موسيقيون يؤكدون أن التكنولوجيا أفقدت الأغنية الإحساس والسلطنة
آخر تحديث GMT00:16:06
 العرب اليوم -

أوضحوا أن آثارها السلبية تفوق عوائدها الإيجابية

موسيقيون يؤكدون أن التكنولوجيا أفقدت الأغنية الإحساس و"السلطنة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - موسيقيون يؤكدون أن التكنولوجيا أفقدت الأغنية الإحساس و"السلطنة"

التكنولوجيا أفقدت الأغنية الإحساس و"السلطنة"
القاهرة - العرب اليوم

في عصر سيطرت عليه التكنولوجيا الرقمية، تعاني بعض المجالات الفنية من أثر ذلك التحول الطبيعي والعصري، وخصوصا على مذاق الأعمال الغنائية.و استطلعنا آراء عدد من الموسيقيين حول تأثير التكنولوجيا الرقمية ووسائل تسجيل وتعديل الأصوات والموسيقى بالسنوات الأخيرة، فأكدوا أنه بات من الصعب الاستغناء عن تلك الوسائل التي ساهمت في طفرة موسيقية لها ما لها وعليها ما عليها. وأشار هؤلاء الموسيقيون إلى أنه لا يمكن إنكار ما حققته هذه الوسائل من تطور، لكن كان الثمن باهظا، إذ أفقدت الأغنية الإحساس والشعور بالسلطنة... وإلى المزيد من التفاصيل:

قال الملحن المخضرم سليمان الملا إن «التكنولوجيا الرقمية المستخدمة في صناعة الأغنية حديثا ليس لها تأثير كبير على الملحن بقدر المطرب، الذي يستفيد منها في أمور عدة، منها تحسين صوته، وإخفاء العيوب وأوجه القصور، والنشاز الذي يصدر عن صوته في بعض الطبقات أو العرب».وأضاف الملا: «بعض المطربين يعدلون أصواتهم، لتظهر للجمهور بشكل غير حقيقي، لكن هذا النوع من الفنانين تكشفهم حفلات اللايف، ولذلك فهم أبعد ما يكونون عنها حتى لا يضعوا أنفسهم تحت مجهر الجمهور، أما المتخصص فيدرك بسهولة حجم التغيير واللعب على صوت المطرب بمجرد استماعه».وأردف: «أرفض التعاون مع المطرب الذي يلجأ لهذا النوع من التعديل على صوته، وأدرس صوته بمجرد أن أستمع له، ولا أضطر للتعامل معه طالما لا أقتنع به، وأطلب منه أن يبذل مجهودا أكبر في تدريب صوته والتمرين الذي يقوي موهبته، قبل أن يقدم للجمهور عملا ليس مسؤولا عنه بالكامل بل جرت عليه تدخلات غير حقيقية».

واتفق معه في الرأي المايسترو د. أيوب خضر، الذي أكد أن «التكنولوجيا الرقمية المستخدمة في صناعة الاغنية بالسنوات الأخيرة يتم استغلالها من قبل المطربين الذين لا تتوافر لديهم الإمكانات الصوتية القوية، لتحسين تسجيلاتهم وظهورها بشكل أفضل، وهو ما أثر بالسلب على الوسط الغنائي بشكل عام، والذي أصبح يضم مجموعة من غير الأكفاء، ويطلق عليهم مطربون، أمثال هيفاء وهبي وجو رعد وبعض الأحيان إليسا التي لا تعتبر بالصوت المميز أو الحقيقي».

وأضاف د. خضر: «بالنسبة للموزع أصبح عمله أكثر سهولة وأقل إبداعا، حتى الموزع صاحب القدرات المحدودة يستطيع باستخدام التكنولوجيا الحديثة توزيع الأعمال بشكل أوتوماتيكي مع تدخلات بسيطة، لكن في المقابل لا يمكن إنكار أن هذه الوسائل تفيد الفنان الحقيقي في تقديم منتج عالي المستوى، دون إقحام أو تعديلات لمنتج غير حقيقي، بل يمكن استخدامها في تصليح بعض الأخطاء بالموسيقى أو الأداء الصوتي للمطرب، وفي المقابل يرفض بعض المطربين أصحاب الخامات الصوتية المهمة والقوية تدخل الموزع في عملهم، بل يرحبون بخروج أدائهم للجمهور بشكل طبيعي، لضمان وصول الإحساس والشعور بالسلطنة».

واستطرد: «الكثير من الشباب اعتلوا المسرح، لكنهم ما عادوا يظهرون، ولا أحد يدعوهم للحفلات، لأن صوتهم الحقيقي ينكشف باللايف وخارج أسوار الاستوديو، وفي المقابل هناك مطربون شباب أصواتهم تستحق الدعم والتشجيع، ومنهم مطرف المطرف وفهد السالم وعبدالله طارق».ولم ينكر أستاذ آلة الكمان في المعهد العالي للفنون الموسيقية الموزع الموسيقي جمال الخلب الاتهامات الموجهة للموزع غير المتمكن من استغلال التكنولوجيا الرقمية في عمله، قائلا: «الأمر فعلا يعود إلى الموزع، فمنهم من يعمل وفقا لضوابط وأصول فنية، ومنهم من يعمل وفقا للسوق والعوامل التجارية التي باتت مسيطرة على كل مناحي الحياة، لكن بشكل عام أضرت التكنولوجيا الرقمية بصناعة الأغنية الشرقية على وجه الخصوص، واعتبرها أكثر مناسبة للأغنية الغربية التي صنعت خصيصا من أجلها».

وأكد الخلب أن «التكنولوجيا الرقمية الحديثة أفقدت الأغنية الشرقية الإحساس والشعور بالسلطنة، ما جعل عمر الأغنية قصيرا، ولا يتجاوز عدة أشهر، عكس الأغنيات القديمة التي تعيش لسنوات بل وعقود، ومنها أعمال حلمي بكر كأغنية لو تعرفوا لأصالة، والتي تم تسجيلها بطريقة اللايف، إذ يمكن الاستماع لها حتى الآن بنفس الإحساس دون أي فتور».وتابع: «سبق بكر في ذلك كبار المحلنين والموسيقيين، أمثال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، الذي يعد أول من اتبع التطور الموسيقي، وأدخل آلات غربية كالغيتار في أغنية انت عمري لأم كلثوم، ما أحدث طفرة في صناعة الموسيقى العربية والشرقية، لكن دون أن تفقد إحساسها أو شعورنا بالسلطنة، والأمر ذاته ينطبق على الرحبانية في أعمال فيروز، حيث استحدثوا موسيقى جديدة تأثرا بالفن الروسي، وتبعهم في ذلك مروان خوري مثلا حينما قدم أغنيته كل القصائد، ومارسيل خليفة وزكي ناصيف وجوليا بطرس، فالتطور في حد ذاته شيء رائع، لكن دون أن يفقدنا هويتنا الموسيقية».

وأشار قدرة التكنولوجيا الحديثة على إضفاء تغييرات مهمة على الأغنية الفرانكو التي تمزج بين العربية والغربية، كسرعة الأداء وإدخال آلات موسيقية ووضع تراكات جاهزة، لكن هذا الأداء التوزيعي لا يصلح لكل الأعمال، فإذا تم تغيير توزيع عمل معين باستخدام هذه التكنولوجيا وإدخال الغيتار والآلات الغربية في موسيقى شرقية تعتمد بالأساس على القانون والكمان والآلات الحية التي تتمتع بتردد خاص يصعب إدراكه بالأدوات الرقمية، فإنه يمكن القول بضياع روح العمل، وبالنهاية كل عمل له أصول حتى الموسيقى الغربية مبدأها الأساسي هو «الهيروموني» و»الكونتر بوينت» وجميع الألوان الموسيقية تلتزم بذلك ما عدا موسيقى «الجاز» التي تعتبر المتمرد الوحيد على هذا المبدأ.

تعديل النغمات

من ناحيته، ذكر الملحن جاسم الخلف أن التكنولوجيا الرقمية تتدخل بنسبة 15 في المئة تقريبا في العمل الغنائي، على مستوى تعديل التون أو نغمة الصوت الموسيقي والطربي، فإذا كانت المادة الخام للصوت جيدة فيمكن فقط تعديل بعض العرب أو العيوب التي تحتاج للتدخل، لكنها بشكل عام كان لها تأثير كبير وجذري على صناعة الموسيقى في السنوات الأخيرة.وأضاف الخلف: «التكنولوجيا الرقمية أضفت العديد من التراكات أو المسارات الموسيقية والآلات المتنوعة وسرعة التنفيذ وجودة ونقاء الصوت، فقد جعلت العالم الموسيقي مفتوحا على ملايين الخيارات، بعدما كنا محدودين سابقا في 24 تراك فقط، وتتم تغطيتها بالآلات الحية والعازفين الذين يعتبرون أكثر الأشخاص تأثرا بتلك التكنولوجيا».

وأردف: «في البداية كان العازف يتمرن ساعات وأياما وربما شهورا استعدادا لحفل مباشر، أما الآن فهو يتمرن على أداء واحد، ثم يتم تسجيله وتكراره طوال الحفل، وهو ما أضر بإحساس العازف بالآلة وما تصدره من أصوات وأنغام، فالعازف في السابق كان نجم حفل، كالفرقة الموسيقية خلف عبدالحليم حافظ مثلا، فمنهم من يعزف صولو أو منفردا بإبداع شديد كعازف السكسيفون سمير سرور الذي كان يستحوذ على إعجاب الجمهور في حفلات العندليب، لذلك فإن التدخل التكنولوجي رغم فوائده فإنه غير مذاق الأغنية وأثر على روحها وإحساسها وشعور الحضور بالسلطنة، كتلك التي كانت بالحفلات الحية في السابق».

قد يهمك ايضا:

تالين تستضيف أول قمة تبحث الاستفادة الكاملة من ثورة التكنولوجيا

الموسيقيون يعودون بـ"مهرجان" فني وثقافي شملت مجموعة من المقطوعات الغنائية

arabstoday
المصدر :

Wakalat | وكالات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسيقيون يؤكدون أن التكنولوجيا أفقدت الأغنية الإحساس والسلطنة موسيقيون يؤكدون أن التكنولوجيا أفقدت الأغنية الإحساس والسلطنة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 23:16 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تقتل 12 عنصرا من الدفاع المدني في بعلبك
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية تقتل 12 عنصرا من الدفاع المدني في بعلبك

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab