نتفليكس تختار لبكي ومزنر لتصوير فيلم قصير عن فترة الحجر الصحي
آخر تحديث GMT11:23:34
 العرب اليوم -

ظهر في العمل الموهبة الفنية الشاملة طفلتهما ميرون ذات الـ4 أعوام

"نتفليكس" تختار لبكي ومزنر لتصوير فيلم قصير عن فترة الحجر الصحي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "نتفليكس" تختار لبكي ومزنر لتصوير فيلم قصير عن فترة الحجر الصحي

منصة "نتفليكس" الإلكترونية
القاهرة - العرب اليوم

عندما طلبت منصة "نتفليكس" الإلكترونية من نادين لبكي وزوجها الموسيقي خالد مزنر تصوير فيلم قصير عن فترة الحجر المنزلي في زمن "كورونا" لم يكونا يملكان أي فكرة عن الموضوع الذي سيتناولاه. فالمنصة المذكورة وتحت عنوان "هوم مايد" اختارت مخرجين عالميين من بلدان مختلفة للمشاركة في هذه السلسلة التي انطلقت عروضها في 30 يونيو (حزيران) الفائت.

وهكذا ولد فيلم "ميرون وأحادي القرن" ومدته نحو 5 دقائق بطلته ميرون ابنة مزنر ولبكي، اللذين تشاركا في تنفيذ العمل وتصويره وإخراجه.

ومن بين المخرجين المشاركين في هذه السلسلة لادج لي الفرنسي الحائز فيلمه "البؤساء" على الجائزة الكبرى في مهرجان كان. وكذلك الإيطالي باولو سورانتينو والأميركية راشيل موريسون التي رشحت لجائزة أوسكار لأفضل صورة عن فيلمها "مودباوند". وتكر السبحة لتصل إلى نحو 18 مخرجًا بينهم رونغانو نيوني (زامبيا) وباولو لارين (تشيلي) ونوامي كواسي (اليابان) وغيرهم.

وتعلق المخرجة نادين لبكي قائلة: إن "أسماء لامعة وكبيرة من المخرجين جعلت التحدي أكبر وأجمل. وكانت الصعوبة في إيجاد فكرة غير مستهلكة، تحكي عن فترة الحجر". هنا يتدخل زوجها خالد مزنر ليقول: "إننا نصور ميرون بشكل مستمر، لأنها تدفعنا للقيام بذلك لتوثيق موهبتها. ولكن لم يخطر على بالنا يومًا أن تكون بطلة هذا الفيلم القصير".

منذ اللحظات الأولى لمشاهدتك فيلم "ميرون وأحادي القرن" تشدك ابنة الـ4 سنوات بموهبتها الفنية الشاملة. فهي تمثل وتغني وتقتبس وترقص وتقف أمام الكاميرا غير آبهة بسطوتها، مطبقة المثل القائل "فرخ البط عوام". وإذا ما تابعت أداءها التلقائي والعفوي تشعر كمن يقرأ بين السطور عمق تأثير الحجر المنزلي على الأطفال عامة وعلى ميرون خاصة. "لم تشعرنا يومًا وطيلة مدة الحجر الذي بلغ نحو 4 أشهر أنها تعاني من شيء ما". تقول لبكي في سياق حديثها. وتتابع: "إنها تعيش في عالمها الخاص وتنكب على مشاهدة الأفلام السينمائية. وقلما تطالبنا في الأيام الطبيعية بالخروج من المنزل. وعندما رحنا نبحث خالد وأنا عن فكرة للفيلم وجدنا في مدى تأثير الجائحة على أطفالنا موضوعًا شيقًا. فنحن حقيقة لا نعلم كيف يفكر أولادنا تجاه الوباء أو ما هي معاناتهم في هذا الصدد؟

وبالفعل نجحت نادين ومعها خالد في تناول هذه الفكرة بعد أن أوصلا من خلالها رسالة استنبطا عناصرها من بساطة الطفولة وعمق أفكار بريئة تسكنها، كانت لا تزال مجهولة من قبلهما في الوقت نفسه. "لقد كانت تستوعب تمامًا ما نعيشه وتحذر الخروج من المنزل قائلة لي "لا أريد أن أنقل العدوى أو أن التقطها". تعلق نادين لبكي. وتتابع: "ولكنها خلال أدائها لم تتوانَ عن وصف نفسها بالسجينة. وفهمت لاحقا أنها ليست خائفة بل مشتاقة للخروج من المنزل".

وتدور قصة الفيلم حول فتاة صغيرة (ميرون) وجدت نفسها محبوسة في غرفة بمنزلها. فراحت تتحدث مع لعبتها (أحادي القرن) تسأله عن طبيعة حياته. وتتكلم بلسان حاله وترد عليه بتفاصيل عن حياتها وعن أهلها البعيدين وأخيها القابع في غرفة أخرى وحده، ولكنّه في أمان ويتمتع بصحة جيدة. بالفرنسية والإنجليزية والإسبانية تلون ميرون حواراتها، هي التي تجيد التحدث بالعربية وبلغات أجنبية غيرها. تصرخ أحيانًا بأنّها سجينة عالقة في مكان ما. تحارب وحشًا يلاحقها وتوجه له ضربات قاضية. ترتجل مشهدًا تنتفض خلاله بعصبية وكأنّها خزنته في ذاكرتها من مشاهداتها الدائمة لأفلام سينمائية فيها الكثير من الإثارة والتشويق. فتحضر أمامك لا شعوريًا لعبة "بيت بيوت" التي يمارسها الأطفال عادة في وحدتهم. أما انفعالاتها وانتقالها من مشهد لآخر بشكل عفوي ومرتجل، فهي نتيجة خيال واسع تتمتع به وليس مجرد بروفات عادية تم التحضير لها مسبقًا.

"يومها دخلت ميرون مكتبي تحمل مظلة في يدها وأقفلت الباب علينا وراحت تحدث نفسها مخترعة حوارات مختلفة تجريها مع لعبتها أحادي القرن. رحت أصورها كعادتي والتزمت الصمت التام وكأني غير موجود". يروي مزنر في سياق حديثه. ويتابع: "استغرق التصوير مدة 20 دقيقة اختزلتها لاحقًا لتصل إلى نحو خمس دقائق كي تتناسب والشروط التي طلبتها منا المنصة. وتشاركنا نادين وأنا في عملية المونتاج والإخراج والمؤثرات الصوتية التي أغنت العمل وزادت من حيويته وحقيقته. كل ذلك استغرق منا نحو أربعة أيام من العمل الدؤوب نُفّذ في مكتبي في المنزل. تذكرت فيلم كفر ناحوم وكيف حضرنا له فولد موقعًا بـ"صنع في لبنان"، تمامًا كفيلم "ميرون وأحادي القرن".

خمس دقائق يتابع فيها المشاهد الفيلم القصير والابتسامة لا تفارق ثغره، فميرون تتمتع بخفة ظل لافتة. وفي الوقت نفسه يستطيع من خلال موهبتها الفنية ملامسة حقيقة شعور الأطفال الذين تمثلهم ميرون تجاه الجائحة. فتتأرجح ردود فعله بين الحقيقة والخيال النشيط في رأس ميرون. ويتأكد في نهاية الفيلم أن نجمة ولدت ويمكن أن تتجاوز شهرة والديها يومًا ما. "هي بالفعل موهبة فنية خارقة ونحن على علم بذلك، ولكنّنا لم نفكر يومًا في إخراجها إلى العلن. وفي هذا الفيلم قررنا أن نكشف عنها ونقدمها للمشاهد"، تقول لبكي. يضيف مزنر إلى كلامها: "لقد أيقنت بعد انتهائنا من تنفيذ هذا الفيلم ذي الصناعة المنزلية، أننا انطلقنا في مغامرة ستوصلنا إلى مكان ما لا أستطيع شخصيًا تحديده".

ولكن هل يمكن للبكي أن تستعين يومًا ما بابنتها في أحد أفلامها؟ ترد: "لقد ترددنا كثيرًا قبل تقديم موهبة ميرون إلى العلن. ولكننا فكرنا أن الفيلم سيكون بمثابة ذكرى لنا جميعًا سنفرح باستعادة تفاصيلها بين وقت وآخر ليس أكثر. فنحن من الأشخاص الذين يخافون على أولادهم كثيرًا، ولا سيما من تعرضهم للأذية في ظل التفلت الذي نعيشه على وسائل التواصل الاجتماعي". وتتابع: "أنا شخصيًا لن أفرض عليها المشاركة في أي فيلم، ولكن إذا رغبت في ذلك سيكون لكل حادث حديث. فالتمثيل مهنة صعبة فيها معاناة كبيرة تتطلب من صاحبها الصلابة وقوة الشخصية، وبالنهاية القرار الأخير سيكون لها".

تستمع إلى مزنر ولبكي يتحدثان عن موهبة ابنتهما ميرون كل على طريقته. فتقول هي: "ربما ميرون تترجم بموهبتها الفذة كل ما كنت أحلم به ولم أستطع تحقيقه، وسأعمل على تنمية هذه الطاقة التي تملكها بكل ما لدي من قوة". أما الأب فيقول: "لقد جعلتني أستذكر طفولتي وما عشته وعانيته أيام الحرب. ولست حزينًا كون هذا الجيل يعيش تجربة مشابهة اليوم. ولطالما فاجأتني ميرون بموهبتها، ولذلك أصوّرها باستمرار كي أوثق هذه الموهبة وأستمتع بها كمشاهد وأب معًا. إنها بمثابة كنز أردت الاحتفاظ به لنفسي، ولكن شاء القدر أن أخرجه إلى العلن".

"ميرون وأحادي القرن" قد يكون العمل الوحيد الذي نفذاه نادين لبكي وزوجها خالد مزنر من ألفه إلى يائه، وهما على اتفاق تام حول تفاصيله. "عادة ما تعلو أصواتنا ونتجادل كثيرًا أثناء أي عمل نقوم به، حتى يخيل لمن يسمع هذه الحوارات الحادة بأننا على مشارف الطلاق. ولكن في فيلم ميرون كنا متفاهمين إلى أقصى درجة، وهو أمر فاجأنا. فكنا نتشاور وننفذ بهدوء ونعمل على نفس الموجة". ويقاطعها مزنر: "كانت تجربة رائعة وأشعر أنها بداية جديدة لحدث ما لا أستطيع تفسيره".

قد يهمك ايضا:

فيلم "على كف عفريت" يُعيد السينما التونسية إلى مهرجان "كان"

مخرجة "وساوس" تكشف تفاصيل "مسلسل نتفليكس السعودي"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتفليكس تختار لبكي ومزنر لتصوير فيلم قصير عن فترة الحجر الصحي نتفليكس تختار لبكي ومزنر لتصوير فيلم قصير عن فترة الحجر الصحي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab