باريس ـ العرب اليوم
في خضم الأخبار السلبية الكثيرة التي تحاصرنا من كل صوب، والمخاوف من تفشي موجة جديدة من فيروس كورونا المستجد، هناك خبر سار تداولته أوساط الموضة العربية على وجه التحديد، ألا وهو اختيار اللبنانية ساندرا منصور لتكون أول مصممة عربية تسجل اسمها في تقليد تتبعه متاجر «إتش أند إم» منذ عام 2004 . بموجب هذا التقليد تتعاون الشركة السويدية مع مصممين كبار يُضفون عليها البريق ويحققون لها الربح. فقد سبق لها مثلاً التعاون مع الراحل كارل لاغرفيلد، وألبير ألبيز، وجيامباتيستا فالي، وستيلا ماكرتني، ودوناتيلا فيرساتشي، وإيزابيل مارون، وهلم جرا، محققة بذلك نجاحات تجارية كبيرة تشهد عليها الطوابير الطويلة والصراعات بالأيادي للحصول على قطعة واحدة جادت بها أنامل واحد من هؤلاء المصممين.
أوساط الموضة العربية سعيدة بهذا التعاون. فعدا أنه يعيد للمنطقة اعتبارها بصفتها سوقاً مهمة، فإن المصممة ساندرا منصور لها شعبية خاصة، نظراً لأسلوبها الراقي الذي يجمع الرومانسية بأناقة عصرية تضخ فيها دائماً عشقها للفن. أطلقت خطها في عام 2010، ومنذ ذلك الحين وهي وجه مألوف في معارض باريس. تدربها على يد إيلي صعب أثر على أسلوبها المفعم بالفخامة والتطريزات اليدوية الغنية التي تجمع فيها الشاعرية بخطوط قوية تعكس امرأة اليوم. أطلقت على تشكيلتها الخاصة بمتاجر «إتش أند إم»، والتي ستطرح في منطقة الشرق الأوسط ومنافذ محددة أخرى حول العالم في 6 من شهر أغسطس (آب) المقبل، عنوان «عباد الشمس»، مفسرة ذلك بأنها تُريدها أن تبعث على التفاؤل والأمل في وقت لا يدعو إلى التفاؤل، خصوصاً أنها باشرت في تصميمها في نهاية عام 2019 «مع اندلاع الجائحة وأحداث لبنان». رغم ألوانها الحيادية، تقول ساندرا، إنها استلهمتها من الفنانة الأرجنتينية اللبنانية الأصل، بيبي زغبي المعروفة بحبها لرسم ورد قريتها اللبنانية التي غادرتها وهي في عمر 16 من عمرها، لكنها ظلت تشم رائحتها مدى الحياة وتجسدها في لوحاتها.
في هذا الصدد، تشرح ساندرا منصور بأن حضور الفن في تصاميمها، يعود إلى رغبة دفينة في أن تكون أيضاً رسامة. عندما عادت من سويسرا إلى بيروت منذ نحو عشر سنوات، ودخلت ورشات المصمم إيلي صعب متدربة «اكتشفت أنه بإمكاني أن أجمع حبي للمجالين... أن أرسم الجمال بالأقمشة وألوانها». هذا المزج أثار إليها الكثير من الانتباه بصفتها واحدة من أهم المصممين الشباب في المنطقة؛ لهذا لم يكن اختيار الشركة السويدية غريباً، بل قوبل بالتهليل. السؤال المطروح حالياً رغم أن هذا التعاون يعيد الاعتبار إلى مصممي المنطقة العربية، هو مدى إذا كان التوقيت في صالحها؟ فتشكيلتها ستطرح في الأسواق والعالم يرزح تحت أزمة خانقة بسبب الخوف من تفشي موجة جديدة من فيروس كورونا المستجد، وما يتطلبه الأمر من تباعد اجتماعي يؤثر على متعة التسوق الفعلي بشكل كبير، فضلاً عن ذلك فإن محال «إتش أند إم» تعاني من تراجع كبير في مبيعاتها في الأشهر الأخيرة، وهناك أخبار بأنها ستُغلق ما لا يقل عن 170 محلاً من محالها حول العالم.
ورغم أن الشركة تُعول على السوق العربية، فإنه لا بد من الاعتراف بأن هذه التعاونات التي كانت تثير الكثير من الاهتمام والإقبال إلى حد أنها كانت تنفذ من الأسواق مباشرة، فقدت بعض بريقها في السنوات الأخيرة؛ وهو ما يجعل هذه التشكيلة تعتمد كلياً على اسم وقدرات مصممة عربية شابة.
قد يهمك ايضـــًا :
كارل لاغرفيلد يعلن عن تعاونه الأول مع "بوما"
كايا غربر وبيلا وجيجي حديد يظهرن بجرأة خلال عرض فيندي
أرسل تعليقك