الفتوة يخترق قلب الحارة المصرية في القرن الـ19 بتوقيع ياسر جلال
آخر تحديث GMT20:51:33
 العرب اليوم -

أحداث المسلسل تبرز الصراع بين الخير والشر والنقّاد يشيدون به

"الفتوة" يخترق قلب الحارة المصرية في القرن الـ19 بتوقيع ياسر جلال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الفتوة" يخترق قلب الحارة المصرية في القرن الـ19 بتوقيع ياسر جلال

مسلسل "الفتوة"
القاهرة - العرب اليوم

مغامرة خطرة ومثيرة يخوضها مسلسل "الفتوة" بطولة الفنان ياسر جلال في السباق الرمضاني لهذا العام، لتصديه لعالم الفتوات الذي تعرفنا عليه عبر روايات وأفلام نجيب محفوظ وخلدته أعماله الأدبية والدرامية أشهرها روايات ملحمة الحرافيش و"فتوة العطوف"، ومن الأفلام: "الجوع" بطولة محمود عبد العزيز وسعاد حسني (1986)، و"فتوة الحسينية" بطولة فريد شوقي وهدى سلطان (1954) وغير ذلك من الأفلام والمسلسلات. وعالم الفتوات يمثل فصلًا مهمًا من التاريخ والتراث المصري الشعبي غير المادي،

حيث كانت لهم طقوسهم ومبادئهم وملابسهم ولغتهم الخاصة والتي وثقها الكاتب الصحافي الراحل صلاح عيسى في تحقيقه لكتاب "مذكرات فتوة" الذي كتبه أحد أشهر فتوات مصر المعلم يوسف أبو حجاج ويأتي المسلسل ليتوج باقة مسلسلات مصرية متنوعة، ويتفرد بهذا التناول التاريخي لحقبة نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين في ظل أزمات إنتاجية مرت بالدراما المصرية مؤخرا، لكن فريق العمل سواء المؤلف الواعد هاني سرحان والمخرج حسين المنباوي تخطى هذه العقبة.

وهو ثاني تعاون لهما مع الفنان ياسر جلال بعد مسلسل العام الماضي "لمس أكتاف" ومن إنتاج شركة سينرجي للمنتج تامر مرسي وخلال الحلقات العشر الأولى يتضح أن المحرك الرئيسي للحدث الدرامي هو الصراع بين قوى الخير والشر، بين الفتوة الظالم "عزمي" ويجسده أحمد صلاح حسني، نجل فتوة الجمالية ورجاله، وبين "حسن الجبالي" وهو ياسر جلال الذي يدافع عن الغلابة ضد استبداد الفتوات وشخصية حسن الجبالي يؤديها ياسر جلال الذي أدى سابقا أدوار الشر ببراعة والتي ابتعد عنها في الأدوار الأخيرة يبدو أنه ممسك جيدا ببروفايل الشخصية وسماتها، "حسن الجبالي" هادئ الطباع مفتول العضلات.

وهو ما جعله يبدو متأثرًا بأداء الفنان الراحل نور الشريف في أسلوب الحديث ولغة الجسد مع كونه يتمتع بهيئة الفنان الراحل رشدي أباظة في الحلقات الأولى، لكننا عقب ذلك نتعلق معه بشخصيته الجديدة في العمل، فهو يتمتع بتلك الهيبة الخاصة بالبطل الشعبي، "حسن الجبالي" الذي آثر البعد عن عالم الفتوات بعد وفاة والده فتوة الجمالية أحمد الجبالي غدرًا في المولد، ثم خسر زوجته التي راحت ضحية الوباء، فهو البطل الذي يعاني انكسارًا ويبدو أنه سيتحول بعد حدث كبير في المسلسل، وهنا العمل لعب على وتر وباء الكوليرا الذي ضرب مصر بدايات القرن العشرين في موجته الثانية.

"حسن الجبالي" يدافع عن الغلابة في الخفاء بشخصية "المتلتم" أو "المُلثم" الذي يظهر ليلًا متخفيًا في زي الفارس الطيب الذي ينتقم لأهل الحارة المقهورين ويرد لهم "الإتاوة" الأموال التي تؤخذ منهم عنوة ودون وجه حق. نجده في مشاهد كأب حنون ويعلم ابنته المبارزة بالنبوت لتتمكن من الدفاع عن نفسها. وفي مشاهد المعارك يكشر عن شراسته ضد الشر، وفي الوقت نفسه يبدأ في الإعجاب بـ"ليل" كريمة فتوة الجمالية التي أنقذها قبل أيام من "بلطجية" يقومون بعمليات قتل وسرقة وخطف، ويقع في حبها لكن مبادئه تمنعه من الانجراف في الحب.

ويرى نقاد فنيون مصريون من بينهم محمود قاسم أنّ "الفنان ياسر جلال لم يقدم شخصية مختلفة عن أدواره السابقة بل نفس الثيمة وهي الشخص الطيب القوي الذي يخدم الخير، رغم أنه قدم الفتوة، ويقول "كنت أفضل أن أرى جلال هذا العام في ثيمة مغايرة من الأدوار، وهذه مشكلة الجيل الجديد من الممثلين"ورغم ذلك فإنّ قاسم يرى أنّ المسلسل مختلف عن باقي مسلسلات رمضان، والديكورات قدمت باحترافية، وهو يناقش تحول الفتوة من شخص عادل إلى ظالم، وبالتالي استخدامه للنبوت في خدمة الشر وخروجه عن مبادئ الفتونة".

تلعب دور "ليل" الفنانة مي عمر التي تقدم دورًا جديدًا عليها، وتثبت براعتها في التمكن من أدواتها من شخصية الفتاة الثرية أو المدللة لابنه الحارة، "ليل" شابة طُلقت من زوجها المعلم سيد وتعيش حبيسة جدران بيت والدها، المهم هنا في دور "ليل" أنها حلقة من حلقات الصراع الدرامي فهي محبوبة حسن الجبالي وفي نفس الوقت الأخت غير الشقيقة للفتوة عزمي الرجل المسيطر على الحارة ومصدر الشر فيها. هنا تتكشف بعض من الخيوط الدرامية لما يشي بأنه قصة حب مستحيلة ومشوقة، فهل يرتبط بها حسن أم لا؟

المعلم "عزمي" الذي يؤدي شخصيته أحمد صلاح حسني يعتبر خطوة مهمة في تاريخه الفني إذا ما امتلك الشخصية جيدا في باقي الحلقات، إلى الآن يتبدى أنه يتخذ الشر ليواري خلفه ضعفه وانكساره من شيء ما لم تكشف عنه الحلقات الأولى، بعض اللزمات الكلامية التي يستخدمها والحديث بصوت غليظ ربما هي لخدمة هذا الجانب من الشخصية، أما الجانب الآخر الذي يكشفه لنا المؤلف هاني سرحان وهي أن كل إنسان حتى إذا كان من الأشرار فلا بد أن له جانبا آخر يطوق للخير، فنجد تعامل عزمي مع أخته غير الشقيقة بكل حنان وبشكل أبوي بعكس والدته زوجة أبيها.

كما نجده في الحديث مع "حسن الجبالي" يؤكد له مدى إعجابه به ورغبته في أن ينضم للعمل معهم في جمع الإتاوات. وفي تتر المسلسل نرى مشهدًا يجمع بين حسن الجبالي وعزمي ومن خلفهم أهل الحارة ربما يحدث أن يتعاونا معا ويتحول عزمي لشخص يسعى للخير، ربما يكشف المسلسل عن دور الفتوات في محاربة الإنجليز كما هو معتاد فيتحد الفتوات ضد العدو، هذا ما سنراه خلال النصف الثاني من الحلقات.

وقد جرى اختيار فريق العمل بعناية بداية من اختيار الفنان أحمد خليل لدور الفتوة صابر أبو شديد فتوة الجمالية، ودور الفنانة إنعام سالوسة والدة "حسن الجبالي"، والفنانة نجلاء بدر في دور "الغازية" والفنانة هنادي مهنا في دور "سكر"، وأحمد خالد صالح، في دور "الشيخ مبروك" الذي سوف يحرك الأحداث نحو الكنز الخفي الذي يرد ذكره في وصية والده الراحل ويبحث عنه مع "حسن الجبالي".

شارتا البداية والنهاية اختيار موفق ومدروس بدقة أيضا، فشارة "تتر" البداية تستهل بتواشيح صوفية وموسيقى فقط، أما تتر النهاية فجاء ليناسب المزاج الشعبي وطابع العمل الذي يتناول تراث فئة الفتوات، وهو غناء المطرب الشعبي أحمد شيبة بعنوان: "الفتونة" وتلخص كلماتها مبادئ شخصية العمل وبعض همومها واللافت أنه حتى الحلقة الحادية عشرة من العمل، لم يشر للعالم الخارجي للحارة أو وجود جنسيات أجنبية كثيرة في مصر آنذاك، وربما اكتفى لعمل بقبعة العربجي "فضل" الإنجليزية والتي تومئ بشكل رمزي للوجود البريطاني في مصر، هذا ما ننتظر أن تكشف عنه الأحداث في الحلقات المقبلة.

قد يهمك ايضا

مي عمر تؤكد أنها محظوظة بالمشاركة في مسلسل "الفتوة"

نجلاء بدر تكشف عن تفاصيل شخصيتها في مسلسل "الفتوة" مع ياسر جلال

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفتوة يخترق قلب الحارة المصرية في القرن الـ19 بتوقيع ياسر جلال الفتوة يخترق قلب الحارة المصرية في القرن الـ19 بتوقيع ياسر جلال



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab