طالب عدد من الأطباء الأميركيون بأنَّ تحمل عبوات المشروبات الغازية التي تحوي مكونات سكرية، علامات تحذيرية مثلها مثل عبوات السجائر؛ في محاولة تستهدف الحفاظ على الصحة من الآثار السلبية والمخاطر التي تسبّبها تداعيات مرض السكري.
هذا ويُعدّ مرض السكري من أكثر الأمراض انتشارًا في العالم بين مختلف الفئات العُمرية، وتسعى العديد من منظمات المجتمع الدولي والجمعيات المدنية إلى مكافحة انتشاره بشتى الطرق.
وقدّم عضو البرلمان والنائب عن مدينة نيويورك كريم كامرا، مسودة بمشروع قانون يطالب فيها بوضع ملصقات صحية تحذيرية على عبوات بعض المشروبات التي تحتوي على كميات مضافة من السكر.
وتأتي هذه المحاولة بعد أنَّ أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة خفض الاستهلاك اليومي من السكر من 50% إلى 25 %، أي ما يعادل من 10 إلى خمسة مكعبات من السكر يوميًا.
وتحتوي العبوة العادية من المشروبات الغازية على حوالي 35 غرامًا من السكر ومن شأن تناولها وحدها أنَّ يزيد من نسب السكر ليجاوز النسب الموصّى بها.
من ناحيته، أشار كامرا إلى أنَّ "حجم التحذير لابد وأنَّ يتماشى مع حجم المشروبات، فلا يمكننا أنَّ نغض الطرف عن الأمر ونتظاهر بأنَّ المشروبات التي تحتوي على سكر مضاف لا تضر بصحة متناوليها، نحن نعاني من كارثة صحية عامة كنتيجة مباشرة للاستهلاك العالي من السكر، لقد كان بحثنا واضحًا للغاية: الكثير من السكر يتسبب في العديد من الأزمات الصحية والأمراض مثل السمنة ومرض السكري".
من ناحيته، تابع نائب بروكلين المحسوب على الحزب الديمقراطي: "نحن ملتزمون بقيم أخلاقية وهي أنَّ ننشر الوعي بين الناس حتى يتمكنوا من الاحتكام إلى خيارات صحية سليمة، لابد لنا أنَّ نقرأ تحذيرات صحية مثل: تناول مشروبات تحتوي على سكر مضاف تسهم في الإصابة بأمراض مثل السمنة، والسكري، وتسوس الأسنان".
وانضم كامارا إلى ممثلي جمعية القلب الأميركية، والجمعية الأميركية للسكري ومركز العلوم في المصلحة العامة.
وخلٌصت عدد من الأبحاث السابقة إلى أنَّ تناول المشروبات السكرية يعد أحد أهم المسبِّبات للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، ولاسيما لدى الأطفال.
ولفت كامارا إلى أنَّ الهدف من وراء المطالبة بوضع هذه الملصقات التحذيرية على عبوات المشروبات، هو نشر الوعي العام لاستهلاك أقل كميات ممكنة من تلك المشروبات.
كما ربط بين هدفهم الخاص وبين تلك الحملات الصحية التي كافحت من أجل وضع ملصقات مماثلة على عبوات السجائر، موضحًا: "كل ما نسعى إليه هو تشريع حقيقي، لسنا بصدد محاربة صناعات محددة، نحن نقدم على فعل كل ما هو صحي ومفيد لصحة الأطفال والكبار في مجتمعنا".
وحثّ الشركات المصنعة لتلك المشروبات الغازية أنَّ تدعم مسودة القانون؛ بعد أنَّ أنفقوا 13 مليون دولار أميركي في ولاية نيويورك خلال العام 2010 لمعارضة مقترح بفرض ضريبة على كل قرش أو نصف قرش تمّ شراء مشروبات سكرية به.
وفي السياق ذاته، أكدت عضو البرلمان ورئيس لجنة حماية شؤون المستهلك، جيفري دينويتس، أنَّ "العديد من الدراسات البحثية ساهمت في خلق نوع من الصلة المباشرة بين استهلاك السكر، عن طريق المشروبات السكرية، وزيادة مخاطر الإصابة بمرض السمنة، والسكري، وأمراض أخرى منتشرة في نيويورك، وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، ما تسبب في آلاف من حالات الوفاة وإنفاق مليارات الدولارات على الرعاية الصحية من صافي حجم الإنفاق السنوي".
واستكملت: "لابد لنا أنَّ نفعل كل ما بوسعنا لتوعية عامة الشعب من مثل هذه المخاطر التي من الممكن أنَّ يتكبدونها نتيجة الاستهلاك الزائد للسكر".
وانتهت استشاري التغذية بأنَّ "مثل هذه الملصقات التحذيرية تعد إحدى الطرق الذكية لتوعية المستهلكين بالآثار السلبية التي تتسبب فيها مشروباتهم الغازية المفضلة".
غير أنَّ الجمعية الأميركية للمشروبات رجّحت أنَّ مثل هذه الملصقات "لن تغير شيء من سلوك المستهلكين، وإذا ما كانت هناك نية لمكافحة السمنة لابد من البدء بالتوعية وليس القوانين والقواعد".
أرسل تعليقك