ممدوح عبد العليم يوجّه رسائل بخط يده إلى ابنته لم يُذهب الموت من روعتها
آخر تحديث GMT02:29:50
 العرب اليوم -

نشرتها زوجته شافكي المُنيّري في كتاب "أيام فى بيت المحترم"

ممدوح عبد العليم يوجّه رسائل بخط يده إلى ابنته "لم يُذهب الموت من روعتها"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ممدوح عبد العليم يوجّه رسائل بخط يده إلى ابنته "لم يُذهب الموت من روعتها"

الفنان الراحل ممدوح عبد العليم
القاهرة - العرب اليوم

لا يزال ممدوح عبدالعليم قادرًا على أن يتجدد، حتى وهو فى قبره الآن، فروحه لا تزال تحلق فى سمائنا، "رفيع بيه" لا ينساه أحد، "على البدرى" باق ما بقيت "الحلمية"، "رامى قشوع" يتذكره الجميع، ثم إن رائحة ممدوح لا تزال باقية فى ابنته "هنا" وزوجته شافكى المنيرى التى قررت، مؤخرًا، أن تحكى الحكاية فى كتاب صدر حديثًا عن دار نهضة مصر، تحت عنوان "أيام فى بيت المحترم"، من بين أهم ما جاء فى الكتاب مجموعة من الرسائل بخط يد "ممدوح" لابنته هنا ورسالة من هنا لوالدها، وتعليق من الفنان الراحل على رائعته "ليالى الحلمية".

رسالته الأولى لابنته

بسم الله الرحيم الرحيم

أميرتى "هنا".. هذه رسالتى الأولى

أجلس لأكتب لك فى يوم مولدك

كنا ننتظر مجيئك بفارغ الصبر.. فمنذ بدايات شهر نوفمبر كنا ننتظر قدومك فى أى وقت.. كنا نقوم بترتيب البيت وإعداده لحضورك.. ليكون المنزل كله فى شرف استقبالك.. آه لو رأيت أمك وأبيك وهما وسط العمال.

ماما فى شهرها الأخير كان حملك ينبئ بطفلة ضخمة تزن الكثير من الكيلوجرامات.. وأنا أذهب إلى التصوير وأحضر لأستلم الوردية مع العمال من أمك.

رسالته الثانية

أميرتى.. هذه رسالتى الثانية

حينما نظرت إليك.. لم أعرف كيف أنظر فالحدث كبير والعقل والعين قليلة الحيلة.. قليلة الاستيعاب مهما كان كبيرًا.. قليلة الفهم.. مهما كان الوعى كبيرًا كيف أنظر إليك.. بعقلى.. بقلبى.. بكل مشاعرى.. بحنانى.. بحبى.. أنظر إلى عينيك وقد ولدت وهى مفتوحتان غير ما أسمع أن المولود ينزل إلى الدنيا بعين مغمضة باكية.. علك أنت رأيت بعين مفتوحة ونظرة حانية ووداعة وسكينة بلا بكاء.. رأيت أجمل ما رأيت- نظرت إلى الجمال كله، رأيت وسمعت ما لم أراه من قبل وما لم أسمع من قبل- أهم صورة تمنيتها وحققها لى الله.

ولكنى أعاود وأقول لك إن الكتابة إليك، مجرد التفكير فى أننى أكتب لك يريحنى.. حتى ولو لم أسمع منك ردًا الآن.. أفكر معك كيف أربيك وبأى أسلوب.. أرى من حولى الآن العالم كله تغير.. الناس. ما تربينا عليه ونشأنا عليه يتغير.. لن أقيّم.. أو أقوّم هذا التغيير وأصفه بالأحسن أو الأسوأ فهذا أسهل الطرق وأيسرها.. ولكنى أريد أن أضع يدى على شمولية هذا التغيير.. ومن أين أتى؟.. وإلى أين يذهب بنا؟..

أعود إلى سؤالى: أى الطرق أرشدك إليها؟.. وأى أسلوب واتجاه أساعدك فى اتخاذه؟.. ماذا بعد عشرة أعوام أو عشرين عامًا؟.. كيف ستكون الحياة؟.. وما شكل الناس؟.. طبائعهم؟.. كيف تنجحى وتصلى إلى ما تريدين؟..

أسئلة تدور داخلى.. تيارات تتجاذبنى.. وأخرى تطردنى.. إلى أين يذهب العالم؟.. وكيف سيكون شكل الناس؟.. هل أربيك مثلما تربيت؟.. هل أغرس ما غُرس بداخلى من قيم ومبادئ ومثل عليا؟.. هل تلك القيم والمبادئ والمثل العليا ستكون فى زمنك وحياتك القادمة مفيدة؟.. هل ستساعدك أم ستكون قيدًا عليك؟..

ملاحظاته على ليالى الحلمية

ملاحظة مبدئية لممدوح عبدالعليم على سيناريو الجزء السادس من مسلسل "ليالى الحلمية" بخط يده.

١- الحلقة الأولى: لا داعى لأن يظهر سليمان وسليم فى حالة الوداع- ويمكن أن نعرف بموتهما من خلال صورة معلقة عليها شارة سوداء لسليم أو سليمان- أو عن طريق معلومة تُسرد على لسان أحد الأشخاص- فلا نبدأ الحلقة بموت ودموع، وقد مر على هذا الحدث عشر سنوات على الأقل- والمعنى هنا أن ما يهمنا هى الحلمية وما حدث فيها من تغييرات- نمط السلوك بين البشر- الأماكن ماذا حدث لها من تغيير وتبديل- وبالقطع الشخوص وما انتهت إليه أو ما وصلت إليه. إنها شخوص وقد صارت وكأنها حقيقية، لأنها مستنا جميعًا، فكل بيت فى مصر كان يجد من شخوص الحلمية ما يمثله أو تمثله- وهذه هى الخطورة من شخوص تاريخية- لها مؤيدين ومناصرين- ولها أيضًا معارضين أو معادين- ملاحظة خارج المنهج.

٢- هناك ملاحظة أخرى أتوقف عندها- وهى كيف تجمع تاريخ هذه الشخوص مع حاضرها- يؤرقنى أن هناك أجيال جديدة "جيلين على الأقل" لم تولد بعد حيث توقفت الحلمية- وبالتالى ربما سمعت.. رأت.. حُكى لها، وهى بالتأكيد نسبة قليلة مقارنة بأقرانهم الذين لم يروا أو يسمعوا شىء عن الحلمية- إذا أراد هذا الشاب أو الشابة مشاهدة الحلمية الآن- كيف أوصل إليه تاريخ هذه الشخصيات، وكيف وصلت إلى ما وصلت إليه الآن؟- ما هى الكبسولة سريعة الفهم وليست سريعة الهضم التى أصفها إليه فيما أقدمه له من حاضر هذه الشخصية.. كيف أقول له مثلًا إن مشاهد على البدرى الآن الوزير الذى يمكن أن يتحالف مع الشيطان للوصول إلى أهدافه أنه كان فى يوم من الأيام الرومانسى الحالم ذو المبادئ- اللى تقهره الظروف والحبيبة وبلده ليتحول إلى هذا التايكون- وهكذا باقى الشخصيات.. لا يكفى عرض الجزء الخامس قبل عرض المسلسل، وغير منطقى أن أقول له ابدأ من الآن متابعة الحلقات أو شاهدها من الجزء الأول حتى الخامس لتعرف وتتعرف على هذه الشخصيات- لا أبحث عن راوى يروى ويفسر ويحلل ولكن أبحث عن شخصية "ممكن جلال شهاب"- أن يكون مثلًا هو من يقوم بهذا الدور- مجرد رأى.

رسالة من ابنته

 

بابا الحبيب

سأظل أفتقدك للأبد حتفضل فى وجدانى وذاكرتى، حأفضل أحبك طول العمر، مش قادرة أقول لك إزاى الدنيا صعبة ووحشة جدًا من غيرك، مش متخيلة إنى أصحى كل يوم من غير ما أشوف ابتسامتك الجميلة وروحك الرائعة وحبك اللى من غير شروط..

أقدر أقول ببساطة إنى مش قادرة أستنى اليوم اللى حيجمعنى بيك من جديد، ومتأكدة وقتها هكون فى منتهى الأمان، لأنك هتكون معايا. إتمنيتها تفضل جنبى أكتر، علشان تشوف بنفسك إزاى أكون ناجحة وقوية.

ولسه مش متخيلة ولا مصدقة كم المناسبات والحاجات اللى حتفوتك وأفتقدك فيها، تخرجى من الجامعة، أو يوم فرحى أو ميلاد أول طفل ليا.. فقدانك شىء صعب جدًا.

كنت كل شىء ليا فى الدنيا، وأفضل صديق بأثق فيه والإنسان الوحيد اللى ساندنى ووقف بجنبى..

إنت اللى عملت منى الإنسان اللى موجود النهاردة، حأفضل ممتنة لكل شىء قدمته ليا. ساندتنى ودعمتنى فى كل مراحل حياتى.. عمرك ما وقفت بينى وبين أحلامى، وياما ساعدتنى أواجه كل مخاوفى..

بشكرك يا بابا على كل اللى عملته علشانى، وأوعدك أنى حأكمل كل اللى بدأته..

بابا.. أنا بحبك فوق الوصف.. حتفضل رقم واحد فى حياتى وللأبد

بحبك

هنا.. ابنتك الوحيدة

قد يهمك أيضًا

الفنانون المصريون يحكون كواليس أعمالهم مع الراحل ممدوح عبدالعليم

نهضة مصر تطلق "أيام في بيت المحترم" لشافكي المنيري

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ممدوح عبد العليم يوجّه رسائل بخط يده إلى ابنته لم يُذهب الموت من روعتها ممدوح عبد العليم يوجّه رسائل بخط يده إلى ابنته لم يُذهب الموت من روعتها



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 02:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد أكثر من 40 شخصًا في غارات إسرائيلية على لبنان
 العرب اليوم - استشهاد أكثر من 40 شخصًا في غارات إسرائيلية على لبنان

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab