اتهامات لمصممي أزياء بالاستيلاء الثقافي تكشف أزمات الاقتباس
آخر تحديث GMT12:26:39
 العرب اليوم -

اتهامات لمصممي أزياء بالاستيلاء الثقافي تكشف أزمات الاقتباس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اتهامات لمصممي أزياء بالاستيلاء الثقافي تكشف أزمات الاقتباس

عالم الموضة
القاهرة - العرب اليوم

يقوم فن التصميم على مزج الخيال بالواقع، وكلما ارتبطت الابتكارات بإعادة تقديم الثقافات بنمط عصري، زادت قيمة العمل، ولكن ثمة شعرة رفيعة بين الإلهام والاستيلاء الثقافي الذي عرض الكثير من كبار المصممين والعلامات الأيقونية في عالم الموضة إلى انتقادات.مصطلح الاستيلاء الثقافي في سوق الأزياء ليس جديداً، لكن ما أعاده إلى الأذهان تكرار الاتهامات خلال شهر يونيو (حزيران) الجاري، تحديداً ومع ازدهار مجموعات الصيف وانحصار الوباء نسبياً على الأقل في الدول التي حققت تقدماً في تلقيح شعبها ما سمح بحركة محدودة نحو تخفيف الإجراءات الاحترازية.
في مطلع الشهر الجاري اتهمت الدار الفرنسية «لوي فيتون» بالاستيلاء الثقافي بعدما قدمت وشاحاً مستوحى من الكوفية الفلسطينية، والأمر لم يقتصر على تقديم رمز شعبي كهذا، بينما توفر الوشاح، الذي يُباع مقابل 705 دولارات أميركية، باللونين الأزرق والأبيض، لوني العلم الإسرائيلي، ما اعتبره البعض إساءة للقضية الفلسطينية وليس مجرد اقتباس مقبول، ما اضطر الدار لسحب الوشاح ووقف بيعه تماماً دون التعليق، لا سيما أن الدار معروفة بحيادية موقفها السياسي.
وفي الشهر عينه، تقدمت وزارة الثقافة المكسيكية بطلب رسمي للعلامة التجارية «زارا» برد فوائد بيع أحد الفساتين ضمن تشكيلة الصيف إلى المكسيك، وزعمت أن زخارف الفستان مستوحاة من الثقافة المكسيكية وأن ثمة مجموعات إبداعية متخصصة في هذا الفن المكسيكي الذي يستغرق تنفيذه جهداً ووقتاً أحق من العلامة واتهمتها بالاستيلاء الثقافي.
وحسب منشور لـ«سي إن إن»، نشر في يونيو الجاري أيضاً، فإن علامة زارا أوضحت موقفها من خلال بيان أرسل لشبكة الأميركية، وأكدت على تقديرها للمكسيك وسكانها الأصليين، وأشارت العلامة إلى أن الأمر غير مقصود على الإطلاق، ولم تتخذ العلامة التجارية أي إجراء تجاه سحب الفستان من البيع الإلكتروني أو بالتجزئة.
وتعلق مصممة الأزياء المصرية فريدة تمراز، مؤسسة علامة «تمرازا»، وتقول : «الأصل في التصميم هو أن يطلق المصمم العنان لأفكاره لتسبح بين الثقافات ويقتني منها ما يحرك وجدانه».
وتستكمل: «بالطبع اقتباس فكرة من ثقافة أخرى يعني أنها راسخة ومؤثرة ما يعد احتراما وتقديرا وليس تشويهاً، لكن حرفية المصمم أن يحقق التوازن بين الإبداع والاقتباس، ومثلاً في 2016 قدمت مجموعة تصاميم في أسبوع نيويورك للموضة، جميعها مستوحاة من مصر القديمة، وحققت بالفعل نجاحاً مدوياً، وأعتقد أن السبب يعود إلى تحقيق التوازن بين استحضار الحضارة القديمة التي ألهمت العالم أجمع، وبين لمسة عصرية تضيف جديدا لهذا التاريخ، إن اختفت العصرية والتجدد بات ما نقدمه مجرد نسخ».
ويعرف الاستيلاء الثقافي بحسب متخصصين بأنه «اقتباس يشوبه التشويه»، ولذلك تعرضت دار غوتشي الإيطالية إلى تهمة الاستيلاء الثقافي عام 2018 حين قدمت عارضات أزياء اعتمدن ملحق «التربون» الذي ينتمي إلى ثقافة السيخ، وهو رمز ديني، ما أثار حفيظة أتباعها، وكذلك الدار الفرنسية «ديور» واجهت تهمة الاستيلاء الثقافي عام 2019 بعد حملة إعلانية لترويج عطر «سوفاج» المستوحى من ثقافة السكان الأميركيين الأصليين، لا سيما أن اسم العطر يعني «غير مُتمدّن».
وهنا تفرق المصممة المصرية بين الاستيلاء الثقافي والاقتباس وتقول: «ثمة فرق واضح بين الاستيلاء الثقافي وبين تكريم واستحضار ثقافة ما، قدمت من قبل تصاميم مستوحاة من البيضة الذهبية الروسية وأبحرت في قصتها لتقديمها بشكل لائق لا يثير حفيظة أحد».
وتمضي في القول: «شرط الاقتباس هو التقدير والاحترام، وكذلك الإشارة إلى حق المؤسسين الأصليين، دون ذلك هو استيلاء غير مقبول، بعض العلامات أو المصممين ربما تستوحي تصاميم بهدف التشويه، كذلك، قد يذهب بعض أبناء المهنة إلى الاقتباس دون دراسة وبحث دقيق للثقافة التي يعبر عنها، ومن ثم ينتهي الأمر بعمل أو تصميم مبتور ومشوّه يُسيء لأصحابه، ومن هنا ظهرت أزمات الاستيلاء الثقافي التي نتابعها كل عام».
الحديث عن التشويه يعيد إلى الأذهان عرضا كانت قد قدمته علامة فيكتوريا سيكريت في 2016 واستعانت بعارضات من ثقافات آسيوية متنوعة دون تقديم أي تصاميم تعبر عن هذا التنوع، ما اعتبره خبراء الموضة «نسخا أعمى ولفتة عنصرية».
ويعلق وليد خيري، أستاذ تصميم الأزياء بمركز التدريب المصري «كايرو ديزاين ديستريكت»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الاقتباس أمر مشروع وليس له حدود أو قيود، كل ما يتعرض له المصمم ويثير وجدانه وارد أن يظهر في خطوط تصاميمه، حتى القضايا السياسية يمكن أن تُثار من خلال تصميم، ورأيي أن تصميم الأزياء مثل الفن التشكيلي لا حدود له».
ويربط خيري أزمات الاستيلاء الثقافي بتعمد إنكار حق مصدر الإلهام، ويستشهد أستاذ التصميم قائلاً: «المصمم جون غاليانو، المدير الإبداعي السابق للدار الراقية (ديور) قدم في بداية الألفينيات واحدة من أجمل التصاميم المستوحاة من مصر الفرعونية، ومزج بين ملامح مصر القديمة وبين الخطوط العصرية في عرض وصف وقتها بالدراماتيكي، لكن إعجاب وتقدير غاليانو بالحضارة المصرية بدى واضحاً حتى وإن شابه بعض المغالاة والتعبير، وهنا هو الخط الفاصل بين الاقتباس الشرعي والاستيلاء الثقافي».
ويرى خيري كذلك أن «الادعاءات بالاستيلاء الثقافي يشوبها أحياناً تقييد لحرية المبدع» ويقول إن «استلهام تصاميم من ثقافة معينة يساعد على إبرازها في مناطق أخرى من العالم ما يعد دعاية سياحية للدول، لا سيما إذا كان ذلك لمصمم شهير أو علامة بارزة في العالم، ومن ثم لا داعي لأن يُقيد المصمم بإذن مسبق لاستخدام رموز ثقافية، ولا شك أن اقتباس عدد من المصممين العالميين خطوطا من الحضارة المصرية عزز مكانتها لدى شعوب ربما لم تكن تعرفها من قبل، فالتصميم هو فرصة لإعادة رواية التاريخ ما يُثري الحاضر بنفحات الحضارات والتاريخ، ومن ثم لا أرى أن يمكن اتهام مبدع بالاستيلاء ما دام لم يتعمد الإساءة».

أخبار تهمك أيضا

ماركة لويس فيتون الفرنسية تكشف عن حقائب جديدة بتصميمات ساحرة

لويس فيتون تتربع على عرش أزياء "الفانتزيا" بتصميماتها فى 2020

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتهامات لمصممي أزياء بالاستيلاء الثقافي تكشف أزمات الاقتباس اتهامات لمصممي أزياء بالاستيلاء الثقافي تكشف أزمات الاقتباس



GMT 07:57 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قطع مناسبة لإطلالات الحفلات من الملابس المتواجدة في خزانتك

GMT 10:26 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أثارت الجدل للنجوم والنجمات في 2021

GMT 15:18 2021 الخميس ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل إطلالات ياسمين صبري بالفساتين

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab