القاهرة ـ العرب اليوم
تسببت أسعار تذاكر حفلات مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ30، والمستمرة حتى منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر في الكثير من الجدل، نتيجة ارتفاع أسعارها للعام الثاني على التوالي، رغم توقعات بانخفاضها بعد السماح بحضور عدد أكبر من الجمهور عن العام الماضي الذي سيطر على تنظيمه الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا.
وطبقاً لموقع دار الأوبرا المصرية فإن أغلى حفلات المهرجان هي حفلة الختام التي تحييها الفنانة ماجدة الرومي على مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية، ويصل سعر التذكرة فيها إلى 2010 جنيهات (472 درهماً)، وتبدأ من 860 جنيهاً (202 درهم) لأقل فئة في التذاكر، متفوقة بذلك على أعلى سعر للتذكرة لحفلات الدورة الماضية من المهرجان، وهي حفل الفنان صابر الرباعي الذي وصلت فيه سعر التذكرة إلى 1510 جنيهات بزيادة قدرها 500 جنيه.
وبارتفاع 300 جنيه مصري على الدورة الماضية من المهرجان، يحافظ الفنان صابر الرباعي على المركز الثاني في أغلى تذاكر حفلات المهرجان، حيث تبلغ سعر تذكرة حفلته والفنانة ريهام عبدالحكيم 1810 جنيهات، وتبدأ من 510 جنيهات، وهي نفس أسعار حفلة الفنانة أصالة في 14 نوفمبر.
أما الحفلات الأقل سعراً فكانت من نصيب مسرح أوبرا دمنهور بمحافظة البحيرة، ومسرح الجمهورية بالإسكندرية، وتبدأ التذاكر فيه من 65 جنيهاً (15 درهماً)، وتضم الفرق الغنائية مثل فرقة عبدالحليم نويرة، وترتفع 85 و110 جنيهات في حفلات بعض النجوم مثل نادية مصطفى والفنان محمد الحلو وكذلك الفنان أحمد سعد الذي يقدم الإنشاد الديني فقط خلال المهرجان عبر حفلتين.
أما حفلات مسرح معهد الموسيقى العربية، فتقدم فئة متوسطة من التذاكر، حيث تبدأ تذكرة حفل الفنان محمد إبراهيم من 160 جنيهاً، فيما يقيم الفنان محمد الحلو حفله وتبدأ تذكرته من 210، وهو سعر أقل تذكرة في مصر في عروض مسرح النافورة بدار الأوبرا (الدرهم يساوي 4.26 جنيه مصري).
ويأتي ذلك في الوقت الذي يقدم فيه الفنان المصري تامر حسني حفلتين خلال شهر نوفمبر وديسمبر بمسارح جامعة مصر الدولية بمدينة السادس من أكتوبر يبدأ سعر التذكرة من 300 جنيه، بينما يبلغ سعر أعلى فئة للتذاكر 700 جنيه مصري فقط، فيما قدم مغني الراب «ويجز» حفلته قبل أيام بمركز المنارة، بسعر تذكرة يبدأ من 300 جنيه إلى 500 جنيه.
يرى الناقد الموسيقي مصطفى حمدي أن السبب في ارتفاع أسعار التذاكر هي مقارنة وزارة الثقافة المصرية المنظمة للمهرجان بين أسعار تذاكر حفلات المهرجان وتذاكر الحفلات العامة الأخرى التي تصل أسعارها إلى 1000 و2000 جنيه.
وأضاف حمدي أن الوزارة تستهدف الربح من خلال المهرجان، لذلك تحاول تعويض الأجور التي تدفعها لاستقدام المطربين وغيرها من التجهيزات الخاصة بالمهرجان، وذلك على الرغم من أن المفترض أن المهرجان هو مهرجان ثقافي يسعى لنشر الثقافة.
وأوضح حمدي أن إدارة المهرجان فرغته من فكرة الموسيقى العربية لصالح استقدام النجوم «السوبر ستار»، مشيراً إلى أنه من الجيد تقديم حفلات لفنانين مثل ماجدة الرومي ومدحت صالح وعلى الحجار وغيرهم، ولكن هناك العديد من الفنانين الذين لا يمثلون الغناء الطربي الذي تتميز به الموسيقى العربية.
وأشار حمدي إلى أن ارتفاع الأسعار سبب الضيق لبعض الفنان، حيث أثر على عدد الحضور، مشيراً إلى أن الخلاف الذي وقع بين كل من النجمة سميرة سعيد وبين المايسترو قائد حفلتها سببه الظاهر عدم الاتفاق على المقامات في أغنية «جاني بعد يومين» إلا أن السبب الأهم كان إحساس سميرة بالضيق من عدد الحضور الناتج عن ارتفاع سعر التذاكر.
وقال حمدي إن القول بأن ضغوط الفنانين وراء رفع سعر التذاكر أمر غير صحيح، لأن الفنان لا يهتم سوى بأجره الخاص، ويفضل انخفاض سعر التذكرة حتى يحضر عدد أكبر من الجمهور، لأن انخفاض عدد الحضور يؤثر على صورته الإعلامية، لذلك فإن العديد من النجوم لا يفضلون المهرجانات لأن الحفلات العامة خارج المهرجان تكون تذاكرها بسعر أقل، والحضور مضمون بسبب الرعاة.
وحول تأثير ارتفاع تذاكر المهرجان على موسم حفلات رأس السنة، توقع حمدي أن يكون الموسم القادم الأكثر ارتفاعاً في أسعار تذاكر الحفلات، مشيراً إلى أن ذلك ليس بسبب المهرجان، ولكن بسبب توقف الموسم لعامين بسبب الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، الأمر الذي دفع ثمنه المنظمون الذين يرغبون في تعويض خسائرهم.
وأضاف حمدي أن موجة التضخم القادمة ستؤثر على أسعار الحفلات وأجور الفنانين، مشدداً على أن المطربين هم أول فئة تقوم برفع أجورها في حالة التضخم.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك