أقراصُ الـdvd تُطيّح بشريّطي الـvhs والكاسيّت وتُفسح المجال للتوزيّع
آخر تحديث GMT08:36:06
 العرب اليوم -

عدما كان الحصول على أحدِ الأفلام في التسعيّنات أمرًا صعبًا

أقراصُ الـ(dvd) تُطيّح بشريّطي الـ(vhs) والكاسيّت وتُفسح المجال للتوزيّع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أقراصُ الـ(dvd) تُطيّح بشريّطي الـ(vhs) والكاسيّت وتُفسح المجال للتوزيّع

أقراصُ الـ(dvd) تُطيّح بشريّطي الـ(vhs) والكاسيّت وتُفسح المجال للتوزيّع
بيروت ـ غيث حمّور

تَغيُّر معادلة المشاهدة من أفلام الـ(vhs) إلى أقراص الـ(dvd) أفسح المجال لعدد كبير من المحلات لافتتاح مراكز توزيع وبيع الأفلام، حتى أًصبح عددها كبيرًا جدًا، وقد أصبحت مهنة يمكن أن يعتمد عليها الكثيرون بدلاً من العمل في محلات البقالة والخضار وما شابه، لتتحول هذه المراكز لسينمات متنقلة تقدم مختلف الإنتاجات السينمائية العالمية ومن مختلف بقاع الأرض، ولم يقتصر توزيع الأفلام على المحال بل امتد ليكون أحد المنتجات الأساسية التي تباع على البسطات، فأصبح المواطن العربي عموماً والسوري خصوصًا يستطيع الحصول على الفيلم الذي يريد بمجرد وقوفه على أحد بسطات الأفلام بسعر زهيد يتراوح بين نص دولار ودولار واحد، وهو رقم بسيط مقارنة مع ما كان يدفع في استئجار أفلام الـ (vhs) سابقاً.
بينما في السابق لم يكن الحصول على أحد الأفلام في تسعينات القرن الماضي بالأمر السهل، فمعظم مراكز توزيع الفيديو (القليلة) آنذاك كانت تعتمد أفلام (vhs) بنوعيها الكبير والصغير، وكانت حركة التوزيع تقتصر على عملية التأجير لغلاء الفيلم ولصعوبة الحصول عليه، وكثيراً ما ترافقت عملية التأجير (المكلفة) بدفع رهن ما أو إيداع لأحد الأغراض الثمينة ليضمن مركز التوزيع عودة الشريط إلى مكتبته، ولكن التطور التقني الكبير الذي شهده العالم بداية من القرن العشرين جعل عملية توزيع الأفلام والحصول عليها أمراً سهلاً ورخيصاً، ولم تعد موضة التأجير فعالة، فأقراص الـ(dvd) الرخيصة حلت بدلاً من أفلام (vhs) الغالية، وعملية استيراد الأفلام عبر الحدود من الدول المجاورة أصبح أسهل عن طريقة الشبكة العنكبوتية التي أصبحت تتيح أخر الإنتاجات وأحدثها، إضافة لاحتوائها على أندر الأفلام وأقدمها.
 وبدأت المراكز الرئيسية للأفلام مع انطلاقتها الأولى الاهتمام بتكوين أرشيف كامل لمختلف الإنتاجات السينمائية العالمية، خاصة الأميركية منها وبترجمتها إلى اللغة العربية، واستطاعت بفترة قليلة الوصول إلى هدفها، ولكن مع الكم الهائلة من الإنتاجات السينمائية العالمية (الأمريكية والأوروبية) بدأت هذه المراكز بعدم الاهتمام بالأرشفة واتجهت إلى تقديم الأفلام الجديدة (الضاربة)، وهو ما ساهم بضياع العديد من الإنتاجات السينمائية المهمة من مكتبات هذه المراكز، وأصبح التركيز موجهاً على السينما الأمريكية الهوليوودية المربحة لما يرافقها من بروباغندا إعلامية في مختلف أنحاء العالم، وهذا ما أثر على سوية الترجمة المقدمة التي أخذت بالتراجع نظراً للإقبال الكبير والحاجة الملحة للسرعة بالتقديم فضلاً عن السعر الزهيد الذي وصل إليه الفيلم والذي أصبح من الصعب على المراكز مع هذا السعر الاعتماد على مترجمين ذوي سوية عالية.
ودفع رخص سعر الـ(dvd) مراكز التوزيع للاهتمام بأرشفة وتقديم عدد من الفنون الأخرى، فتوجهت إلى الدراما العربية خاصةً والأمريكية عامةً، فأصبح من السهل الحصول على أي مسلسل عربي "سوري كان أو مصري" منذ انطلاقة الدراما التلفزيونية وحتى الآن وبسعر مقبول، ولم يقتصر الأمر على نتاج الدراما العربية بل امتد الأمريكية التي أصبح من السهل الحصول عليها كما تعرض على الفضائيات العربية وأحياناً بمواسم لم تعرض عليها بعد، ولكن المشكلة التي تعاني منها المسلسلات "العربية منها" المنسوخة على أقراص الـ(dvd) هو غياب الدقة في الصورة المقدمة والمسجلة من الفضائيات العربية التي تمتلئ بالإعلانات والأشرطة الإخبارية ومعظمها تفتقد للدقة خاصة أنها لم تبث حتى بميزة الـ(hd) لتقديم  الدقة اللازمة في الصورة.
أيضًا ساهم رخص سعر أقراص الـ(dvd) في أرشفة الموسيقا والغناء، بطريقة الـ(mp3) للاستفادة الأمثل من مساحة الأقراص الرقمية، فأصبح من الممكن الحصول على جميع أعمال الموسيقيين المغنين العرب والأجانب بسهولة بعد أن كان ذلك يحتاج لشراء عدد كبير من أشرطة الكاسيت، لتصبح أعمال جميع المطربين والموسيقيين العرب والأجانب القديمة منها والجديدة مؤرشفة وسهلة الاستخدام والاسترجاع، ولكن ضغط الأغاني والمقطوعات الموسيقية بطريقة الـ(mp3) أفقدها الكثير من دقتها ونقائها وساهم في انخفاض جودتها بشكل كبير.
تجدر الإشارة إلى أن  أقراص الـ(dvd) كان لها دور كبير في أرشفة الأفلام والمسلسلات والموسيقا، وساهمت بشكل كبير في نشر ثقافة المشاهدة والاستماع بين الجمهور في الوطن العربي، ولكن يبقى الأهم الحفاظ على النوعية والمميزات بداية من الترجمة في الأفلام مروراً بالدقة في المسلسلات انتهاءً بنقاء الصوت في الموسيقا والغناء، إضافة إلى أن المحافظة على الأرشيف يعد أمراً هاماً وملحاً، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بتنظيم العمل في هذه المراكز وتوظيفها بالشكل الأمثل لخدمة المتابع والمقتني، والذي يعود بدوره بالفائدة على السوية الثقافية للمجتمع، ويساهم في رفع الذائقة الفنية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقراصُ الـdvd تُطيّح بشريّطي الـvhs والكاسيّت وتُفسح المجال للتوزيّع أقراصُ الـdvd تُطيّح بشريّطي الـvhs والكاسيّت وتُفسح المجال للتوزيّع



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab