كشفت دراسة معدة حديثًا أنَّ غالبية من يقدمون على إجراء عمليات التجميل يكون ذلك بهدف تجميل مظهرهم، موضحة أنَّ هذه العمليات تحسن تفكير الأفراد الذين يلجؤون إليها أيضًا، خصوصًا أنَّهم يسعون إلى الحصول على وجه شاب وجميل.
وأكدت الدراسة الأميركية أنَّ الأشخاص الذين يخضعون لإجراء الجراحة التجميلية بعد اتخاذ إجراءات خاصة مع حالاتهم؛ اتضح أنَّهم أصبحوا يتمتعون بسمات معروفة مثل جدارة الثقة, والجاذبية والمهارات المجتمعية.
وقارنت بين اعتقاد البعض في شخصية المرأة ومظهرها قبل إجراء بعض العمليات الجراحية مثل شد الوجه أو رفع الحاجب أو شد الرقبة، وكانت النتائج مهمة ومفيدة للغاية بحسب الباحثين، إذ أنَّ مظهر الوجه يعد أمرًا راسخًا فيما يخص التطور البشري، خصوصًا بعدما رجحت دراسات سابقة أنَّ الحكم على مظهر الأشخاص يتلخص في البقاء على قيد الحياة.
وصرَّح الأستاذ في كلية الطب جامعة جورج واشنطن مايكل ريالي، بأنَّ "غرائزنا الحيوانية تدفعنا لتجنب الاختلاط بالمرضى، فضلا عن أنَّ دراسات سالفة شدَّدت على حقيقة كون السمات الشخصية نابعة من التعبيرات والتصرفات المحايدة للأفراد".
وتضمن البحث أيضًا التقاط صور لحوالي 30 امرأة من البيض قبل وبعد إجراء عمليات التجميل، فضلًا عن الاستماع إلى تقييم و آراء 170 شخصًا طٌلب منهم إعطاء معدل لتصورهم حيال مدى جاذبية هؤلاء النساء وأنوثتهم قبل وبعد الخضوع للعمليات، مع تحديد سماتهم الشخصية مثل البهجة، والإعجاب، والمهارات الاجتماعية، والخوض في غمار المخاطر، والعدوانية, والجدارة بالثقة.
ولم يكن أي من المتطلعين على الصور على علم بأنَّ النساء خضعن لعمليات جراحية تجميلية؛ لكن المتطوعين أكدوا أنَّ معدلات التحسن أخذت في الارتفاع فيما يتعلق بسمات الإعجاب، والمهارات الاجتماعية , والأنوثة و الجاذبية، فضلًا عن ظهور سمات أخرى مثل القابلية نحو الجدارة بالثقة.
وأوضح الأستاذ ريالي أنَّ عملية شد الحاجب الأيسر تؤدي إلى الحصول على تصورات وآراء ايجابية أكثر منها سلبية، إذ أنَّ هذه العملية تٌجرى فقط من أجل إزالة الأكياس الواقعة تحت الجلد، ما يجعل الأعين تظهر أكثر انتفاخًا أو حتى من أجل إخفاء التجاعيد، ومن شأن ذلك أن يساعد علي تغيير المظهر الحزين اليائس إلى مظهر مبتهج وسعيد.
وأضاف "من الممكن أن يسهم ذلك في تفسير السبب وراء تحول من خضعوا لعملية شد الحاجب الأيسر إلى مظهر أكثر جاذبية وأنوثة فضلًا عن اكتساب المزيد من السمات مثل الجدارة بالثقة".
ولم يتوصل الباحثون إلى عوامل إحصائية من شأنها أن تدفع البعض إلى اعتبار هذه المظاهر أقل تفضيلًا ومع ذلك، تم تصنيف بعض المرضى بسمات مغايرة منها العدوانية والمخاطرة بعد إجراء الجراحة.
وانتهى الطبيب ريالي إلى أنَّ "البعض قد يجسدون الصور السلبية؛ لكن الخاضعين للجراحة يختارون الظهور بهذا المظهر, فالتقييم والعلاج الخاص بتجديد شباب الوجه الشامل للمريض يتطلب فهم التغيرات في تصور هذا الشخص التي من المحتمل أن تسببها الجراحة والتي هي أبعد من مجرد التفكير في السمات التقليدية من العمر والجاذبية, فكلما اكتسبنا خبرات ضخمة فيما يخص التقييم, كلما تمكنا من تحسين نتائج جراحات المرضى".
يُذكر أنَّ هذه الدراسة نٌشرت في مجلة "غاما" لجراحات الوجه التجميلية.
أرسل تعليقك