دراما الواقع الافتراضى تخطف أنظار المصريين
آخر تحديث GMT00:16:06
 العرب اليوم -

مسلسل "ما وراء الطبيعة" يعيد فتح الملف

دراما الواقع الافتراضى تخطف أنظار المصريين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دراما الواقع الافتراضى تخطف أنظار المصريين

مسلسل «ما وراء الطبيعة
القاهرة_ العرب اليوم

منذ أيام طرحت منصة نتفليكس العالمية مسلسل «ما وراء الطبيعة»، وهو أول مسلسل مصري تنتجه المنصة، والرابع عربيا بعد مسلسلات «جن» الأردني، و«دولار» اللبناني، و«وساوس» السعودي. ويدور «ما وراء الطبيعة» في 6 حلقات، و مستوحى من سلسلة كتب الراحل أحمد خالد توفيق، ومنذ صدور الحلقات لاقى ردود فعل قوية، على المستويين المصري والعالمي، ما بين اشادة احتفائية بالعمل، وهجوم حاد من تلامذة الراحل أحمد خالد توفيق.

نحاول قراءة ردود الفعل وأسبابها للوصول إلي تحليل شامل عن العمل المختلف من وجهة نظر نقاد شاهدوه وكونوا انطباعات عنه.

في البداية، تقول الناقدة دعاء حلمي، وهي روائية ومسئولة القراءة النصية لدى شركة «العدل جروب»: «السرد من بين أهم نقاط القوة في العمل الدرامي، بالإضافة إلي السيناريو والحوار الذي نسج خطوطه من القصص الأصلية للكاتب التي تصل إلي 77 رواية تحت نفس المسمى، وهو (ما وراء الطبيعة)، حيث تتناول كل حلقة من الست حلقات حكاية موتيفة من عالم الماورائيات، تم ربطها بالدكتور رفعت إسماعيل، الذي جسده الممثل أحمد أمين في أول أدواره الجادة للدراما التليفزيونية، بعد حلقاته الكوميدية لبرنامج (البلاتوه)».

وتضيف: «تدور أولى الحلقات عن سر بيت الخضراوي تحت مسمي (أسطورة البيت الكبير)، وتليها حلقة (المومياء)، ثم (العساس)، وبعدها (النداهة) ثم (الجاثوم)، وأخيراً (العودة إلي أسطورة البيت)، وهو ما جعل السرد دائريا مشوقا، استطاع أن يحل لغز الفتاة (شيراز)، تلك الروح التي تصورها المتلقي روحا شريرة، ليكتشف في النهاية أنها كانت الروح الحارسة للدكتور رفعت».

وتواصل حلمي: «كان التمثيل من أقوى العناصر رغم طزاجة الوجوه وجدتها على الشاشات، ولعبت الأدوار ببراعة واقتدار، على رأسهم أحمد أمين وسما إبراهيم التي جسدت دور رئيفة شقيقته، وكذلك الطفلة ريم عبدالقادر ورزان جمال في دور (ماجي)، وآية سماحة في دور (هويدا)». أما هندسة المناظر والديكور والإكسسوار فكانت من أفضل عناصر العمل وأقواها، على يد مهندس الديكور علي حسام، فقد جاءت متقنة ومناسبة لأجواء العصر، بشكل يكاد يكون متطابقا مع كل حقبة زمنية، فالمسلسل يدور بين 3 أزمنة هي عام 1969 وعام 1940، وفي آخر حلقة تم الرجوع لعام 1910. كما لعبت موسيقي خالد الكمار دورا محوريا في ربط المشاهد والحلقات بأكملها، وكانت تحمل طابعا مختلفا من حلقة لأخري، تبعا لموضوعها والمود العام لها».

وتضيف: «عمرو سلامة كتب عددا من الحلقات كمشرف على ورشة (ميم للكتابة)، وشريك في الإنتاج، كما أخرج 3 حلقات، هي الأولي والخامسة والأخيرة، أما الثلاثة الباقية فكانوا من إخراج المخرج الإماراتي ماجد الأنصاري، ومن السهل علي المتفرج المتخصص أن يفرق بين الاثنين، فقد امتاز إخراج سلامة بالثبات والإيقاع البطيء للقطات القريبة، أما الأنصاري فجاءت مشاهده سريعة وتمتاز بالميزانسين الثري، سواء للممثلين أو لحركة الكاميرا، فكانت تمتاز بالحيوية أكثر».

وعن سلبيات المسلسل تقول: «بالطبع لا يخلو منها أي عمل فني مهما بلغ مقدار إتقانه، بعيدا عن الهجوم الذي ساقه البعض بسبب اختلاف المسلسل عن الانطباع الراسخ لديهم كقراء لأعمال أحمد خالد توفيق، فجميع الأعمال التي قدمت عن أعمال أدبية وجدت نفس الرفض بسبب الصورة الانطباعية، وهو ما قاله الراحل ذاته، عندما سئل عن الأفلام المأخوذة عن روايات، فرد قائلا إن أي فيلم يقدم عن رواية شهيرة سيلاقي الرفض، حتى لو كان مخرجه ستانلي كوبريك، في حين أنه قد يقابل بترحاب شديد لمن لم يقرأ الرواية».

وتضيف حلمي: «بعيدا عن بعض الأخطاء في الراكور أو اختلاف بعض الأحداث عن الواقع، فمن الممكن عبور ذلك، والغوص أكثر في مشكلات أكثر عمقا في سياق الدراما خلقت حالة من البلبلة لدى المشاهد، خاصة ذلك الذي لم يقرأ القصص الأصلية، فقد اعتمد صناع العمل على أن المشاهد بالضرورة قارئ للقصص، فأغفلوا تمهيد الشخصيات والخلفيات التاريخية للعلاقات، مثل علاقة ماجي والدكتور رفعت وسبب ظهور لوسيفر في حياة رفعت في ذلك التوقيت بتلك الكيفية، وسر محاربته له وقتله للمحيطين به».

وتواصل: «استخدام الجرافيك في بعض المشاهد كان بصورة كرتونية تجلب السخرية، بدلا من الإقناع، مثل الجرافيك الخاص بالعساس أو حارس الكهف، الذي قدمه أحمد خالد توفيق بصورة غامضة، دون وصف تفصيلي تاركا ذلك لخيال القارئ، لكن القائمين على المسلسل جعلوا منه غوريلا أو كينج كونج يسكن كهفا في الصحراء، وهو ما وجد ردود فعل ساخرة، أخلت بالتعايش المطلوب لتلك النوعية من الأعمال التي تشترط المعايشة الكاملة حتى تجد المردود المطلوب، وهو الرعب أو تصديق ما لا يمكن تصديقه في الحياة الواقعية، لأنه من نوعية مسلسلات ما وراء الطبيعة».

وتكمل: «العمل بشكل عامل استطاع أن يمثل الفن المصري بشكل متقن واحترافي، بعكس مسلسل (جن) الأردني مثلا الذي جاء مخيبا لآمال الكثيرين، وبعيدا عن تقدير Imdb العالمي لتقييم المسلسلات المرتفع، لأنه لا يمكن الاعتماد عليه إلا بعد مرور سنة، فالمسلسل تجربة فنية تستحق التقدير، لأنها تفتح الباب أمام تقديم أعمال مصرية جيدة للمنصات العالمية. وجرت ترجمته إلي 32 لغة، ومن المزمع دبلجته إلي 9 لغات، بالإضافة إلي مرافقة الحلقات بإمكانية الوصف السمعي والبصري لضعاف البصر والسمع، وفي انتظار أجزاء أخري منه، بعد تداول أنباء عن أنه من المزمع عمل 32 حلقة».

الناقد محمد سيد عبدالرحيم قال: «من آن لآخر يأتي مجموعة من الفنانين الذين يتحلون بروح الشجاعة والجرأة ليغامروا بصنع عمل فني لا ينتمي إلي الأنواع التي اعتادتها الدراما المصرية. وهو ما فعله بالفعل صناع (ما وراء الطبيعة). بالتأكيد هو ليس أول مسلسل رعب وتشويق وإثارة في تاريخ الدراما المصرية، فقد شهدنا في الفترة الأخيرة مسلسلات من هذه النوعية وأفضلها هو (زودياك) و(أبواب الخوف)، ولا ننسي أبدا المسلسلات القديمة التي فتحت المجال لصنع القليل من هذه المسلسلات مثل (القرين) و(وتوالت الأحداث عاصفة)، لكن تبقي هذه المسلسلات نادرة قليلة وسط ركام وأطنان من المسلسلات التي تنتمي إلي نوعين رئيسيين فقط، هما الكوميديا والميلودراما. هذا الغياب يعكس بالتأكيد مدي خوف صناع الدراما المصرية من المغامرة رغم أنها سمة رئيسية يحتاجها أي فنان للإبداع».

ويضيف عبدالرحيم: «الكثير من الأمور تتغير رويدا رويدا في الفترة التي نعيشها الآن. والسبب بالتأكيد هو الانفتاح على كل الأنواع التي تصنع في العالم كله عبر الإنترنت، مما جعل المشاهدين متعطشين دائما إلي أنواع أخري غير التي تعود عليها المشاهد المصري والعربي لعقود طويلة. وهو بالفعل ما نجده في عام 2020 حيث كان هناك تنوع كبير إلي حد ما، فشاهدنا مسلسلا حربيا هو (الاختيار)، وآخر خيال علمي هو (النهاية)، وأخيراً رعب (ما وراء الطبيعة)».

ويكمل: «رغم أن الانفتاح على المسلسلات الأجنبية المختلفة عبر الإنترنت كان العامل الرئيسي في اتجاه صناع الدراما المصرية لصنع مسلسل مثل (ما وراء الطبيعة) فإن هذا الانفتاح هو السبب الرئيسي نفسه في أن المشاهدين يقارنون بينه وبين مسلسلات الرعب الأجنبية، وبالتأكيد ستميل الكفة في صالح الأعمال الأجنبية التي يدعمها تاريخ طويل جعلها أكثر إحكاما وجودة. ففي (ما وراء الطبيعة) لا نشعر بالرعب بل ربما نسخر من الوحوش التي تبدو ساذجة بسبب عدم جودة الجرافيك والمؤثرات البصرية، وأيضاً الحبكات الضعيفة في بعض الحلقات تجعل المشاهد يشعر بأن صناع المسلسل لا يحترمون عقله بل يستهزئون به».

ويختتم عبدالرحيم حديثه قائلا: «رغم ذلك لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية (ما وراء الطبيعة) في فتح فرجة جديدة لنوعية الرعب في الدراما المصرية والعربية. والاهتمام الشديد من المشاهدين الذي صاحب عرض المسلسل دليل على احتياجنا إلي مثل هذه المسلسلات وعلى احتياج صناع الدراما لروح المغامرة والتجريب».

 

قد يهمك ايضآ

عمرو عرفة يشيد بأداء أحمد أمين فى ما وراء الطبيعة

أول تعليق من عمرو سلامة على تصدر مسلسل ما وراء الطبيعة قوائم المشاهدة ببعض الدول الأوروبية

arabstoday
المصدر :

Wakalat | وكالات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراما الواقع الافتراضى تخطف أنظار المصريين دراما الواقع الافتراضى تخطف أنظار المصريين



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 23:16 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تقتل 12 عنصرا من الدفاع المدني في بعلبك
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية تقتل 12 عنصرا من الدفاع المدني في بعلبك

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab