جدل كبير أثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب طرح المواد الدعائية من بوسترات وإعلان، لمسلسل "الملك" الذي يقوم ببطولته الفنان عمرو يوسف، ومن المقرر عرضه في رمضان 2021.وجائت أغلب التعليقات والانتقادات، للمظهر الذي أطل به نجوم المسلسل على الجمهور، فيجسد الفنان عمرو يوسف دور الملك "أحمس"، وظهر على البوستر بلحية كثيفة، مما رآه البعض ابتعادًا عن الشكل المتعارف عليه للفراعنة.
وبدأت الصفحات المختصة بالتاريخ المصري القديم، وزوار هذه الصفحات في عقد المقارنات بين برومو "الملك" وفيلم "المومياء" للمخرج الراحل شادي عبد السلام، والذي أبدع في محاكاة التاريخ الفرعوني، جعلت فيلمه الأول في قائمة أفضل مائة فيلم عربي، بتصويت النقاد في مهرجان دبي السينمائي عام 2013، كما تم اختياره في المركز الثالث ضمن قائمة أفضل مائة فيلم مصري، باختيار نقاد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1996.
وفيما يلي نستعرض أبرز المعلومات عن فيلم "المومياء" لشادي عبد السلام.
القصة
تدور قصة فيلم "المومياء" حول سرقة الآثار الفرعونية على يد "الحربات"، في صعيد مصر، واختص شادي عبد السلام، سرقة مقابر الأسر الفرعونية الأهم، من الأسرة الـ17 إلى الأسرة الـ21،وتعتبر اكتشافات هذه المقابر اليوم، هي أعظم ما تبقى من المومياوات الفرعونية، حيث تشمل مومياوات مجموعة من أبرز الفراعنة تاريخيًا ومنهم "أحمس الأول" ، سيتي الأول"، "رمسيس الثاني"، وهي المومياوات التي تُعرف اليوم باسم مومياوات "الدير البحري".
هذه المومياوات ظل مكانها طي الكتمان لسنين وبقيت مدفونة، في موضع مجهول بعد أن نقلها آخر كهنة أمون إلى هذا الموضوع لحمايتها من اللصوص.
والفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية وقعت في أواخر القرن التاسع عشر، وتتناول الصراع بين الأجيال في القبيلة حول بيع الآثار، فأبناء الشيخ يرفضون بيع محتويات المقابر بعد وفاته، مما يتسبب في مقتل أحدهم على يد عمه، بينما ينجح الآخر في إبلاغ بعثة الآثار عن مكان المقبرة التي تبيع قبيلته محتوياتها.
لماذا يعتبر فيلم "المومياء" من أعظم أفلام السينما المصرية؟
تكمن عظمة الفيلم إلى جانب قصته الحقيقية، إلى المشروع السينمائي الضخم الذي تبناه شادي عبد السلام، وأصر على خروجه للنور بأيدي مصرية تماما، رافضًا أي تمويل أجنبي من الخارج، واضعًا بصمته العبقرية التي جعلت من كادرات الفيلم، كادرات متفردة، وكأن الصورة تحكي حكايتها بعيدًا عن الحوار، فجعل من القصة والتصوير بطلين حقيقيين للفيلم.
الاعتماد على ظروف التصوير الطبيعية أضفت على العمل والصورة جاذبية خاصة، فالتصوير تم صيفًا لاستغلال آشعة الشمس، بالإضافة لكون بعثات التنقيب عن الآثار تنشط في ذلك الوقت، والتدقيق في التفاصيل أيضًا لم يغب عن المخرج العبقري الراحل.
شادي عبد السلام أصر على إخراج الفيلم كما تكونت رؤيته الإبداعية، فكتب القصة والسيناريو والحوار ورسم اسكيتشات الفيلم على ورق أبيض قبل أن يحوله إلى صورة حية على الشاشة.
دخول المقابر يتطلب ظروف إضاءة معينة، وحرص شادي عبد السلام، على توفير الظروف المناسبة لكل فئة، فرجال الآثار يحملون مشاعر النار التي تتناسب مع تاريخهم، واستغلالها في المؤثرات السينمائية بكون تراقص وهج النار يضفي نوعا من الهيبة على المقابر ونوعا من القلق على حامليها، بينما تحمل هيئة الآثار الكشافات التي تطلق ضوءً صريحًا مباشرًا، ينبئ المشاهد بقرب الكشف الأثري المهم.
الفيلم على قدر ما يحدث فيه من دراما وتشويق وإثارة، لا يعتبر فيلم من أفلام الإثارة بقدر ما هو رصد وتوثيق لفجوة وقعت بين حضارتين، الأولى منذ زمن سحيق ولا تزال حيّة في كل تفاصليها التي تركتها، والأخرى لحضارة آنية يعيش بعض أبنائها على نهش تاريخ القديمة وبيعه للأجانب، وبهذا الصراع وثق شادي عبد السلام مرحلة مهمة من مراحل اكتشاف المقابر الأثرية والمتاجرة بها.
فيلم "المومياء" هو الفيلم الروائي الوحيد أيضًا لصاحبه، من بين 4 أفلام هي كل ما انتج للسينما، وكلها فيما عداه قصيرة وهي "شكاوى الفلاح الفصيح" عام 1970 و"آفاق" عام 1972 و"جيوش الشمس" 1973، كما كان يشرع في فيلم "أخناتون" ولكنه لم يكتمل.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
سوسن بدر تكشف الصعوبات التي واجهتها في مسلسل" في يوم وليلة"
سوسن بدر تؤكد أن مهمتها في "في يوم وليلة" البحث عن غموض الجريمة
أرسل تعليقك