فنانون يوجهون سهام النقد إلى الدراما التونسية في رمضان
آخر تحديث GMT18:23:36
 العرب اليوم -

أكّدوا أن المسلسلات اعتمدت على العنف والانحراف

فنانون يوجهون سهام النقد إلى الدراما التونسية في رمضان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فنانون يوجهون سهام النقد إلى الدراما التونسية في رمضان

أحد أبطال الدراما التونسية
تونس _ حياة الغانمي

عبّر عدد من الممثلين والمخرجين، عن استيائهم من مستوى الأعمال الدرامية والبرامج التلفزيونية التي قدمتها القنوات العمومية التونسية والخاصة خلال النصف الأول من رمضان، واصفين إياها بالضعيفة والرديئة أحيانا، وحمّلوا السلطة الحاكمة مسؤولية الفوضى في قطاع الإعلام السمعي البصري التي قادت إلى تردي مستوى الإنتاج التلفزيوني.

"اولاد مفيدة" "الدوامة" "فلاش باك " "دنيا اخرى" "الماسك" "الكلينيك" "الحجامة" "نسيبتي العزيزة "هي عناوين للأعمال الرمضانية التي بثتها القنوات التونسية خلال النصف الأول من شهر رمضان، مسلسلات درامية وكاميرا خفية ومسلسلات هزلية أعمال اختلفت عناوينها لتتقاسم بعض المضامين تعلقت اغلبها بالعنف والمواد المخدرة والانحراف والصورة السلبية للمرأة، في حين غابت عنها تونس التاريخ والحضارة والهوية والأصالة، وبالرغم من تطور المشهد الدرامي في تونس خاصة من حيث الكم، إلا أن الكيف وان تطور تقنيًا (الصورة) بدت المضامين كلها سلبية، قدمت صورة قاتمة عن الشخصية التونسية التي اختزلتها في الانحراف والعنف والتسيب، ف ما شاهدناه هذه السنة أعمال لن تحفظها الذاكرة فهي متشابهة ولا تحمل أية خصوصية، فجل المواضيع مستهلكة وهي لا تتحدث عن التونسي في حد ذاته بل هي حكايات يمكن أن نجدها في أي مكان في العالم.
 
وحول هذه الأعمال، قال المخرج عبد القادر الجربي إن اغلب الأعمال تقريبا التي بثت على القنوات التونسية لهذه السنة اتفقت على الترويج للعنف وما شابه من انحرافات اخرى، وانه لم يجد ما يشده في هذه الأعمال وهو ما دفعه إلى الهروب إلى القنوات الفرنسية، أما الكاميرا الخفية فاعتبرها "ضحكا على الذقون" فهي ليست مقنعة، خاصة الماسك الذي يبث على قناة التاسعة، فيها استغفال للمشاهد ونفس الشيء بالنسبة للمسلسلات الهزلية فهي خالية من أي فكرة أو تصور، مضيفًا أن هذه الفوضى في القطاع سببها الأطراف الدخيلة على هذا الميدان، فهو قطاع لا يخضع إلى أية ضوابط وهذا ما أنتج الرداءة التي نشاهدها اليوم.

مخرج "الدوار" و"شوفلي حل" وعشرات الأعمال الأخرى التي بقيت عالقة في الذاكرة، يرى أن ما يعاني منه قطاع الإنتاج الدرامي اليوم في تونس تسببت فيه الدولة حسب اعتقاده فهي التي تحيل الفنان على التقاعد في حين أن في الدول التي تحترم الفن والفنان تستغل المواهب والخبرات ولا تقصيها، مضيفًا أن التلفزيون كان يجمع العائلة بما يقدمه من مادة جيدة وممتعة لكن اليوم وللأسف يَفَر منها المشاهد.

وللمخرج نجيب مناصرية تقييمه الخاص بالأغمال الرمضانية على الشاشات التونسية، إذ يرى أن هدف القنوات الوحيد هو الشهرة لا التأسيس لثقافة البلاد وترسيخ هويتها، موضحا أن تونس هي 3000 سنة حضارة وللأسف لم يتم العمل على أي شخصية تاريخية لهذا الوطن بل ان ما تم تقديمه هو ما يطلبه المستهلك أولا ثم المشاهد ثانيا، في حين سجلت هذه القنوات غيابا تاما للشخصية التونسية ولأي خصوصية، مؤكدًا أن غلب هذه الأعمال أعطت صورة سلبية للمرأة المرتبطة بالخيانة والخبث والعلاقة المتوترة مع زوجها، في حين غابت المرأة التي تضحي وتتعب والمرأة الصبورة والصامدة والمثقفة والواعية، هناك ايضا غياب للمسلسلات التاريخية خاصة المتعلقة بتاريخ تونس.
 
ويرى مناصرية أن سبب تخلف الدراما في تونس هو بقاء الإنتاج الدرامي إنتاجا هاويا أمام غياب الصناعة الدرامية التي بإمكانها جلب العملة الصعبة إلى البلاد، ويضيف بإن الدراما في تونس لن تصبح ذات قيمة وأهمية إلا إذا ما تحولت إلى صناعة ولن يتحقق ذلك إلا إذا ما استثمرت الدولة فيها لكن أن يتم إنتاج عمل قبل موعد شهر رمضان بـ 6 أشهر فهذه الأعمال لن تبقى في الذاكرة وبعد سنوات لن يشاهدها احد وبالتالي على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها في ترسيخ الذاكرة الوطنية للأجيال القادمة، ومن جهة اخرى يقول مناصرية أن هناك بعض النقاط الإيجابية في هذه الأعمال على غرار "بوليس" الذي يبث على قناة التاسعة اذ يرى انه لم يسقط في الابتذال مثل "دنيا اخرى" الذي يبث على الحوار التونسي الذي أطنب في التهريج والابتذال والرداءة حسب تصريحه في حين يأتي مسلسل "أولاد مفيدة" حسب تقييمه في آخر القائمة اذ سقط في الاجترار والتكرار، غير ان ما شد انتباهه تطور التلفزة التونسية مقارنة بالسنوات المقبلة حسب تقييمه معتبرا "الدوامة" عملا مقبولًا واجتهد في إنتاجه كامل الفريق، نجيب مناصرية يرى أيضا انه لا يمكن تقييم أي عمل من خلال الأوديمات لأنها تقدم أرقاما حسب علاقة المنتج بشركات سبر الآراء على حد قوله، كما اعتبر سلسلة "نجوم القايلة" عملا مقبولا خاصة على مستوى الصورة والفكرة حسب تقديره.

وطالب مناصرية المرفق العمومي بإنتاج أعمال درامية تؤسس للخصوصية وتطرح مسائل جوهرية وذلك من خلال التغيير من الاستراتيجيات المعمول بها حاليا والقطع مع قانون الصفقات العمومية واقتناء الأعمال من الخارج، مطالبا أيضا النقابات ووزارة الثقافة والهياكل المعنية بتقنين قطاع التمثيل خاصة أن الدخلاء سيطروا على المشهد ولم يترك مجال لأصحاب بطاقات الاحتراف.

ولم يخف الممثل عبد العزيز المحرزي امتعاضه من الإنتاجات الرمضانية على الشاشات التونسية لهذه السنة ويقول "ما شاهدته هذه السنة مجرد مواضيع مستهلكة غاب عنها التصور والرؤية الواضحة والإرادة هناك ضبابية كبيرة، حتى أننا أصبحنا نستعد للدراما كأننا نستعد لتحضير "قضية" رمضان، ولهذه الأسباب بقيت الدراما التونسية محلية، ولم نستطع بلوغ مرحلة الصناعة الدرامية، مضيفًا أنه "في السابق كنا ننتج مسلسلين فقط طوال السنة وبعد ظهور القنوات الخاصة سعدنا بذلك لكن للأسف زادت في تكريس الرداءة مواضيع مستهلكة من جرائم مواد مخدرة وسقوط في الشعبوية رغم بعض الاجتهادات".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنانون يوجهون سهام النقد إلى الدراما التونسية في رمضان فنانون يوجهون سهام النقد إلى الدراما التونسية في رمضان



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية
 العرب اليوم - مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط
 العرب اليوم - 3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 02:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد أكثر من 40 شخصًا في غارات إسرائيلية على لبنان

GMT 10:37 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف 3 قواعد إسرائيلية برشقات صاروخية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab