المصممون اللبنانيون يخيطون ألمهم وأصوات الانفجار بالأمل
آخر تحديث GMT07:23:05
 العرب اليوم -
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

بين الغضب والإحباط من مستقبل غامض

المصممون اللبنانيون يخيطون ألمهم وأصوات الانفجار بالأمل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المصممون اللبنانيون يخيطون ألمهم وأصوات الانفجار بالأمل

الازياء
بيروت ـ العرب اليوم

لقد عشنا حرباً أهلية وتعرضنا لعدة غارات، لكن الانفجار الأخير في 4 أغسطس (آب) كان مختلفاً. فقد خرب في دقائق ما كانت الحرب تخربه في شهر»، هذا ما قاله معظم المصممين الذين تحدثنا إليهم بعد انفجار مرفأ بيروت. الحزن العميق الذي تستشفه بين السطور، لا تمحيه أو تخففه مكابرتهم وهم يرددون بأنه بالرغم من خسائرهم الجسيمة والدمار، هم أحسن من غيرهم لأنهم لا يزالون أحياء.المصمم الشاب أمين جريصاتي، نجى من الموت بأعجوبة. يقول: «دُمر بيتي ومشغلي تماماً في أربع دقائق، وما زلت أعيش الكابوس لحد الآن، ولا أستطيع أن أنسى صوت الانفجار وهو يدوي في أذني ما بين 6.01 و6.08 مساء. كان مخيفاً ولا يزال يُدمرني على عدة مستويات». أصيب أمين في رأسه ويده، وقضى ساعات طويلة متنقلاً من مستشفى إلى آخر بسبب الفوضى وكثرة المصابين وقلة الحيلة. في طريقه كان يقاوم ملوحة الدم وهو يسيل من رأسه ورؤية منظر الأشلاء المتناثرة في الطرقات. لا يستطيع أن يمحيها من ذاكرته إلى اليوم. لم تكن منطقة مار مايكل حيث يوجد مشغله المنطقة المتضررة الوحيدة. فتأثير الانفجار وصل إلى شوارع الموضة الأخرى. الواجهات التي كانت تستعرض أجمل الأزياء تحولت إلى خراب.في الظروف العادية وفي مثل هذه الحالات، فإن المتضررين عموماً يحصلون على تعويضات من شركات التأمين، لكن المسألة معقدة في لبنان. فنتيجة للانهيار الاقتصادي، لم تكن لأغلب المصممين الشباب تحديداً، الإمكانات لدفع رسوم التأمين، الأمر الذي يعني أن خساراتهم لن تُعوض. ومع ذلك، فإنهم لا يشعرون بالندم لعدم تأمينهم على أنفسهم، لأن تضخم العملة كان سيجعل التعويض رمزياً وغير متكافئ مع المبلغ الذي كان عليهم دفعه. الأمر لا يتعلق بالشباب فحتى المصممين الكبار من أمثال إيلي صعب، وزهير مراد وكيروز لم ينجوا من تأثير الصدمة. فهم أيضاً تعرضت منازلهم ومحلاتهم ومشاغلهم للدمار.

بالنسبة لزهير مراد، فإن الدمار الذي تعرض له مبناه لم يقتصر على الخسارة المادية حسبما قاله لموقع «بزنس أوف فاشن»: «لقد خسرت أيضاً ذكرياتي... لأني بنيت كل شيء طوبة طوبة وأشرفت على كل صغيرة وكبيرة بنفسي. كان حلمي أن أبني دار أزياء تحمل اسمي في مدينتي... في بلدي، لكن في ثانية واحدة تهدم كل شيء».ما تجدر الإشارة إليه أن صناعة الموضة في لبنان كانت تعاني حتى قبل انفجار يوم 4 أغسطس، بسبب «كوفيد - 19» عموماً وانهيار الاقتصاد اللبناني خصوصاً. لم تكن هناك حركة بيع تُذكر رغم أن الصيف كان يعتبر في الماضي الموسم الذي تشهد فيه المبيعات ارتفاعاً، كونه موسم الأعراس والأفراح. التضخم الاستهلاكي وانهيار العملة وصعوبة توفر السيولة، جعل الموضة تكتوي بغلاء الأسعار وأدى إلى عزوف المستهلك عنها. فإلى جانب أنه ليس هناك ما يُبرر أسعارها المتضخمة بالنسبة له، فإن الحياة المعيشية جعلته يلهث وراء أولويات أخرى رغم صعوبة الأمر بالنسة له بالنظر إلى أنه يعشق الجمال. فإلى عام 2017، كانت الموضة جزءاً من ثقافة البلد ومن صناعة الإبداع فيه، حيث كانت تقدر بـ1.5 مليار دولار. رقم قد لا يكون ضخماً مقارنة بالسوق السعودية أو الإماراتية مثلاً، لكن لا يستهان به بالنظر إلى حجم لبنان. ما كان يفتقده في المبيعات كان يعوض عنه بالابتكار. فقد تحول في السنوات الأخيرة إلى أهم عاصمة عربية في صناعة الأزياء والإكسسوارات والمجوهرات بفضل مجموعة من الشباب، الذين كلما تعقدت الأمور السياسية تفجرت طاقاتاهم الفنية. كان الأمر بالنسبة لهم تحدياً حتى إن لم تعد عليهم بالربح المادي. كان يكفيهم أن يتألق اسمهم عالمياً. الانفجار كان ضربة قاسية قد لا يتعافى منها بعضهم. يقول المصمم الشاب سليم عزام: «لقد كنا نعاني من أزمة خانقة قبل الانفجار. لم نكن نسجل أي مبيعات تُذكر على المستوى المحلي لأن الناس، وبكل بساطة، لم تكن تتسوق». لكن الوضع بالنسبة له تعقد أكثر حالياً، لأنه لا يوجد بصيص أمل في الأفق «فنحن لا نعرف ماذا سيحصل وتركيزنا الآن ينحصر على تجاوز هذه المحنة بأي شكل». الأمل بالنسبة للمصممين الشباب من أمثال سليم وروني الحلو وأمين جرايصاتي وأندريا وازن وقزي أند أسطا وغيرهم، ممن كانوا يشكلون حركة شبابية في مجال الأزياء والاكسسوارات، مُعلق على الدعم الخارجي، لأنهم فقدوا الأمل بالحلول المحلية. من قلب المستشفى في انتظار دوره لفحص ومعاينة جُرح رأسه، يقول لي أمين جريصاتي بغضب: «لقد مللت من حالتنا... ضحيت بكل شيء لكي أبقى في بلدي. كانت لدي عدة فُرص عمل مُغرية في الخارج، رفضتها دون تردد. أنا لم أُخل بوطني لكن وطني خذلني. كل ما أحتاجه أن أعيش حياة كريمة وعادية... لكن هذه ليست حياة». ويتابع: «بعد الحادث كان الكل يهنئنا بالسلامة، لأننا ما زلنا أحياء... لكن هل هذا هو الحق الوحيد الذي نتمتع به؟ أن نتنفس؟ نعم أحمد الله أني ما زلت على قيد الحياة، لكن هذا لا يكفي. لقد استثمرت كل شيء في وطني، بما في ذلك عواطفي، وما المقابل؟ لا شيء، فنحن لا نتمتع بأي حقوق إنسانية أو صحية أو معيشية. الآن لو أتيحت لي الفرصة لكي أركب طائرة وأهاجر، سأفعل من دون تردد». لكن بين الغضب والخوف والإحباط، لا تزال هناك شعلة من التحدي في البناء، لكن بنغمة مختلفة تعقد آمالها هذه المرة على الدعم الخارجي أولاً وأخيراً. «فالإبداع وحده لا يكفي إذا لم يخرج إلى العالم»، حسب قول المصمم روني حلو: «العديد منا لن يتمكنوا من الوقوف على أرجلهم بعد هذه الضربة من دون مساعدة». ويضيف: «يحز في نفسي أن أعترف بأنه ربما لن نستطيع أن نعود ثانية إذا لم نتلقَ أي دعم خارجي»، لكنه يعود ويكرر أن هذه هي الحقيقة التي على العديد من المصممين الشباب مواجهتها.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

مجلس الأزياء العربي يطلق مبادرة لمكافحة أزمة كوفيد - 19

الحضارة البربرية تلهم مصممة الازياء هيا خليفة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصممون اللبنانيون يخيطون ألمهم وأصوات الانفجار بالأمل المصممون اللبنانيون يخيطون ألمهم وأصوات الانفجار بالأمل



GMT 07:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق تذاكر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025

GMT 06:48 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ملابس الفرو الفاخرة لإطلالة فريدة ودافئة في فصل الشتاء

GMT 08:19 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات أنيقة وعصرية تناسب شهر نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 العرب اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab