أبوظبي ـ تامر عبد الحميد
مرت سوق "الكاسيت" بالعديد من المتغيرات عبر السنوات الماضية، ما جعلها تتأثر إلى حد كبير، ويضعف من أسهمها وحضورها في عالم الفن.. ومن العوامل التي أثرت سلبًا على هذه السوق وأصابتها بحالة الركود التي تعيشها منذ فترة طويلة، والتي كانت تتميز في السابق بتوهجها وانتعاشها، هي استحداث قراصنة الإنترنت أساليب حرفية وجديدة لسرقة الأغنيات وتحميلها على المواقع الإلكترونية الغنائية، الأمر الذي أثر بشكل كبير على الفنانين وشركات الإنتاج نفسها، التي كانت منتظمة في إصدار الألبومات الغنائية لنجوم الطرب في العالم العربي ودول الخليج.
وزادت في السنوات الخمس الماضية نسبة ما يسمى بـ "الشبكة العنكبوتية"، فبمجرد أن تصدر إحدى شركات الإنتاج الفنية ألبومًا غنائياً لأحد المطربين، إلا والقراصنة يسرعون في بث أغنيات الألبوم عبر المواقع الإلكترونية الغنائية، وبالتالي عزف الناس عن شراء الألبومات، لاسيما أن هذه المواقع سهلت على الجمهور عملية الشراء والذهاب إلى متاجر الكاسيت، واستبدلتها بالإنترنت وتحميل الأغنيات.ولا أحد ينكر أنه من أحد أهم العوامل التي أسهمت أيضًا في ضعف سوق الكاسيت في الفترة الأخيرة بشكل أكبر، هي الأزمات التي مرت وعصفت على بعض البلدان العربية، حيث ابتعد المطربون عن إصدار ألبومات غنائية بسبب ثورات ما يسمى بـ "الربيع العربي"، مما جعل أغلبهم لا يتوافر لديهم الجو النفسي والقدرة على الغناء في مثل هذه الظروف، واتجه بعضهم لتقديم أغنيات وطنية تحث على الوحدة وترابط الوطن، إضافة إلى اعتماد البعض الآخر على طرح أغنيات منفردة "SINGLE" لسهولتها في التنفيذ وصعوبة سرقتها وعدم تحميلها عبر المواقع الإلكترونية إلا بعد صدورها بأيام، مثل أغنية "بشرة خير" التي أداها الفنان الإماراتي حسين الجسمي واستقبلها الجمهور بابتهاج وفرح كبيرين، وانتشرت عبر "يوتيوب" وال
قنوات الفضائية الغنائية، محققة أرقامًا قياسية في نسب المشاهدة، وعلى جانب آخر يواصل بعض المطربين طرح ألبوماتهم في مواعيدهم الثابتة من كل عام، للحفاظ على جماهيريتهم ومكانتهم الفنية في سوق الكاسيت، رغم اقتناعهم بأنهم من الممكن أن يتعرضون للسرقة، مثل المطربة اللبنانية إليسا التي أصدرت مؤخراً ألبومها الجديد "حالة حب" الذي تم تحميله كاملًا على أغلب المواقع الإلكترونية الغنائية.
ويرى الملحن والفنان الإماراتي فايز السعيد، أن سوق الكاسيت بالفعل تأثرت في الآونة الأخيرة، ولم يعد لدى بعض المطـربين الرغبة في إصدار ألبومات غنائية، خـصوصاً وأنه بمجرد أن يصدر الفنان ألبومه الجديد، فإن قراصة الفن يقومون بحرق وطرح أغنيات الألبوم كاملة عبر الإنـترنت، وفـي بعض الأحيان يتم سرقتها وتحميلها على المواقع الإلكترونية حتى قبل طرح الألبوم في الأسواق، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالة سوق الكاسيت، وعدم إقبال الناس على شراء الألبومات.لاسيما أنهم يستمعون إلى الأغنيات الجديدة في أي وقت، وبضغطة زر، مصرحاً في الوقت نفسه بأن هناك العديد من المطربين الذين اتجهوا في الفترة الأخيرة لإصدار أغنيات منفردة وبثها عبر الإذاعات المحلية والعربية، تفادًيا لهجوم "الشبكة العنكبوتية".
ويوضح الفنان الإماراتي حبيب إلياسي، أنه على الرغم من أن الأغنيات المنفردة أصبحت أفضل من تجهيز أحد الألبومات الغنائية، التي تتعرض للسرقة في أغلب الأحيان من "الشبكة العنكبوتية" إلا أنه يرى أن هناك بعض المطربين الذين يواصلون طرح ألبوماتهم الغنائية عبر تعاقداتهم مع شركات الإنتاج الفنية، وذلك من أجل الحفاظ على جماهيريتهم ووجودهم الفني في سوق الكاسيت رغم أنهم على ثقة كبيرة من إمكانية تعرضهم للقرصنة، وتحميل أغنيات ألبوماتهم الجديد عبر الإنترنت، مشيراً إلى أنه في مجمل الأحوال سوق الكاسيت يتجه هذه الأيام لوجهة غير معلومة، لأنها تحتاج إلى ضوابط فنية حتى تتعرض شركات الإنتاج والفنانون أنفسهم إلى الخسارة، خصوصاً الذين ينتجون أعمالهم الفنية على نفقتهم الخاصة.
أرسل تعليقك