فيلم ورقة بيضاء يثير جدلًا واسعًا في الأوساط الصحافية والشعبية اللبنانية
آخر تحديث GMT08:22:10
 العرب اليوم -

أكد البعض أنه "عنيف وبذيء" ووصفه الآخرون بأنه نقلة نوعية بمعايير عالمية

فيلم "ورقة بيضاء" يثير جدلًا واسعًا في الأوساط الصحافية والشعبية اللبنانية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فيلم "ورقة بيضاء" يثير جدلًا واسعًا في الأوساط الصحافية والشعبية اللبنانية

فيلم "ورقة بيضاء"
بيروت ـ غنوة دريان

أثار فيلم "ورقة بيضاء" الذي بدأ عرضه في الصالات اللبنانية، ردود فعل متفاوتة وجدلًا حادًا، في صفوف الصحافيين والنقاد، منهم من رأى فيه فيلمًا عنيفًا و"بذيئًا"، لا يعكس الواقع اللبناني، وأخرون وصفوه بأنه نقلة نوعية "بمعايير عالمية".

ويتناول الفيلم الذي تولى إخراجه الفرنسي هنري بارغيس، وأنتجه طارق سكياس، قصة لانا "دارين حمزة"، وهي أم وزوجة أدمنت لعبة البوكر، يقودها هوسها مع صديقتها جيني "الكسندرا القهوجي"، بإدمان المخدرات والرجال، إلى العالم السري وأجواء العصابات، فتتورطان في مشاكل مع قاسم "غبريال يمين"، الرجل الدموي الذي لا يرحم.

وأوضح بارغيس أن "ورقة بيضاء"، الذي تمتد أحداثه لساعة و45 دقيقة، قائلًا "فيلم قاس وعنيف أحيانًا، ولكن العنف فيه مطعم بالفكاهة، على غرار عالم "المخرجين الأميركيين"، الأخوين "جويل وإيثن" كوهين أو عالم "المخرج" كوينتن تارانتينو". وأضاف "ثمة لمسة فكاهية في المشهد أو في النص، تخفف من مأسوية الحالة".

ولكن هذا النمط السينمائي غير المألوف في السينما اللبنانية، والذي يزاوج بين المشاهد العنيفة والكوميديا السوداء، شكل صدمة سلبية لعدد من الصحافيين، فحملوا بشدة على الفيلم منتقدين ما احتواه من عنف و"بذاءة" و"إسفاف"، وفق تعبيرهم. ووصف بعضهم الفيلم بأنه "إرهاب السينما اللبنانية" و"ورقة سوداء بتوقيع داعش"، فيما أخذ عليه آخرون تضمنه "جرعات من المحرمات في المجتمع اللبناني"، وعدم تعبيره عن واقع "وطن جبران خليل جبران، وسعيد عقل وفيروز".

ووصفت الصحافية كارولين بزي الفيلم، بأنه يحتوي على عدد من المشاهد والشتائم، تتعدى الجرأة وتصل إلى حد الابتذال. ومن بين كل عشر كلمات ثمة نحو تسع كلمات سباب، وثمة مشاهد يجب ألا تمر. وأضافت "إذا كانت رسالة الفيلم تحذير الناس من مخاطر عالم القمار والمخدرات، فهو لم ينجح إطلاقًا في تحقيق هذا الهدف". ونال الفيلم استحسان عدد كبير من الصحافيين والنقاد رأوا فيه فيلمًا "بمعايير عالمية"، ويشكل علامة فارقة في تاريخ السينما اللبنانية.

ودافع الناقد محمد حجازي عن الفيلم،  قائلًا هذه "العبارات النابية والبذيئة"، هي لغة "تجار المخدرات والخارجين عن القانون والأداب، وأهل المجتمع الدموي الذين يسلط الفيلم الضوء عليهم". وأضاف "هذه لغتهم، ولو تكلموا بطريقة محترمة لكنا اعتبرنا أن في الفيلم مشكلة". وشبه الممثل غبريال يمين، الذي يؤدي دور زعيم العصابة في الفيلم أجواء العمل بأجواء أفلام "تارانتينو ومارتن سكورسيزي"، وقال "لا أعتقد أن هناك فيلمًا لبنانيًا صنع قبله بهذه الضخامة". وأضاف "صحيح أنه إنتاج لبناني محض، لكنه يوازي الأفلام العالمية من مختلف النواحي".

وتحدث الناقد السينمائي اللبناني نديم جرجورة، عن وجود "مشاكل سينمائية جديرة بالنقاش"، في الفيلم، لكنه يعكس شيئًا حقيقيًا واضحًا من طبيعة الحياة اللبنانية، أو بالأحرى جوانب منها على الأقل، بسوقيتها وبذاءتها وفوضاها وخرابها وأفعالها الجرمية وإحباطاتها وانكساراتها". وشدد على ضرورة أن يكون النقاش حول الفيلم فنيًا وتقنيًا، بعيدًا عن أي موقف أخلاقي"، إذ أن كل موقف أخلاقي إزاء السينما مناف لجوهر الفن السابع وإبداعه وحريتها وجمالياتها".

في الوقت الذي دافعت فيه بطلة العمل دارين حمزة عن دورها في الفيلم، مؤكدة بأنها فنانة درست المسرح في لبنان، وأكملت الماجستير في لندن، وهي كممثلة محترفة تؤدي كل ما يطلب منها بحسب متطلبات الدراما. أما بالنسبة للمشاهدين، فقد أعرب الكثير منهم أنه بالرغم من جمالية الفيلم على الصعيد التقني والصورة، ولكنه لا يعبر على الإطلاق عن المجتمع اللبناني، بل على العكس فهو يقوم بتشويهه بصورة كبيرة، فيما رأى البعض الأخر، بأن الفيلم في النهاية يحمل وجهة نظر صانعيه، فإما أن تقبله، كما هو أو ترفضه، ولكننا لا نستطيع أن ننكر أن هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين.

ورفضت أن يكون فيلم "ورقة بيضاء"، يعكس صورة المجتمع اللبناني، وأن هناك الكثير من الأفلام اللبنانية التي تقترب إلى حد كبير من تقديم صورة واقعية عن هذا المجتمع، خاصة وأن السينما اللبنانية، شهدت في الفترة الأخيرة ظهور مجموعة من الأفلام أعادة نبض الحياة إلى السينما اللبنانية، وأحيت الأمل بوجود صناعة وطنية فنية، بدأت تستفيق بعد ثبات عميق.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم ورقة بيضاء يثير جدلًا واسعًا في الأوساط الصحافية والشعبية اللبنانية فيلم ورقة بيضاء يثير جدلًا واسعًا في الأوساط الصحافية والشعبية اللبنانية



GMT 20:20 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوم غادروا ماراثون رمضان 2025 رغم إعلان مشاركتهم

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab