أكّد الموسيقار العراقي نصير شمه أنه يُحضّر لعمل فني قريب في مدينتي الموصل وأربيل .
وتحدث شمه قائلاً إنه " قريبًا وبعد نهاية الحرب ضد الإرهاب سأقيم العديد من الفعاليات الفنية في الموصل وأربيل"، موضحاً "زيارتي الحالية لبغداد تخللها تفقد بعض المواقع الأثرية ومنها شارع الرشيد والساحات القديمة بغية تطويرها ضمن مشروع "الق بغداد" .
وأضاف شمه أن التحضيرات جارية حاليًا ليوم السلام العالمي والذي سيصادف الأول من أيلول/سبتمبر المقبل، وهناك العديد من المشاريع الفنية الجديدة التي ستؤكد أن بغداد حاضرة رغم كل الظروف التي تعرضت لها، ولفت إلى أن العديد من العروض والمشاريع سيتم انجازها قريباً في إقليم كردستان، ونأمل نهاية الحرب مع "الإرهاب" حيث سنقيم العديد من الأعمال الفنية في الموصل وأربيل والسليمانية.
وتحدث شمة عن معاناة الشعب العراقي بسبب الإرهاب وضرورة أن يغادر ما خلفته هذه المرحلة من مآسي، مشددًا أن علينا إلا نتعامل مع الإنسان على أساس انتمائه الديني أو المذهبي بل ما يعنينا هو "الإنسان وقيمته وتأثيره بما حوله"
وتطرق أيضًا إلى عمله من اجل أطفال العراق وما قدمه في هذا الجانب وما يأمل أن يتحقق لاحقًا، مؤكدًا أن نجاح أي حفلة يقوم بها في أي بلد لم يكن هاجسًا شخصيًا بقدر ما كان الهاجس رفع اسم العراق والتعريف بمبدعيه وحضارته في مختلف المجالات.
في الوقت الذي بيّن فيه أن الإبداع في العراق كان ينبع من رحم المعاناة التي جعلت العراقي قويا وصلبا، مضيفًا أننا " الآن بحاجة إلى رحم جديد لأجل تعلم السلام والمحبة"، كما شدد على ضرورة الاهتمام بالتعليم في العراق، معتبرًا أن الأمية هي الخطر الذي يهدد المجتمع وأن ثقافة العنف والقتل أساسها الأمية.
واستطرد شمة الحديث عن تجارب السلام ومواجهة العنف في عدد من المجتمعات، مؤكدا أن "فكرة اللاعنف ليست شعارًا بل صيغة عمل، وعلينا اليوم، أن ننتزع فيروسات الكراهية والخلاف ونحصن منها شبابنا وجيل المستقبل وإلا لن نستطيع إنقاذ العراق"، وعن محاربة الفساد دعا إلى أن نبدأ بأنفسنا، فمن يمتنع عن دفع الرشوة لأي موظف فاسد من اجل أن يمرر عمله، يكون قد ساهم في محاربة الفساد.
هذا واختير الملحن وعازف العود العراقي نصير شمه من قبل منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة للقب "فنان اليونسكو للسلام"، وذلك في حفل اقيم بمقر المنظمة بباريس.
وفي وقت سابق، سلمت مدير عام اليونسكو إيرينا بوكوفا شهادة التقدير للفنان نصير شمه والتي جاءت فيها، إنه استحق اللقب تقديرًا لالتزامه في دعم التربية الموسيقية للشباب في العراق وغيره من الدول وجهوده التي لا تنضب من أجل نشر السلام من خلال عروضه الموسيقية والتزامه بقيم المنظمة وأهدافها العالمية".
وذكرت وزارة الثقافة العراقية "أن أعضاء من وفد العراق المشارك في مؤتمر التنسيق الدولي لحماية التراث في العراق المنعقد حاليًا في فرنسا حضروا الحفل، في حين قال وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي فرياد رواندزي في تصريح له، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز، "إن اختيار الموسيقار شمه ليكون فنان اليونسكو هو تكريم للفن والفنان العراقي الذي استطاع أن يثبت وجوده على الساحة الفنية العالمية".
وأضاف الوزير "أن شمه قامة فنية كبيرة فضلًا عن مواقفه الإنسانية في دعم الأطفال والنازحين العراقيين، بالإضافة إلى مبادراته من أجل تطوير مدينة بغداد وغيرها من المبادرات التي تصب في خدمة الثقافة العراقية".
ونصير شمه هو فنان عراقي وعازف عود، ولد في مدينة الكوت في العام 1963، تخّرج في معهد الدراسات النغمية في بغداد عام 1987 وتخصص في العزف على آلة العود، حاز عام تخرجه على جائزة أفضل لحن للأغنية العاطفية في العراق، وقّدم حفله الأول في ملتقى الموسيقى العربية الأول في فرنسا مع نخبة من كبار فنانين العراق.
أرسل تعليقك