة للاستجمام وتغيير للأجواء، واعتبرتها هي فرصة لاستعادة العلاقة العاطفية بينهما من جديد، بعد فتور وتغيير بدأت تلاحظه على زوجها خلال الفترة الأخيرة. وبعد ساعات من تلك النزهة في تركيا، سرعان ما تكتشف خداع زوجها لها، وأن تلك الرحلة ما كانت سوى استدراج لاصطحابها هي وابنها معه، لبدء حياة جديدة بانضمامه لـ«داعش». تظل مشاعر الأمومة هي ما يحكم اختيارات «روح»، لحماية ابنها الصغير مريض «هيموفيليا الدم»، عبر إيجاد سبيل للنجاة من شبكة الجهاديين التي وجدت نفسها وابنها في يوم وليلة داخل معسكراتها، ولعل هذا المدخل الذي يخص رحلة الأم هو ما أثار تعاطفا مبكرا مع بطلة مسلسل «بطلوع الروح»، وهو اختيار يقول عنه محمد هشام عبية، مؤلف المسلسل وكاتب السيناريو والحوار لـ«الشرق الأوسط»: «اعتمدت على أن يكون مدخل القصة إنسانياً وليس دينياً أو مخابراتياً؛ لأن أغلب الأعمال الدرامية التي تناولت (داعش) لم تتطرق للجانب الإنساني بعمق كافٍ، علاوة على أن المدخل الإنساني عادة ما يجد صدى لدى جمهور أكبر، إذ إن البعض قد يهتم بنقاش ديني أو مغامرة بوليسية؛ لكن الكثير سيهتم بكل تأكيد بقصة أُم تحاول أن تنجو بابنها من بيئة خطرة».

ويضيف: «خلال قراءتي لسيرة بعض رموز الجماعات المتشددة، وجدت أن كثيرا منهم يعاني من فشل عاطفي وأن هذا الفشل يمثل نقطة تحول في مسيرتهم وربما يصبحون أكثر عنفاً ودموية، وكأنهم ينتقمون من العالم كله بسبب انكسار قلوبهم. ووجدت أن هذه نقطة تستحق أن ننطلق منها درامياً وأن تثير تفكير المشاهد».

يُعرض مسلسل «بطلوع الروح» يوميا على قناة MBC وMBC مصر، وكذلك على منصة «شاهد» وهو من بطولة منة شلبي، وإلهام شاهين، وأحمد السعدني، ومحمد حاتم، ودياموند بو عبود، وعادل كرم، وبدأ إذاعة المسلسل مع النصف الثاني من شهر رمضان بعدد 15 حلقة، وهو من إخراج كاملة أبو ذكري.

تصبح «روح» عضوة في كتيبة «لواء الخنساء»، بعد أن تنال رضا واحدة من قيادات الجماعة «أم جهاد»، (قامت بدورها الفنانة إلهام شاهين)، وتبدأ في تلقي تدريبات على الحرب والكراهية، واستخدام السلاح، وصولاً لمعايشة يوميات ثقيلة داخل مخيم خاص بالنساء والأرامل، حيث تتعرف هناك على قصص سيدات تتشابه مع مصيرها. ويتقاطع مع هذا المسار الدرامي مسارات التحوّلات الإنسانية الحادة التي واكبت انضمام أبطال المسلسل لداعش، لا سيما «أكرم» زوج «روح» الذي تحوّل من واحد من أشهر مخرجي الإعلانات التجارية، إلى عضو متشدد بالتنظيم، بعد إقناع من صديق عمره، الذي صار أحد قيادي داعش واسمه الشيخ عمر (قام بدوره الفنان أحمد السعدني).يقول الكاتب محمد هشام عبية: «منذ سنوات طويلة وأنا مشغول بالطريقة التي استطاعت بها (داعش) صناعة دولة على الأرض عقب احتلال مساحات من سوريا والعراق». كان لافتا لي أن هذه سابقة أولى في التاريخ المعاصر أن يقوم تنظيم ما بإنشاء دولة لنفسه، فمنذ عام 2013 تقريباً، وأنا مهتم بقراءة ومشاهدة الكثير عن طبيعة الحياة داخل دولة داعش؛ ومشغول أكثر بمسألة قدرتها على استقطاب عناصر من كل دول العالم تقريباً بمن فيهم الذين يعيشون في مجتمعات متقدمة وثرية وتحظى بتعليم جيد»، مشيراً إلى أن مشروع «بطلوع الروح» ظل يعتمل ويحتشد بداخله لنحو 8 سنوات كاملة قبل أن يكتبه: «كنت أرى أن تحدياته هي أنها منطقة ملغومة وخطرة، وسيكون هناك حتما جمهور مضاد، لذا كنت حريصا على أن تكون الأحداث مستوحاة من الواقع مع تضفير الخيال طبعا؛ وأن تكون التفاصيل دقيقة، وأن تكون الحكاية في الأصل إنسانية ولا تدخل في مسألة الجدال الديني». ولعل ما تحدث عنه عبية حول تحديات كتابة المسلسل، لا سيما ردود الأفعال والقراءات المختلفة للجمهور للمسلسل، كان في محله، بعد أن صارت كل حلقة من المسلسل تثير معها ردود أفعال صاخبة، ومتناقضة، ما بين تعاطف كامل وهجوم واضح باعتبار المسلسل يتعرض برسائل سلبية ومبالغات في تصوير الحياة داخل داعش، وهو محور الانتقادات التي يقول محمد هشام عبية إنها في مجملها كانت «متوقعة». ويؤكد: «المسلسل عبارة عن صراع فكري بديهي بين فطرة الإنسان الطيبة التلقائية التي ترفض القتل والعنف وبين أصحاب التيارات الذين يعتقدون أن ذلك هو دفاع عن الدين». وبالتزامن مع عرض مسلسل «بطلوع الروح» حالياً، يجري عرض مسلسل «العائدون» الذي يسلط الضوء كذلك على تنظيم «داعش»، وأثارت حلقاته الأولى جدلاً واسعاً وخصوصاً في مشهد حرق أحد العناصر المخابراتية بعد كشف سره.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

حبس ممرضتين لمدة شهر في البلاغ المقدم من الفنانة منة شلبي بالغردقة

 

ناقدة فنية تتّهم مسلسل "بطلوع الروح" لـ" منة شلبي" وإلهام شاهين بالسرقة

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسلسل بطلوع الروح دراما إنسانية تقتحم الأفكار المُلغمة مسلسل بطلوع الروح دراما إنسانية تقتحم الأفكار المُلغمة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 15:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار
 العرب اليوم - إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab