القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
أثار فيلم "أميرة" الذي اختاره الأردن ليمثله في جوائز "الأوسكار" للتنافس على فئة الأفلام الدولية للعام 2022، استياءً وغضبًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، كونه يسيء للأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، لأنه يتناول قضية حساسة، وهي "تهريب النطف من سجون الاحتلال الإسرائيلي" وأطلق نشطاء عبر مواقع التواصل وسم "اسحبوا_فيلم_أميرة"، تعبيرًا عن رفضهم للفيلم، وللمطالبة بوقف بثه، معتبرين أنه "مسيئًا لتضحيات الحركة الأسيرة، ويخدم الاحتلال وروايته ضد الأسرى" وتدور أحداث الفيلم حول "نطفة جرى تهريبها من سجون الاحتلال لزوجة أسير، لتنجب الزوجة طفلة، لتكتشف لاحقًا أنها ابنة ضابط إسرائيلي استبدل النطفة" المعلمة المقدسية خديجة خويص كتبت عبر صفحتها بـ"فيسبوك": "أيّ مساس بأسرانا، أو أيّ محاولة لتشويه صورتهم، أو اختراق نفسياتهم، عبرَ منشور أو صورة أو قصة أو فيلم أو حتّى كلمة، هو تساوق مع الاحتلال، وخيانة لقضية الأسرى، وطعنة لهم في الظهر!” وأضافت خويص: "سيظلّ أسرانا يهرّبون النّطف، ليغيظوا الاحتلال وأعوانه، وليغيظوا أبواقه وإعلامه، ولينجبوا لنا جيلًا يقهر السجن والسّجان والظالمين والمنافقين" أما الإعلامية فيحاء خنفر فطالبت نقابة الفنانين الأردنيين ببيان موقفها من الفيلم، مشيرة إلى حجم المغالطات التي تضمنها العمل والاساءات التي احتواها بحقّ الأسرى وذويهم.
وتساءلت عبر صفحتها: "كيف تقبل نقابة الفنانين الأردنيين المساس بالأسرى أحد أركان القضية الفلسطينية؟"، مضيفة "يتوجب الاعتذار عن هذا الفيلم ممثلين ونقابة والانسحاب من المسابقة" وقالت: "أسرانا ليسوا مادة لضروب الخيال والتحريف ولا موضع قذف وتشويه.. محتوى الفيلم يخدم جهة واحدة هي الاحتلال" وغرد الصحفي راجي الهمص عبر "توتير" قائلًا: "ليسقط فيلم أميرة الذي أراد تشويه عمل إنساني هو تهريب النطف من الأسرى في السجون، والذي يتم بإشراف عائلي كامل ووفق فتوى شرعية، ويعطي للأسرى وزوجاتهم أملًا واستمرارًا في الحياة". وأكمل: "هذا عمل مخابراتي موجه قصده التشويه في ظل ملاحم البطولة التي يصنعها الأسرى العظماء، الذين يثبتون في قلاع الأسر رغم الفتنة وظلم السجان" وأكد الهمص أن هؤلاء الأسرى عقدوا العزم على مواصلة الدرب رغم العوائق للذين يتشبثون بحقهم ويذودون عنه.
إساءة للأسرى
المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي فغرد عبر "تويتر": "الفيلم يمثّل إساءة وتشويهًا للأسرى في سجون الاحتلال ونضالهم المستمر داخل السجون، وهو يخدم رواية الاحتلال". وطالب هيئة الاعلام باعتبارها المؤسسة الرسمية المعنية بالرقابة على المحتوى الإعلامي الأردني قبل بثّه، ووقف بث الفيلم فورًا وسحبه من كافة المنصات وعلق: "عملية تهريب النُّطف تخضع لإجراءات معقّدة جدًا من قبل الأسرى، ومن سابع المستحيلات أن تصل ليد المحتل، كما أن النطفة وبعد كلّ تلك الإجراءات تخضع لفحص الحمض النووي (DNA) بمراكز متخصصة، لزيادة التأكد ومن باب التشدد في الحرص على سلامة النطفة ومصدرها" فيما قال محمود عابدين عبر "فيسبوك": إن "تهريب نطف الأسرى من داخل سجون الاحتلال هو شكل من أشكال المقاومة وغير مقبول تشويه هذه الحقيقة بأي شكل كان" وأضاف: "أسوأ ما يمكن تقديمه للقضية الفلسطينية أن تناقشها بطريقة مشوهة ليست واقعية.. وهذا ما حدث في فيلم أميرة الذي تدور أحداثه حول قضية تهريب النطف من السجون (سفراء الحرية)".
وكتب الناشط المقدسي فادي مطور "في ظل بروز قضية الأسرى على الساحة من جديد، ومحاولة تدويل ونشر قضيتهم وتوضيح معاناتهم داخل السجون الإسرائيلية، يطل علينا فيلم أميرة ليشوه قضية الأسرى ويغير الحقائق تمامًا عن الواقع، يجب محاسبة كل القائمين على هذا العمل المُخزي" واعتبر مكتب إعلام الأسرى أن ما تناوله فيلم "أميرة" بهذا الأسلوب وهذا المستوى من الهبوط الفكري، والسلوك الذميم، والتوظيف السيئ للفن والإعلام في التعامل مع قضية "نطف الأسرى المهربة"، لا يخدم سوى الاحتلال ولا يسئ إلا لصاحبه. وأكد أن قضية سفراء الحرية ما هي إلا إصرارًا وعزيمة على إكمال مسيرة الحياة وتحدٍ للاحتلال والسجان، يُسجل بها الأسرى انتصارًا فريدًا ونموذجًا للحياة رغم عتمة السجن وقهر السجان التي لطالما حاربها، وسعى جاهدًا لإيقافها وطالب بإيقاف بث ونشر الفيلم الذي يحمل أسلوب ورسالة تخدم سياسات الاحتلال، ومحاسبة كل من يقف خلفه وإلا فهم شركاء مع الاحتلال، وكذلك سحب الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ترشيحها للفيلم بالمنافسة على جائزة أوسكار.
ودعا "جهات الرقابة الرسمية إلى عدم السماح بعرض الفيلم لما "يحمله من إساءة وتشويه ودس السم في العسل بما يخص نضالات الأسرى ومشروع سفراء الحرية" من جهتها، قالت جمعية واعد للأسرى والمحررين: إن" إنتاج فيلم عربي وبرعاية شركات ودول عربية يسيء لنضالات وتضحيات الأسرى ويتلاعب بشكل مهين بوسائلهم المشروعة لمجابهة الاحتلال والإصرار على العيش والحياة رغم قسوة السجن وإرهاب السجان يعد سقوطًا قوميًا وقيميًا وأخلاقيًا لهذه الشرذمة التي سيذكرها التاريخ بكل سوء" وطالبت في بيان مصر والأردن بالتدخل الفوري والعاجل لسحب الفيلم، وليس أقل من الاعتذار لآلاف الأسرى الأطهار وعوائلهم المباركة، ولشعبنا الفلسطيني بأسره الذي استطاع أن يجابه الاحتلال وأن يبدع في وسائل وأساليب مقاومته رغم الأسوار والأسلاك والجدران والقيد والألم والحرمان.
وأشارت إلى أنه كان من الأولى تسليط الضوء على بطولات الأسرى والأسيرات، مؤكدة أن "عملية تهريب النطف" التي ابتكرها الأسرى، والتي شكلت ضربة قوية لمنظومة أمن الاحتلال، تتم ببراعة كبيرة، ودقة متناهية، وشفافية ودقة بالغة، وهي خطوة كسرت هيبته وسجانيه وأكدت أن قضية الأسرى في سجون الاحتلال ستبقى الصفحة الأنصع في تاريخ شعبنا وأمته، وسيظل ما حفرته من تضحيات وبطولات قل نظيرها، نيشان فخر وعزة وشرف لكل الأحرار والشرفاء وردًا على ما أثاره الفيلم من غضب واسع، قرر الأردن رسميًا وقف عرضه في عمان، ومنعه من التداول هناك. وفق ما أعلن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر. وأدانت دائرة الإنتاج الفني في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تشويه معاناة شعبنا والزج بها في إطار منافسات المهرجانات العالمية بشكل لا يتوافق مع الحقيقة ولا مع الواقع لمجرد تقديم أعمال درامية وسينمائية بصورة تتناسب مع تطلعات هذه المهرجانات دون أي مبالاة أو مراعاة خاصة لقضية الأسرى ومعاناة ذويهم.
وأشارت في بيان إلى أن هذا ما حدث مع فيلم "أميرة" الذي يتناول قضية "تهريب النطف"، والذي ينظر إليه العالم أجمع أنه جزء من نضال المجتمع الفلسطيني، وينظر لأطفال الأسرى الذين ولدوا من رحم معاناة آبائهم في سجون الاحلال على أنهم سفراء الحرية وقالت: "للأسف يتم تناول هذه القضية بشكل مسيء ويدّعي الفيلم أن أحد السجانين الإسرائيليين يقوم بتبديل عينات النطف الفلسطينية لتكتشف ابنة الأسير عندما تكبر أن والدها إسرائيلي وليس فلسطيني" وخاطبت الدائرة حس النخوة في المسؤولين عن إنتاج هذا الفيلم، وضرورة سحبه من ترشيحات "الأوسكار" للعام القادم وطالبت المنتجين والأحرار من كل العالم بتسخير إمكانياتهم من أجل تسليط الضوء على معاناة شعبنا وتطلعاته ونقلها للعالم أجمع بصورتها الحقيقية بعيدًا عن التزييف والإساءة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
العراق يُرشح الفيلم الروائي "أوروبا" لتمثيله في المنافسة على جوائز الأوسكار
لبنان يُرشح فيلم "كوستا برافا" بطولة نادين لبكي للمنافسة على جوائز الأوسكار لعام 2022
أرسل تعليقك