لا تمنحي طفلَكِ كلَّ شيء وشجّعيه للاعتماد على نفسه
آخر تحديث GMT07:42:10
 العرب اليوم -

الدلال الزائد يفسد الأطفال ويضعف شخصياتهم

لا تمنحي طفلَكِ كلَّ شيء وشجّعيه للاعتماد على نفسه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - لا تمنحي طفلَكِ كلَّ شيء وشجّعيه للاعتماد على نفسه

الدراجة الهوائية
واشنطن - رولا عيسى

لا أريد لطفلي أن يتعلّم مهارات القيادة السيئة، من صغره أريده أن يعتمد على نفسه لا على العجلات المساعدة للدراجة الهوائية، فهي تعطيه إحساسًا خاطئًا بالثبات والأمان وتشجّعه على الاستعانة دائمًا بالغير.

كنت في السادسة من عمري، أذكر جيدًا عندما نظرت إلى جدائل شعري، وأدركت أنَّ أبي لم يعد يمسك دراجتي ويسندها، كانت المرة الأولى التي أقود فيها الدراجة من دون مساعدة أي أحد، كنت سعيدة جدًا وفخورة لأنني أشبه أختي التي تكبرني وأستطيع قيادة دراجتي دون مساعدة.

كانت لحظة ممتعة، لم تفارق ذاكرتي، وقد يبدو غريبًا أنني اخترت لطفلي عدم المرور بتلك اللحظة، لحظة الشعور بمتعة الاستقلال والاعتماد على النفس، بعدم وجود عجلات مساعدة والقيادة الحرة، تتساءلون لماذا قمت بهذا الفعل؟ لأنَّه لن يركب دراجة ذات عجلات مساعدة!

مع معرفتي أنَّه قد يشعر بالتوتر في ساحة اللعب وسيبحث عن دراجة ذات عجلات مساعدة، ربما أستطيع أن أكون للحظات سعيدة، وعلى صور ظريفة أضعها على موقع الـ"فيسبوك"؛ لكنني ما زلت أتعلم على كل مستوى من مستويات الأمومة، وهذا الأمر لا يتعلق بي فقط ولا يتعلق بالآن أو بالغد ولكنه يتعلق باختيار من أجل مستقبل أفضل.

الآن يركب طفلي دراجة دون محركات سرعة ولكنها ذات إطارات عريضة مملوء بالهواء المضغوط ومكبح واحد فقط، وقبل أن تعتقد أنها دراجة من  طراز جديد تم اختراعها في العقد الماضي لإقناع الآباء الأثرياء بدفع مبالغ إضافية، ربما تريد أن تنظر إلى الآلة المحركة "بارون كارل فون داريس" التي تم اختراعها عام 1817، والغريب أنَّ بشارة صناعة  الدراجات الحديثة كانت أساسًا دراجات توازن مخصصة للبالغين.

ربما يتصور بعض الآباء أنني أعيق طفلي، والبعض يتساءل متى سيحصل طفلي على دراجة ذات محركات سرعة ؟، وكوني أعمل في مجال قيادة الدراجات، فإنني بالطبع أريد أن يصبح طفلي محبًا لركوب الدراجات مثلي تمامًا، ولكنني لا أريد أن أصبح أمًا دافعة لطفلها لشيء يكره فعله.

فهو يرى ركوب والديه للدراجات، وقد جال معي طويلًا عبر مقعده الخلفي للدراجة منذ أن كان طفلًا صغيرًا، فمن الطبيعي أن يريد هو الآن دراجة خاصة به، والسبب الصريح لعدم شرائي دراجة رخيصة الثمن ذات عجلات مساعدة هو أنني لا أريد أن يتعلم طفلي مهارات القيادة السيئة في هذا السن المبكر.

فالعجلات المساعدة في رأيي، وهذا أيضًا رأي معظم معلمين القيادة، يمكن أن يعطي إحساسًا خاطئًا بالثبات والأمان وتشجيع الاعتماد على الغير، وكذلك الاعتقاد بأنَّ الطفل يمكن أن يقود بأقصى سرعة ممكنة ثم يتمسك بمكابح اليد بقوة وبهذا سيكون كل شيء على ما يرام، ولكن إذا كانت الأرض بها نتوء بسيط لن يمر الأمر بسلام، وأعلم أيضًا أنه إذا تعوَّد القيادة بواسطة عجلات مساعدة سوف أضطر إلى تعليمه مهارة الاتزان فيما بعد ولكنني أفضل تعليمه تلك المهارة من الآن.

العجلات المتوازنة تعلم الطفل أنَّ الثبات والتمركز هو الذي يحرك الدراجة وأنَّ وجود المكابح اليدوية تساعد على ذلك، وهى تشجع الطفل أيضًا على التفكير في قيادة الدراجة وكيف أنَّ حركته وتوازنه يؤثر على الدراجة، وأخيرًا هذه المهارة سوف تصبح غريزة عند طفلي فأنا أعلم جيدًا فقط في قيادة تسلق الجبال، وأنا أكافح كثيرًا لكي أتذكر كيف أقود على النحو الصحيح.

العجلات المتوازنة ليست فائقة السرعة ولكنَّها متعة في حد ذاتها، وتعتمد على نفس مبادئ لوح تزحلق الأطفال، وبعد بضع رحلات إلى ساحة اللعب تقدَّم طفلي من مجرد المشي بالدراجة والعبث بجرسها إلى مجرد الجلوس على مقعد الدراجة حتى يمكنه الانطلاق على طول الساحل، وكلما زادت ثقته بنفسه يرفع كلتا قدميه في الهواء ويضعها فقط في حالة وجود منحدرات طفيفة.

والآن أصبح يحب القيادة بأسرع سرعة ممكنة دون الخوف من الوقوع، ونعمل نحن الآن على كبح سرعته وتهوره، وبمجرد تعلمه وحصوله على مزيد من التمرين في استعمال المكابح والتوقف في الوقت المناسب سيكون الوقت سانحًا لتعلمه قيادة دراجات ذات محرك سرعات وبهذا نكون قد تخلصنا من مرحلة استخدام عجلات مساعدة من عدمه.

ربما يكون تعليم الأطفال كيفية قيادة الدراجة شيء مجهد، ولكن تقسيم هذه الخطوة إلى خطوات صغيرة يؤدي إلى تطور في مهارات الطفل، وذلك بتعلم شيء واحد صغير كل فترة محددة، ولا ينبغي أن يكون الهدف هو تعليمهم القيادة بمفردهم  في أسرع وقت ممكن فقط، ولكن ينبغي أن يكون الهدف هو الحصول على المتعة وتعلم قيادة الدراجة بكفاءة.

وإذا كنت تفكر بشراء درجة توازن للأطفال، اشتري واحدة خفيفة، لأنك ستضطر إلى حملها للبيت بعد نوبة غضب من طفلك الصغير. وتأكد أنَّ طفلك يمكنه استعمال مقبض المكابح لأنَّ المعظم غير مصمم لاستعمال الأطفال الصغار، وبذلك تكون المكابح عديمة الفائدة.

وإذا كان طفلك لديه الثقة بنفسه ويلهو ويلعب بجرأة  في سن الثانية، فإنَّه سيستطيع لاحقا تعلم دراجة التوازن، وإذا أردت شراء دراجة، اختر ذات الحجم المناسب وذات الكفاءة العالية والتي يمكن أن تمرر إلى الجيل الذي يليه أو أن تباع بمبلغ يصل إلى 60% من سعرها الأصلي، فالدراجة رخيصة الثمن ذات الإطارات المليئة بالفووم سوف ينتهي بها الحال إلى باحة المهملات.

ومن أجل صحة وسلامة أطفالنا ولأنَّ طرقنا مكتظة فإنَّ شيء واحد الأكيد وهو: المملكة المتحدة تحتاج إلى تعليم أطفالها مهارة القيادة، وكلما تعلموا هذه المهارة مبكرًا كلما زادت ثقتهم وإحساسهم بالأمان في المستقبل.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تمنحي طفلَكِ كلَّ شيء وشجّعيه للاعتماد على نفسه لا تمنحي طفلَكِ كلَّ شيء وشجّعيه للاعتماد على نفسه



GMT 23:52 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول فيتامين د والكالسيوم يعرضان كبار السن لحصاوى الكلى

GMT 20:45 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أنيميا نقص الحديد ترتبط بسوء التغذية والعادات الخاطئة

GMT 19:47 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مضادات الاكتئاب قد تُثبت فعاليتها في إبطاء "ألزهايمر"

GMT 19:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجبات السريعة ترفع نسبة الإصابة بالاكتئاب إلى 40%

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:14 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيلينسكي يرى أن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب
 العرب اليوم - زيلينسكي يرى أن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab