لندن - العرب اليوم
غيير في المنظور. تُصوَّر الموضة في الاستديو وتُبتكر في المشغل، وإنّما الشارع هو المكان حيث تُبصر النور وتدبّ الحياة فيها، مُلتقيةً بعيوب الوجود، يوماً بعد يومٍ، مُشرقةً بالهويّة الفريدة لمُرتديها.يُعيد المدير الفني "بيرباولو بيتشولي" ترسيخ رموز "فالنتينو" Valentino باستمرار. في سعيه الدؤوب للحياة والحقيقة، والذي هو في الأساس الرغبة في ترسيخ التراث الغني في الوقت الراهن، يلتقي، وليس فقط بشكل رمزي، بالشارع، بإنسانيته المتنوعة والمُنصهرة.
يتجلّى المسار في جسدية الحركة: على منصّة العرض، تظهر الموضة التي يرتديها أشخاصاً بالمشي ذهاباً وإياباً بين الأزقّة وعلى الأرصفة. يتّضح انعكاس المعنى بشكل أكبر وأقوى ذلك لأنّ عناصر مصطلحات "فالنتينو" Valentino تُصبح أكثر وضوحًا. حتّى أنّ البعض منها يأتي، كما هو، من الأرشيف: أيقونيّات الدار التي أُعيد ابتكارها بدقّة فلسفيّة حاملةً اسم "أرشيف فالنتينو" Valentino Archive للسفر عبر الزمان والمكان، مُلتقيةً بجسديّة اليوم وطرق الوجود. هذه الملابس التي تشهد تغييرات تاريخيّة حيويّة - المعطف بنقشة الحيوان، الفستان الأبيض الذي ارتدته "ماريسا بيرينسون"، الفساتين الطويلة المُزيّنة بالأزهار المُصوّرة بعدسة "كريس فون وانغنهايم" - هي جزء من حياكة أسلوبيّة يُهيمن عليها السعي إلى إيجاد معنى جديد. أُعيد ابتكار القصّات بالأحجام والألوان الأكريليكيّة والنّابضة بالحياة؛ قطع مستوحاة من النشاط البدني تُعزّز جسديّة الجسم وحسّيّته، مُعبّرةً عنه بطريقة لافتة. إنّ أقمشة التفتا، رمز الأزياء الراقية، تُغسل وتُضرب وتُجرّد من طابعها الثمين لتتحوّل إلى سترات، معاطف "أنوراك"، قمصان كبيرة الحجم وسراويل برمودا قصيرة، مبرزةً التلاعب بالإضافات التي تعززها الألوان المُتباينة. يُشكّل الدنيم، الذي يتمّ ارتداؤه مع القمصان البيضاء الأنيقة، المُطرّزة، المُزيّنة والمُطعّمة بالتطريز الإنكليزي تكريماً آخرَ للأرشيف. أمّا نقشات الأزهار الضّخمة فتمتزج بشكل طبيعي، في حين إنّ التطريزات تنتقل من ملابس الليل إلى الألبسة الخارجية. إعادة الإرتباط بالشارع، يعني في النّهاية، مُلامسة الأرض: أي انتعال الجزمات أو صنادل "ڤالنتينو غارافاني رومِن ستاد"Valentino Garavani Roman Stud والصندال المزين بعلامة الثعبان المُعاد إصداره. مسمار واحد ضخم يُكمّل الحقائب ذات التصميم البسيط.في الرحلة عبر المكان والزمان، أمر واحد يظهر بوضوح: إنّ الهوية الشخصية هي التي تخلق اللمسة الجمالية وتطوّرها من خلال تجزئتها.
قـــــــــــد يهمــــــــــــــك ايضـــــــــــــــــــــــــــا
أرسل تعليقك