يعتبر المركز التخصصي لأمراض الغدد والصم والسكري في العمارة مركز محافظة ميسان العراقية من المراكز المهمة في البلاد حيث يقدم خدماته الصحية المجانية لجميع مرضى السكري في العراق، وتشير الاحصائيات الى ان عدد المصابين بمرض السكري في العالم سجل ارتفاعًا كبيرًا جدًا خلال العقود الاخيرة اذ وصل الى نحو 150مليون انسان ومن المتوقع ان يرتفع الى 330مليون مصاب بمرض السكري حتى عام 2025.
كما أن مرض السكري هو السبب الاكثر شيوعًا لفقدان البصر للبالغين غير المسنين ممن هم في سن العمل وسبب للإعاقات الجسدية نتيجة بتر الاطراف والاصابة بالقصور الكلوي وأمراض القلب بالإضافة الى حدوث مضاعفات بعيدة المدى على كافة الاعصاب والشرايين المزودة لأنسجة الجسم.
*خدمات تخصصية متكاملة
وذكر مدير المركز التخصصي لأمراض الغدد الصم والسكري ان المركز يستقبل حوالي 1180 مراجعًا شهريًا تقدم لهم خدمات تشخيصية وعلاجية متكاملة.
وذكر مدير المركز الدكتور خضير هزبر في تصريح لـ" العرب اليوم " أن المركز التخصصي لأمراض الغدد الصم والسكري من المراكز المهمة في المحافظة لكونه يخدم شريحة كبيرة في المجتمع والتي تعاني من ارتفاع السكري والذي اخذ بالانتشار سريعا على مستوى العالم.
وتابع إن الخدمات التي تعطى في المركز تعتبر مقبولة مقارنة بالخدمات التي تعطى للمرضى في الدول المجاورة على الرغم من بعض معوقات العمل والتي ممكن تلافيها مستقبلا بعد اقرار الموازنة"، مشيرًا الى انه تم تقسيم الاطباء الموجودين في المركز على ايام الاسبوع من اجل تقديم خدمة جيدة للمواطن الميساني.
وأوضح الدكتور جبار جاسم عطية، ان مرض السكري اخذ اهتمام العالم بأجمعه لأن المصاب به إذا لم يعالج بشكل مبكر، وبالعلاج الصحيح لمنع مضاعفاته قد يتحول الى شخص غير مؤهل لأداء عمله اليومي والتمكن من العيش بشكل طبيعي.
وأشار الى انه يعد "السبب الاول للعمى وعجز الكليتين في العالم والسبب الثاني للبتر غير المسبب بحادث والسبب الأساسي للإصابة بأمراض القلب".
وأوضح ان "مرض السكري يحول الشخص الى شخص غير منتج وعالة على المجتمع إذا تحول الى شخص اعمى او قليل البصر او مبتور القدمين او حينما يحتاج الى تداخلات قسطارية او تبديل شرايين القلب وزرع كلى مما يشكل عبئا اقتصاديا من جهة اخرى".
وأردف "ان خطورة الموضوع تكمن في ان وزارة "الصحة" اجرت عام 2008 احصائية اكدت ان10.4% من الشعب العراقي مصاب بداء السكري، مضيفًا "من خلال التجربة وعملنا في هذا الميدان نعتقد ان النسبة أكثر ارتفاعا وقد تزيد عن 15% كما ثبت عالميا اذ ان كل ثلاث حالات مشخصة مقابلها حالة واحدة غير مشخصة".
ونوه الدكتور جبار عطية "أن صحة ذي قار ارتأت افتتاح مركز امراض السكري والغدد الصماء التخصصي في عام2008 والذي يعتمد في عمله على نظام الاحالة من المستشفيات وعيادات الاطباء الاختصاص ويضم عدد من الاطباء الاستشاريين والاخصائيين من ضمنهم استشاريين في طب الاطفال والجراحة العامة لمعالجة الامراض المرتبطة بمرض السكري والغدد الصماء حيث يقدم المركز خدماته لمرضى السكر طيلة ايام الاسبوع في حين تستقبل وحدة الغدد مرضاها يومي الثلاثاء والخميس ويكون الاحد والثلاثاء والخميس موعدا لاستقبال مرضى هرمون النمو".
ونظرًا لتزايد اعداد المراجعين لفت الدكتور عطية إلى أن هناك توسعة مرتقبة لضم 1600متر مربع لمساحة المركز للحاجة الماسة لإضافة اقسام جديدة كالأسنان والعيون والعمليات الصغيرة لتلبية احتياجات المستفيدين من الخدمة، مضيفًا "أنها ستحتوي على قاعة لإنقاص الوزن ليتحول المركز عندئذ الى مركز نموذجي يوازي المراكز العالمية المتخصصة بهذا الشأن، إضافة الى كونه الان يعد أحد المراكز البحثية وقبلة لطلبة الماجستير والدكتوراه والمهتمين بهذا الشأن".
هذا ما أكده الدكتور علي السعيدي اختصاص الباطنية في المركز حينما توجهنا اليه بالسؤال نحو أهم اعراض مرض السكري فذكر أن "هناك ثلاثة انواع من الاصابة بمرض السكري لكل منها اعراضه اولها سكري الاطفال والذي قد يبدا بعمر صغير جدًا من عامين الى خمسة أعوام وهنا يقوم الجهاز المناعي خلاله بمهاجمة وإتلاف الخلايا المسؤولة عن افراز الانسولين في البنكرياس مما يؤدي الى تحطمها وتقليل مادة الانسولين لأسباب غير معروفة او قد يكون نتيجة صدمة او التهاب معين يساعد على الاصابة به، وهناك سكري البالغين وهو الاكثر شيوعا ويمكن ان يظهر في اي سن وعلى الارجح ما تكون اسبابه وراثية و تزداد خطورته لدى الاشخاص الذين يعاني احد والديهم او اخوتهم من مرض السكري ومدعومة بعوامل خارجية ابرزها السمنة او قلة الحركة او الممارسات الخاطئة مثل نوعية الاكل وسببه الأساسي عدم استقبال الخلايا المحيطية مثل الخلايا العضلية والشحمية لمادة الانسولين ويعطى المصاب به علاجات لتحفيز هذه الخلايا لاستقبال الانسولين لتقليل المضاعفات ولكن بمرور الوقت ايضا قد يحتاج الى الانسولين".
ولتسليط الضوء على سكري الاطفال التقينا بالدكتور نعمة التميمي اختصاص اطفال والذي اوضح بان سكري الاطفال يشكل حوالي 10-15% من مجموع مرضى السكري وهي تشكل زيادة ملحوظة في اعداد الاطفال المصابين بداء السكري المزمن وتلك الاصابة عادة ما تشكل للأهالي صدمة تجعلهم يلجؤون الى من يبتز اموالهم كأطباء الاعشاب ومحلات العطارة والتداوي بالأعشاب وهؤلاء اشخاص غير مؤهلين لمعالجة السكر وقد حذرت الجمعية الامريكية لداء السكر من استعمال هذه العلاجات لعدم ثبوت فاعليتها وامانها. مهيبا بالجهات ذات العلاقة الى حماية المجتمع من عمليات الابتزاز تلك.
وأشادت المواطنة ع.أ (مواليد 1983) احدى المراجعات من ذوي الاصابة بداء السكر والتي تراجع منذ ستة أعوام وبشكل دوري كل ثلاثة أشهر بطريقة تنظيم سير العمل في المركز والالية المتبعة في استقبال المراجعين و اجراء الفحوصات وصرف العلاج وتوفيره قدر الامكان حيث انها تعتمد في علاجها على اقلام الانسولين.
أرسل تعليقك