نشر حساب السيدة فيروز عبر "تويتر" لقطات من اللقاء الذي جمعها بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو اللقاء الذي دام أمس الإثنين لساعة وربع الساعة، منحها خلاله ماكرون وسام جوقة الشرف الفرنسي وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا، وأهدته هي بدورها لوحة فنية.وبدت فيروز (85 عاما) في رداء أسود، وحرصت على الاستعانة بالقناع الطبي الواقي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وبدأ ماكرون زيارته لبيروت بلقاء فيروز، وهي واحدة من أشهر المطربين في العالم العربي، ويعتبر صوتها موسيقى تصويرية للبنان من أوج ازدهاره مرورا بصراعاته وحتى أحدث صدمة تعرض لها.
ووصف ماكرون فيروز بأنها "جميلة وقوية للغاية"، وقال: "تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي عن لبنان نحبه وينتظره الكثير منا. عن الحنين الذي ينتابنا".
وعندما سئل عن أغنيته المفضلة لفيروز أجاب بأنها "لبيروت"، التي كانت تذيعها القنوات المحلية بينما كانت تعرض صورا لانفجار المرفأ الذي وقع في الرابع من أغسطس الماضي.
ونادرا ما تتحدث فيروز لوسائل الإعلام، رغم إذاعة أغنياتها عبر موجات الأثير في العالم العربي.
وطغى على زيارة ماكرون لبيروت، موجة الغضب من النخبة السياسية اللبنانية نتيجة الانهيار الاقتصادي وانفجار المرفأ الهائل، وانعكس ذلك على زيارته لمنزل الفنانة.
وظهر محتجون في بث تلفزيوني مباشر خارج منزل فيروز حاملين لافتات تعارض تشكيل حكومة مع "القتلة"، وتحذر ماكرون من "الوقوف في الجانب الخطأ من التاريخ".
وقابل ماكرون مطالب المحتجين بانحناءة بسيطة، وصرخ البعض قائلين: "أديب لا" وذلك في إشارة إلى رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب الذي رشحه الزعماء اللبنانيون الاثنين تحت ضغط فرنسي.
وفي السياق، تفاعل عدد كبير من نجوم الفن والإعلام في الوطن العربي، مع الزيارة التاريخية من رئيس فرنسا إلى سيدة لبنان النجمة فيروز، الذي حدثت أمس في مستهل زيارته للبنان، لبحث المستجدات السياسية والاقتصادية بالبلاد، مع تقديم الدعم الذي وعد به، للمساهمة في إعادة إعمار البلاد من جديد، بعد الخسائر الكبيرة التي وقعت بعد انفجار مرفأ بيروت.
وعلق الفنان راغب علامة، على صورة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع فيروز، قائلًا: “عظمة لبنان فخامة ورُقِيْ فرنسا”، وكتب كارول سماحة: “فيروز رمز وليست مجرد مطربة !.. ببساطة هي علم لبنان”، وكتب كارمن سليمان: “الرائعة فيروز مُنحت وسام جوقه الشرف وهو أرفع وسام فرنسي أحبك يا صوت الدني.. فيروز”، وكتبت نوال الكويتية: “زاد الوسام جمالًا وقيمة بك يا جوهرة لبنان الحبيب”، وكتب باسم مغنية: “بحبك يا فيروز يا وطني بحبِّك”.
أما الإعلامي مصطفى الأغا، فكتب: “عندما يأتيك التكريم ... من الخارج ويأتيك إلى وسط بيتك لأنك بكل بساطة ... تاريخ وعراقة وعلامة فارقة”، أما نانسي عجرم، فقالت: “فيروز.. ضحكة لبنان”، بينما كتبت الفنانة داليدا خليل: “فيروز أغلى وأحلى وأسمى أيقونة فنيّة على قيد الحياة. هي أكبر من كلّ الأوسمة.. فيروز عزّنا، وفخرنا، وحضارتنا، وأجمل ما فينا وعشقٌ لا يموت”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زار أمس منزل السيدة فيروز، لتناول العشاء معها، واستغرق اللقاء ما يقرب من الساعة والنصف، ومنحها الرئيس الفرنسي جوقة الشرف وهى أعلى وسام شرف فرنسي، بينما أهدته فيروز لوحة فنية، وقال “ماكرون” عقب اللقاء في حديث تليفزيوني، “قطعت التزاما لها (فيروز)، مثلما أقطع التزاما لكم هنا الليلة بأن أبذل كل شيء حتى تطبق إصلاحات ويحصل لبنان على ما هو أفضل. أعدكم بأنني لن أترككم”.
ووصف ماكرون فيروز بأنها “جميلة وقوية للغاية”، وقال “تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي عن لبنان نحبه وينتظره الكثير منا.. عن الحنين الذي ينتابنا”، وعندما سئل عن أغنيته المفضلة لفيروز أجاب بأنها “لبيروت” التي كانت تذيعها القنوات المحلية، بينما كانت تعرض صورا للانفجار وتبعاته.
وتكتسب زيارة الرئيس الفرنسي إلى منزل "جارة القمر" أهمية خاصة، حيث تعتبر زيارتِهِ الثانيةِ إلى وطنَ الأَرز، ففي زيارته الأُولى، قبل أَيام، انتقَلَ من المطار مباشرةً إِلى حيثُ بيروتُ المنكوبة، وفي زيارته الثانية، انتقَل من المطار مباشرةً إِلى حيث بيروتُ الموهوبة، حيث انتقَل مباشرةً إِلى بيت فيروز.
يكون أَنه مأْخوذٌ بصوتها منذ وِقْفتِها الـمَلَكيَّة على مسرح الأُولِـمـپـيا أَو مسرح بيرسي.
ويكون أَنْ يومَها تَرجمَ له أَحدٌ رائعتَها الرحبانيةَ تُناجي عاصمة بلاده بحنانٍ وحنين:
“باريس يا زهرة الحريه…
يا دهَب التاريخ يا باريس…
لبنان باعتْلِكْ بقلبي
سَلام ومحبِّه
وبيقلِّك لبنان:
رح نرجع ونتلاقى
عَ الشِعر وْ عَ الصداقه
عَ الحق وكرامة الإِنسان”.
ولا بد أَنَّ ذاك الشاب إِيمانويل أَصغى يومها بكل حب إِلى التتِمَّة:
“يا فرنسا:
شو بْقِلُّن لأَهلِك عن وطني الجريح؟
عن وطني اللي مْتَوَّج بالخطر وبالريح؟
قصتْنا من أَول الزمان:
بْيِتْجَرَّح لبنان
بْيِتْهَدَّم لبنان
بيقولوا مات وما بيموت
وبيرجَع مْنِ حْجارو يْعَلِّي بيوت
وتِتْزَيَّن صور وصيدا وبيروت”.
ويكون أَنْ قال له أَحدٌ، قبل زيارته فيروز، إِنَّ فيروز غنَّت لبنان كما لم يُغَنِّه صوتٌ بَعد، وإِنها لم تَبْكِ يومًا بيروتَ هامدةً بلا روح، بل نهضَ بها صوتُها حيَّةً أَبدًا بإِرثٍ تاريخي ساطع رسَمَه عاصي ومنصور بأَجمل الكلمات وأَعذب الأَلحان.
في بيت فيروز أَحنى ماكرون قلبَه تأَثُّرًا لعبقرية هذا الصوت المفرَد المصقول بعبقرية عاصي ومنصور، مَن كان صوتُها لهما مُلْهِمًا وإِلهامًا واستلهامًا، فكَتَبَا لصوتها أَجملَ ما في الكلمات والميلوديا من ولَهٍ إِبداعيّ وشغَفٍ بالعطاء النقي لِمـجد لبنان فتلاقى النبعُ والمصدر، وشَعَّ منهما على العالم خلودُ لبنان اللبناني.
وقد يكون مطَّلِعٌ شرَحَ له أَنَّ هذا البيت حجَّ إِليه كبارُ المبدعين واستقبَلهم عاصي وفيروز بِرَحابة لبنان الجمال الغالي والفن النقي العالي.
وتابع العالم كيف أَنَّ فيروز كانت “الحدَث” في هذه الزيارة الرئاسية، فيروز التي، منذ ثلاثة أَرباع القرن، كانت في كل صَدْحةٍ منها تَنحتُ الحدَث في ذاكرة لبنان والعالم.
ولا بُدَّ أَن الرئيس ماكرون شعر بأَنَّ زيارتَه الثانيةَ لبنانَ اتَّشحَت بدفْءٍ لبناني صادق، عكسَ بُرودةٍ خرج بها من زيارته الأُولى ويتهيَّأُ ليَخرج بالبرودة ذاتها هذه المرة أَيضًا، وسيعرف أَنَّ في جـوِّ هذا البيت، بيت فيروز وعاصي، صدْقًا حقيقيًّا لم يَـجدْه في ثعلبات الجو السياسي إِبَّان بضعِ ساعاتِ زيارته الماضية ويَشعر أَنْ سيواجه تلك الثعلبة السياسية ذاتها في لقاءات اليومين المقبلَين.
ولا بُدَّ أَن ماكرون مساءَ الإِثنين خرج من بيت فيروز ممتلئًا عنفوانًا لبنانيًّا، وحملَ معه، من صوتها ومهابة شخصيتها، قيَمًا خالدةً من إِرث لبنان. وفيما زرَعَ بعد يومين أَرزةً مباركةً على تلةٍ من جاج، أَدرك بعد اليوم أَنَّ الأَرزةَ على عَلَم لبنان ليسَت مجرَّد شِعار بل هي وديعةُ أَعمار.
وحين يعود إِلى الإِليزيه، حيث تنتظرُه حبيبتُه التي كَسَر جميعَ قواعد الأَعمار وتزوَّجها على اسم الحب، سيُعانقُها بشوقٍ ويهمِس لها: “بريجيت، يا حبيبتي أَنتِ، في هذه الزيارة الثانية عرفتُ سرَّ القوة في لبنان الحقيقي، وفهمتُ كيف أَنه مُتَأَصِّلٌ في الخلود، كما جذورُ أَرزه التاريخية، وكما غنَّاه صوتُ فيروز”.
قد يهمك ايضا :
تدهور الحالة الصحية للفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز
ماكرون يمنح فيروز أرفع وسام فرنسي
أرسل تعليقك