يعتبر أسبوع الموضة في دبي هو حدث سنوي يُعد من أبرز الفعاليات التي تجذب أنظار عشاق الموضة والمصممين من جميع أنحاء العالم، في اليوم الثاني من هذا الحدث المرموق، كانت الأضواء مسلطة على منصة العروض التي جمعت بين أسماء لامعة في عالم الأزياء من مختلف الثقافات والخلفيات.
شهد هذا اليوم عروضاً مميزة لمجموعة من المصممين الذين أبدعوا في تقديم تصاميم تعكس رؤى فنية متفردة، من العلامة الإسبانية Adolfo Domínguez إلى المصمم اللبناني إيهاب جريّس، شكلت هذه العروض تظاهرة فنية راقية تعبر عن التنوع والإبداع في عالم الموضة.
وكان عرض العلامة الإسبانية Adolfo Domínguez من أبرز لحظات اليوم الثاني لأسبوع دبي للموضة قدمت العلامة مجموعة IKIGAI لخريف وشتاء 2024-2025، التي استوحيت من الفلسفة اليابانية القديمة المعروفة بـ"الإيكيغاي"، والتي تعني "سبب الحياة" أو "الهدف من الوجود".
وتعكس هذه المجموعة التزام العلامة بتقديم تصاميم تتجاوز الزمن وتظل خالدة.وتميزت تصاميم Domínguez بالمزج المتقن بين التقاليد اليابانية واللمسات العصرية، من خلال استخدام الطبعات الجريئة، والأقمشة المجعدة، والقصات غير المتناسقة.
وقد جاءت الألوان متنوعة بين الحيادية والحيوية، مما أضاف للمجموعة طابعاً فريداً يجمع بين البساطة والتعقيد في آن واحد.وكما يعكس اهتمام العلامة بمفهوم الاستدامة، وهو ما ظهر جليًا في استخدام المواد الطبيعية والصديقة للبيئة في التصاميم.
ولم يكن المصمم اللبناني إيهاب جريّس Ihab Jiryis أقل إبداعًا في عرضه المثير لربيع وصيف 2025، حيث قدم مجموعة بعنوان "العروس العذراء".و المجموعة جاءت كرحلة فنية تجسد مراحل تطور العروس، بدءًا من الظلمة إلى الحرية.
واستوحيت المجموعة من فكرة العروس التي تبدأ رحلتها في الظلام، معبرة عن حالة من السجن أو القيود، ثم تنتقل تدريجيًا إلى حالة من التحرر والإنطلاق.
وافتتح جريّس العرض بفستان أسود يجسد بداية الرحلة، وهو الفستان المفضل لديه في المجموعة.
وكما استخدم المصمم ألوانًا مثل الأسود، والفضي، والزهري، والأخضر، لتعكس كل منها مرحلة معينة من هذه الرحلة الرمزية مع الأجنحة التي دخلت في تصاميم الفساتين كانت تعبيرًا عن الحرية والتحليق، مما أضاف بعدًا دراميًا وجماليًا لهذه الإطلالات. وكانت المجموعة مزيجًا من الفن والابتكار، مع تأكيد واضح على التزام جريّس بإعادة تعريف الفخامة وترسيخ مكانته كأحد الأسماء البارزة في عالم الأزياء الراقية.
وقدم Victor Weinsanto، المصمم الفرنسي المعروف، مجموعة Lady de Weinsanto التي عكست رؤيته المميزة في المزج بين الأناقة الباريسية والروح الشرق أوسطية. و المجموعة جاءت أنيقة وخالدة، حيث استخدم المصمم تقنيات إعادة التدوير في إنتاج التصاميم، مؤكدًا التزامه بالاستدامة، هذه الخطوة لم تكن مجرد التزام بيئي، بل كانت جزءًا من فلسفته في تقديم تصاميم تحترم البيئة، وتساهم في الحفاظ عليها.
وتميزت القطع بأناقتها البسيطة مع لمسات عصرية، جعلتها مثالية للمرأة التي تبحث عن التميز مع الحفاظ على روح الأصالة.
وقدمت علامة ITRH الهندية عرضًا لافتًا لمجموعة Natak، التي استوحت تصاميمها من روح المسرح الهندي الدرامي. العروض المسرحية الهندية، المعروفة بتعابيرها الجريئة وألوانها الزاهية، كانت مصدر الإلهام الرئيسي لهذه المجموعة، التي جمعت بين الجرأة والفخامة بأسلوب مسرحي مميز. وتميزت التصاميم بمزج الأسلوب المسرحي الهندي مع لمسات رومانية، مما أضفى على المجموعة طابعًا عالميًا يجمع بين الثقافات. أعادت العلامة تصوُّر التصاميم التقليدية الهندية مثل الساري والقفطان بلمسة عصرية، معتمدين على النسيج الفاخر والتطريزات المعقدة.
وكانت هذه المجموعة بمثابة دعوة للسفر عبر الزمن والثقافات، حيث يعبر كل تصميم عن قصة وحكاية تحمل في طياتها عبق التاريخ وروح الحداثة.
أما ختام اليوم الثاني فقد كان مع عرض مجموعة Designers & Us المستوحاة من المسرحية الشهيرة "Phantom of the Opera". استلهم المصممون تصاميمهم من الأجواء الكلاسيكية التي صاحبت الأوبرا في تلك الحقبة، حيث كانت النساء النبيلات والأميرات يشكلن رمزًا للأناقة والفخامة. وجاءت الفساتين بتصاميم ذكرتنا بأزياء الأميرات، حيث تميزت بالتفاصيل الدقيقة والأنيقة التي تجمع بين لمسة الماضي وموضة الحاضر.
وكانت هذه التصاميم بمثابة تحية للمرأة التي تعشق الفخامة والترف، دون أن تفقد حس الأناقة العصرية. انعكست في المجموعة أجواء الرومانسية والغموض التي اشتهرت بها "فانتوم الأوبرا"، مما جعلها مناسبة لكل امرأة ترغب في أن تعيش لحظة من السحر والرقي.
وفي ختام اليوم الثاني من أسبوع الموضة في دبي لربيع وصيف 2025، كانت الأضواء مسلطة على عارضة الأزياء التونسية ريم السعيدي، التي أضافت لمسة من الجمال والرقي إلى منصة العرض حينما ظهرت في ختام عرض المصممة اللبنانية ديما عياد. وريم السعيدي، التي اشتهرت بجمالها وأناقتها، نجحت في إضفاء سحر خاص على المجموعة التي قدمتها ديما عياد، والتي تميزت بتصاميمها الأنيقة والمبتكرة.
والمجموعة التي قدمتها ديما عياد كانت مزيجاً من الألوان الزاهية والخطوط العصرية التي تعكس روح الصيف والربيع، واستطاعت ريم السعيدي أن تجسد هذه الرؤية من خلال إطلالتها الساحرة التي لاقت إعجاباً واسعاً من الجمهور والحضور.
ولا يمكن الحديث عن أسبوع دبي للموضة دون التطرق إلى الدور الذي تلعبه دبي كعاصمة عالمية للموضة والإبداع.
والمدينة، التي أصبحت ملتقى للمصممين والمبدعين من جميع أنحاء العالم، استطاعت أن تبني سمعة قوية كمركز للأناقة والابتكار. وأسبوع الموضة ليس مجرد حدث عابر، بل هو منصة تعبر عن رؤية دبي الطموحة في تعزيز مكانتها كوجهة رئيسية لعشاق الموضة.
ويمثل أسبوع دبي للموضة فرصة ذهبية للمصممين لعرض إبداعاتهم والتفاعل مع جمهور عالمي. ومن خلال العروض التي تقام فيه، يتم تحديد اتجاهات الموضة المستقبلية، حيث يتمكن المصممون من تقديم رؤاهم وأفكارهم بأفضل صورة ممكنة.
والتأثير الإيجابي لأسبوع الموضة لا يقتصر على دبي فقط، بل يمتد ليشمل عواصم الموضة العالمية، مما يجعل دبي جزءًا لا يتجزأ من خارطة الموضة العالمية.
وما يميز أسبوع دبي للموضة هو التنوع الثقافي الذي يعكسه، هذا الحدث يجمع بين مصممين من مختلف الثقافات والخلفيات، مما يخلق توليفة فريدة من الإبداعات التي تلهم وتثير الإعجاب.
وكل عرض يقدم تجربة مختلفة ورؤية جديدة، مما يجعل أسبوع دبي للموضة حدثًا لا يُفوت لمحبي الموضة.
وتعد الاستدامة أحد المواضيع الرئيسية التي ركز عليها أسبوع دبي للموضة. العديد من المصممين الذين شاركوا في الحدث أكدوا التزامهم بإنتاج تصاميم صديقة للبيئة، مما يعكس تحولًا في صناعة الموضة نحو ممارسات أكثر استدامة. واستخدام المواد القابلة لإعادة التدوير، والاهتمام بالتفاصيل التي تقلل من الأثر البيئي، أصبح جزءًا لا يتجزأ من رؤية العديد من العلامات التجارية والمصممين.
وفي الختام، يمكن القول إن أسبوع دبي للموضة هو أكثر من مجرد عرض للأزياء، إنه نافذة تطل على المستقبل، حيث يتلاقى الإبداع مع الاستدامة، والتقاليد مع الحداثة، والثقافات المختلفة في احتفال عالمي بالموضة.
وهذا الحدث يمثل منصة تجمع بين أفضل ما في عالم الموضة، من إبداعات المصممين إلى توجهات المستقبل، مما يجعله أحد أهم الفعاليات التي تحدد ملامح الموضة العالمية. ومع كل دورة جديدة، يثبت أسبوع دبي للموضة أنه ليس فقط مناسبة لمتابعة آخر صيحات الموضة، بل هو أيضًا منصة للتعلم، والتبادل الثقافي، والابتكار، مما يجعله حدثًا لا يُنسى لكل من يشارك فيه.
أسبوع الموضة في دبي، الذي يُعد واحداً من أبرز الأحداث في عالم الموضة في المنطقة، شهد هذا العام مشاركة العديد من المصممين العالميين والعرب، إلا أن عرض ديما عياد كان من بين الأبرز بفضل تصاميمها الفريدة والحضور اللافت لريم السعيدي، مما جعل ختام العرض لحظة لا تُنسى في هذا الحدث البارز.
قد يُهمك ايضـــــًا :
أزياء الفرق العربية في أولمبياد باريس تجمع بين الأناقة والهوية الوطنية
دور الأزياء الراقية تتنافس لتصميم إطلالات مُميزة للفرق الأولمبية
أرسل تعليقك