الساري زي هندي يحمل على عاتقه تاريخًا مثقلًا من أسرار الأمهات
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

يعود إلى الألفية الأولى ويعكس أبرز الاختلافات الدينية والإقليمية

"الساري" زي هندي يحمل على عاتقه تاريخًا مثقلًا من أسرار الأمهات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الساري" زي هندي يحمل على عاتقه تاريخًا مثقلًا من أسرار الأمهات

الكاتبة البريطانية من أصل هندي شاهيدا باري
لندن ـ كاتيا حداد

كشفت الكاتبة البريطانية من أصل هندي، شاهيدا باري، عن علاقتها مع الزي النسائي الهندي، المعروف بـ"الساري" الذي تعتقد بأنه لا يتمتع فقط بعامل الإبهار من الناحية الشكلية، بل يتمتع بوزنه في التاريخ الإنساني منذ الألفية الأولى.

وأوضحت باري أنَّ "الساري" كناية تعبر عن المنشأ والأصل وأيضًا البلد الأم، كما أنه يعكس الاختلافات الدينية والإقليمية، ويسرد قصص النساء اللواتي يرتدينه.

وأكدت أنَّ زي الساري احتل مكانًا واسعًا في كتابات الأدباء، مثل رواية "آيات شيطانية" للكاتب البريطاني من أصل هندي سليمان رشدي، حيث تبدو بطلة الرواية، نسرين شامشاوالا، وهي ترتدي زي الساري ذات الألوان الصارخة، ويمتلئ بالأشكال المهووسة، من الحرير باللون الليموني المزين بالألماس، على أرض تمتد عليه قبلات أحمر الشفاه الصارخة المطبوعة.

وتتذكر باري، والدتها وهي ترتدي زي الساري، في صورة فوتوغرافيا التقطت في بنغلاديش في السبعينات من القرن الماضي، بينما كانت تهاجر إلى بريطانيا مع أشقائها الذين كانوا يعانون من تقوس في القدم، وهما يرتديان قمصان السبعينات المنقطة ذات الألوان الفاقعة، والسراويل ذات قصات القدم الواسعة وحقائب اليد، بينما التزمت والدتها الرشيقة الهادئة بزي الساري من الحرير من الذي تميز بطباعة النباتات ذات الألوان الصارخة، المستوحاة من لوحات الفنان هنري روسو، ويبتعد هذا الزي تمامًا عن ضواحي الحياة الإنجليزية التي نشأت فيها باري.

وأبرزت أنها كانت تحاول دائمًا موازنة الفرق بين الثقافتين، أثناء بحثها لتقديم فيلمها الوثائقي بعنوان "ساري أمي" على القناة الإذاعية "Radio 4" البريطانية.

وكانت تتجول بين المحلات الأسيوية في شرق لندن التي كانت تبيع الأقمشة التي تنسج منها الساري مثل الحرير والشيفون، وقماش الأورغانزا اللامع، كما كنت تبحث وسط الثياب الذهبية الهندية العتيقة في محلات "V & A"، وعندها اكتشفت أن الساري زي له تاريخه، وتتنوع أقمشته الأنيقة البراقة بشكل غير محدود.

الساري زي هندي يحمل على عاتقه تاريخًا مثقلًا من أسرار الأمهات

ويعتبر الساري زيًا يحمل معاني متناقضة، فمن ناحية يمكن أن يكون بسيط بشكل مدهش، وهو يمتد على شكل شريط طويل بين خمسة وتسعة أمتار، من القماش غير المخاط يمكن لفه بعدة أساليب، ومن ناحية أخرى يمكن تصميمه بطريقة معقدة في أكثر من 80 طريقة مختلفة، وغالبًا ما يعكس الاختلافات الدينية والإقليمية للنساء اللواتي يرتدينه، من باكستان إلى التبت منذ الألفية الأولى.

ويُعد "الساري" زيًا يبدو مدنيًا، يعكس التاريخ السياسي والاجتماعي أخيرًا، الذي يتجسد في طريقة نسجه يدويًا من قبل القوميين الهنود، كما يحمل على عاتقه تاريخًا طويلًا، وفقًا لما تقوله النساء اللائي يرتدينه.

وتتناقض المكانة الكبيرة لـ"الساري" في التاريخ، مع الطرق المظلمة  في التفكير والمفاهيم الخاطئة عن ربط نساء جنوب آسيا بتصنيع الملابس، وكان آخرها كارثة مصنع "رانا بلازا" للنسيج في بنغلاديش، الذي انهار منذ عامين وأسفر عن مقتل وإصابة المئات.

واستطردت: "الساري هو زي يعكس تاريخنا واهتماماتنا، فهو ليس فقط زيًا يلف الجسم؛ ولكنه يعبر عن كناية تحمل سر أمهاتنا، التي أنجبتنا إلى هذه الدنيا، فهو يعبر عن علاقات أبدية، وخلفيات نأتي منها".
       

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الساري زي هندي يحمل على عاتقه تاريخًا مثقلًا من أسرار الأمهات الساري زي هندي يحمل على عاتقه تاريخًا مثقلًا من أسرار الأمهات



GMT 06:45 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لنجمات خرجن عن المألوف في مهرجان البحر الأحمر

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز صيحات فساتين الحفلات لتتألقي في أمسيات موسم الأعياد

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 14:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق تنسيق الحجاب مع الفستان لإطلالة مثالية

GMT 14:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات فساتين الزفاف الراقية بأكمام التل

GMT 20:37 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتنسيق اللون البني خلال فصل الشتاء بطرق عصرية

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab