محمد فوزي رائد الجيل الثاني من المجددين في الموسيقى العربية
آخر تحديث GMT21:48:30
 العرب اليوم -

تمنى كغيره من الفنانين أن يلحن أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم

محمد فوزي رائد الجيل الثاني من المجددين في الموسيقى العربية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - محمد فوزي رائد الجيل الثاني من المجددين في الموسيقى العربية

الفنان الراحل محمد فوزي
القاهرة ـ أسامة الهواري

ينتمي الفنان محمد فوزي إلى الجيل الثاني من المجددين في الموسيقى العربية، وهو الملحن والمطرب تلقائي الموهبة اشتهر بأغاني أفلامه، وتمتع بشخصية مرحة جذبت إليه جمهور السينما، كما اشتهر بتلحينه أغاني خالدة للأطفال أحبها الصغار والكبار وذاعت شهرتها وامتدت حتى يومنا هذا.

ويعد محمد فوزي عبد العال حبس الحو، أو كما اشتهر باسمه الفني "محمد فوزي" فنانًا مصريًا شاملًا، ولد يوم 28 آب/أغسطس لعام 1918م في قرية كفر أبو جندي في مركز طنطا في محافظة الغربية لعائلة متوسطة الحال، وهو يأتي في الترتيب 21 من بين أصل 25 ولدًا وبنتًا منهم المطربة هدى سلطان، حصل على الشهادة الإعدادية من معهد فؤاد الأول للموسيقى في القاهرة ولكنه ترك الدراسة فيما بعد.

محمد فوزي رائد الجيل الثاني من المجددين في الموسيقى العربية

وتعلم محمد فوزي، أصول الموسيقى منذ طفولته على يد صديق والده محمد الخربتلي الذي كان يصحبه للغناء في الموالد والأفراح، فتعلق بالموسيقى وتأثر بأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم التي كان يغنيها في احتفالات المدينة في مولد السيد البدوي، وكان ولع محمد فوزي بالموسيقى السبب الأساسي في تخليه عن الدراسة حيث حضر إلى القاهرة عام 1938م وعمل في ملهى الشقيقتين رتيبة رشدي قبل أن تغريه بديعة مصابني بالعمل في صالتها.

وتعرّف محمد فوزي في ملهى بديعة على فريد الأطرش ومحمد عبد المطلب ومحمود الشريف واشترك معهم في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها، مما شجعه على دخول امتحان الإذاعة كمطرب وملحن، ولكن على الرغم من نجاحه كملحن ورسوبه كمطرب إلا أن هاجس الغناء كان مسيطرًا عليه فقرر إحياء أعمال سيد درويش التي أتاحت له الفرصة للتعاقد مع الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى كممثل ومغني في مسرحية "شهرزاد" لسيد درويش.

محمد فوزي رائد الجيل الثاني من المجددين في الموسيقى العربية

ولحق فوزي بركب السينما عام 1944 وامتد نشاطه السينمائي في أكثر من 30 فيلمًا حتى عام 1959 وكان أول ظهور لمحمد فوزي في السينما في دور ثانوي في فيلم "سيف الجلاد" عام 1944 أسنده إليه يوسف وهبي، وثاني أفلامه كان "قبلة في لبنان" أمام أنور وجدي ومديحه يسري، ثم كانت أول بطولة سينمائية له عام 1946 في فيلم أصحاب السعادة أمام المطربة نور الهدى.

أما على صعيد التلحين فقد قدم فوزي من خلال السينما وخارجها أكثر من 300 لحن، أغلبها بصوته، وممن غنى له المطربات نور الهدى، وليلى مراد، وصباح.

وكان محمد فوزي مشروعًا كبيرًا في حد ذاته، فذهنه متقد دائمًا، وكان لا يخشى المغامرة، وأقدم على تنفيذ الأفكار التي كانت تراوده، في عام 1947 أسس شركة لإنتاج الأفلام السينمائية، وفي 1951 أطلق ثاني فيلم عربي ملون، وفي 1951 أنشأ ستوديو للتسجيلات الصوتية، وفي 1958 أسس أول مصنع لإنتاج الأسطوانات .

ورغم أن تجربة محمد فوزي مع الأغنية الطويلة لم تكتمل، فإن قصته معها جديرة بالاهتمام، وكان محمد فوزي كغيره من الملحنين يتمنى أن يلحن لأم كلثوم، وكانا قد تعارفا واتفقا على أن يلحن لها أغنية بذاتها، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان ، فقد تصادف أن رأى صديقه الملحن الشاب بليغ حمدي كلمات الأغنية، ولم يكن هذا الأخير يحلم بأن يقابل "كوكب الشرق" ، ناهيك عن التلحين لها، ولم يكن قد تعدى الثلاثين من عمره ، والقصة كما رواها بليغ حمدي بنفسه في أحد البرامج التلفزيونية، في غاية العجب. خلال أيام كان بليغ قد أعد لحنًا لتلك الكلمات على سبيل التجربة ليس إلا، وما أن قابل محمد فوزي في لقائهما التالي حتى أخبره بتجربته، فطلب منه فوزي أن يسمعه ذلك اللحن التجربة، استمع فوزي إلى اللحن فحاز إعجابه، ليذهب بعدها فوزي إلى موعد مع أم كلثوم التي سألته عما إذا كان قد فرغ من إعداد اللحن فأجابها بالإيجاب، فجلست لتسمع، وما أن ظهرت عليها علامات الارتياح وأبدت قبولها للحن حتى فاجأها محمد فوزي بأن ما سمعته ليس من تلحينه وإنما هو لشاب جديد في عالم التلحين اسمه بليغ حمدي.

محمد فوزي رائد الجيل الثاني من المجددين في الموسيقى العربية

ولا يعرف أحد على وجه التحديد ماذا دار في ذهن محمد فوزي ساعتها، ولا ما فكر فيه بعد ذلك، وربما كان من المتوقع أن تنتظر أم كلثوم لحنه لذات الكلمات المتفق عليها، لكن أم كلثوم غيرت الموقف تمامًا، فقد طلبت من فوزي أن يقابلها بذلك الملحن الجديد وأبدت استعدادها للقائه والاتفاق معه، هل نست أم كلثوم اتفاقها مع فوزي أو تناسته؟ ما حدث أن فوزي سارع بتلك الأخبار إلى صديقه بليغ الذي طار فرحًا غير مصدق، وبالفعل التقى بالمطربة الكبيرة التي فتحت له أبواب المجد، ولم يكن ذلك اللحن غير أغنية "حب إيه"، أول ما لحن بليغ لأم كلثوم عام 1959، أما محمد فوزي فلم تسنح له الفرصة بعد ذلك للتلحين لأم كلثوم أبدًا وحتى وفاته عام 1966، وكان محمد فوزي على هذه الدرجة من الصدق والأمانة والإيثار.

ورحل الفنان محمد فوزي عن عالمنا في 20 تشرين الأول/أكتوبر عام 1966 عن 48 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض حار الأطباء في تشخيصه أيامها إلى أن أسموه باسمه ! ، لكن ذكرى فنه المرح الرشيق ما زالت إلى اليوم ملء الأذهان والأسماع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد فوزي رائد الجيل الثاني من المجددين في الموسيقى العربية محمد فوزي رائد الجيل الثاني من المجددين في الموسيقى العربية



GMT 20:20 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوم غادروا ماراثون رمضان 2025 رغم إعلان مشاركتهم

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab