الرباط_العرب اليوم
بعد عامين من التوقف بسبب تأثيرات الأزمة الصحية الناجمة عن الجائحة، ومن قلب قصر البديع التاريخى بمراكش انطلق المهرجان الوطنى للفنون الشعبية فى دورته الـ51 تحت شعار «أغانى وإيقاع خالدة».
انطلق المهرجان باستعراض جماعى للفرق المشاركة من شارع محمد الخامس ليطوف باقى شوارع وميادين المدينة التى توقف المرور بها فى تلك اللحظة مع اصطفاف الجمهور على جانبى الطرق للتفاعل مع الفرق المشاركة بالغناء والرقص ليرسم لوحة فنية تمتزج فيها الايقاعات المتنوعة وصولا لساحة ومسرح قصر البديع، الذى يعد من أهم المعالم التاريخية بمدينة مراكش، ويعود تاريخ تأسيسه إلى القرن السادس عشر، على عهد الملك السعدى أحمد المنصور الذهبى، حيث أقيم الافتتاح الرسمى، لتتزين المدينة بمشهد رائع تستعيد فيه المغرب تراثها الغنائى والموسيقى فى حالة من الدفء الفنى بين الجمهور والـ 34 المشاركة والتى تضم نحو 600 فنانة وفنان من مختلف مناطق المملكة ودول أخرى، من بينهم 200 فنانة وفنان من مدينة مراكش.
قدمت الفرق عددا من أهم الأشكال الفنية الشعبية مثل «العيطة، والطقطوقة البلية، وأحيدوس: وهو غناء شعبى راقص ينتشر بمناطق أطلس المتوسط خاصة فى المناطق التى يسكنها الامازيج، وفلكلور عبيد الرماة: وهى مجموعة غنائية تتكون من خمسة إلى تسعة أفراد تؤدى أهازيج بشكل جماعى تتميز بأدوات إيقاعية، والدقة المراكشية: وهى نوع من الأنماط الموسيقية الغنائية الايقاعية المرتبطة بمدينة مراكش والمدن المجاورة لها، والسانى:
وهو نمط غنائى وإيقاعى متداول جنوب المغرب وخاصة فى مناطق الصحراء الغربية، ويشمل غناء ورقصا مرتبطا بطقوس الصحراء وعاداتها.
والواقع أن المهرجان الوطنى للفنون الشعبية صمد أمام اختبار الزمن بفضل تأثيره العاطفى الذى يحتضن الروح المغربية، ويمثل تحديا حقيقيا من خلال أصالة فنون الأجداد التى ظلت حية على مر السنين.
كما أن المهرجان، الذى يربط جسور الماضى بالحاضر يعد محطة فنية تخلق حراكا فنيا خلال أيام انعقاده، وينتظرها سنويا الجمهور الذى لا يخفى انبهاره من هذا الكم الهائل من التجليات الفنية. والواقع أن الفنون الشعبية المغربية، تتميز بكون عناصرها مركبة على مستويات عدة، من بينها: اللغة، والملابس، والحركات الجسدية، والغناء، والآلات الموسيقية، والأنماط الفنية الغنائية.
ويسعى المنظمون أن يمثل هذا المهرجان الهوية الثقافية للمغرب، وجسرا للتعريف دوليا بما تزخر به كل منطقة من حيث ما تمثله الفرق المشاركة من تقاليد ومختلف اللهجات والعادات.
وقال رئيس جمعية الأطلس الكبير ومدير المهرجان، محمد الكنيدرى: «هذه الدورة من المهرجان الوطنى للفنون الشعبية، مميزة بالنظر إلى المشاركة المكثفة للفرق الشعبية والفلكلورية».
وهو يعد أقدم مهرجان ثقافى وفنى فى المدينة الحمراء بالمغرب، وتأسس بتعليمات من الملك الراحل محمد الخامس فى نهاية الخمسينيات من القرن الماضى
وأوضح قائلا: «لكى نبين للفرق المغربية أهمية تراث الفنون الشعبية التى يشتغلون بها، نستضيف فرقا من خارج المغرب، لتعكس قيمة الفنون الشعبية فى بلدانها، ووقع الاختيار على فرقة إسبانية لإضفاء نكهة فنية أوربية».
لفت الكنيدرى إلى أن «عددا من الفنون الشعبية الموسيقية مشتركة بين المغرب وإسبانيا ضيف الشرف، على رأسها موسيقى الآلة أو الموسيقى الأندلسية، كما أن الفن والتراث يمكنهما أن يساهما فى التقارب بين الشعبين أكثر».
من جهته، أكد رئيس مصلحة الشئون الثقافية بالمديرية الجهوية للثقافة لمراكش سمير الوناسى، أن تنظيم الدورة 51 للمهرجان، التى تأتى بعد سنتين من توقف التظاهرات الثقافية والفنية، تشكل مناسبة لإعادة الدفء للفرق الفلكلورية والاهتمام بالعنصر البشرى لهذه الفرق.
وأوضح الوناسى، أن هناك مشاركة فرق فلكلورية من أوروبا وإفريقيا، مما يجسد انفتاح هذه التظاهرة على الجانب الدولى فى إطار «الدبلوماسية الفنية والثقافية»، مضيفا أن مشاركة فرق أجنبية هى بمثابة تفعيل لهذه الدبلوماسية، من أجل تقريب الأفكار والرؤى بين البلدان، بغض النظر عن المسافة الجغرافية التى تفصل بينها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك