مؤشرات إقدام المراهقين والشباب على إيذاء أنفسهم وأهم السبل للوقاية من الاكتئاب
آخر تحديث GMT00:48:31
 العرب اليوم -

الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 24عامًا هن الأكثر عرضة للانتحار

مؤشرات إقدام المراهقين والشباب على إيذاء أنفسهم وأهم السبل للوقاية من الاكتئاب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مؤشرات إقدام المراهقين والشباب على إيذاء أنفسهم وأهم السبل للوقاية من الاكتئاب

أيذاء النفس هو بدافع الضغوط المسلطة
واشنطن - رولا عيسى

كشفت دراسات علمية حديثة، أنَّ سلوك إيذاء النفس بين الشباب يزداد بشكل مطرد حديثًا، وأصبح وباء مترسخًا في غرف النوم على اختلاف الثقافات في جميع أنحاء العالم، ما قد يسفر عن بعض الحالات المأساوية، أو الموت.

وأكدت الدراسات أنَّ نحو 15 % من الشباب ينخرطون، في ممارسات مثل قطع أو حرق أنفسهم أو خوض المخاطر التي من شأنها أن تهدد الحياة، والتي قد تسفر في كثير من الأحيان عن عواقب وخيمة.

وأوضحت أنَّ الشباب يتعرضون لمخاطر إيذاء النفس بنسبة يمكن أن تصل إلى 20 %، مشيرة إلى أنَّ الأرقام قد تكون أعلى من ذلك بكثير بسبب الطبيعة السرية للمشكلة، وأشارت إلى أنَّ الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 24 عامًا هن الأكثر عرضة لإيذاء النفس، ثم الانتحار في وقت لاحق.

وأصدرت الخبيرة والمستشارة النفسية ليز كويش، كتابًا جديدًا لتوجيه الآباء لمعرفة العلامات التي قد تظهر على أولادهم والتي قد تنبئ بإقدامهم على سلوك يؤذي النفس ويؤشر إلى إمكانية أن يحاول أحد منهم الانتحار.

وتناقش كويش، الأسباب التي قد تدفع الشباب لإيذاء النفس، ومختلف سبل العلاج المتاحة، كما أنها تقدم الدعم اللازم للمراهقين والبالغين الذين يقدمون على إيذاء النفس، أو لديهم ميول انتحارية.

كما تقدم من خلال هذا الكتاب الذي وضعت فيه خبرتها التي تبلغ 20 عامًا، الدعم اللازم لأسر الضحايا المكلومين، بسبب انتحار أحد أفراد الأسرة.

و في مقتطفات من كتابها ، قالت "إنها تكشف عن الإشارات التحذيرية لسلوك إيذاء النفس، وكيفية التعامل مع الشباب الذين يقدمون على إيذاء الذات أو الانتحار".

وأوضحت "ينخرط المراهقون في سلوك إيذاء النفس، ليس بالضرورة كوسيلة أو كرغبة في إنهاء حياتهم، ولكن باعتبارها وسيلة للتخفيف من محنة، واضطراب الداخلي يعانون منه".

واستطردت كويش "لا يريد كثيرون في هذه المحنة الإقدام على الموت، ولكنهم يريدون ببساطة الشعور بالتخلص من الألم العاطفي الذين يعانون منه، ويعطيهم سلوك إيذاء الذات الراحة المؤقتة".

وتابعت "لاحظت من خلال العمل مع المراهقين، الذين يمرون في محن أو يشعرون بضغوط معينة، والذين تصل أعمارهم الى 12 عامًا، فما فوق، أن مواضيعهم المشتركة، وطرق تفكيرهم، وصراعاتهم الداخلية تأتي تحت مصطلح متلازمة انهزامية النفس".

واستأنفت "كنت أرى الكثير من الشباب، الذين يشعرون بالقلق، والخوف والتعب، والغضب والعزلة، وتملؤهم نظرة سلبية جدا لأنفسهم وقدراتهم، وشعور كبير باليأس والقصور"

وأردفت كويش "لم يتمكنوا من رؤية الجمال في داخلهم، وتلاحقهم  أفكار بعدم جدواهم، وتستولي المشاعر بالقصور الذاتي، على نفوسهم، والتي تتسبب في حالة من الفوضى في حياتهم، قد تدفعهم الى سلوك إيذاء الذات والانتحار الكامل".

وأبرزت "في تجربتي توصلت الى توظيف نهج تكاملي الذي يتناول حياة المراهق، مع التركيز على التغذية والعلاجات التكميلية، والعلاج الحديث، وممارسة الرياضة والمشاركة المجتمعية، في سبيل علاج الشباب الذين قد يقدمون على الإنتحار أو إيذاء الذات".

"فهدفي في النهاية هو مساعدة المراهقين للتغلب على التحديات العديدة التي تسفر عنها متلازمة انهزامية الذات، مع الهدف النهائي المتمثل في استعادة الصحة النفسية وتماسك الأسرة، وللأسف، أودت هذه المتلازمة بحياة الكثير من الشباب في جميع أنحاء العالم الذين أقدموا على الانتحار، مع عواقب وخيمة على عائلاتهم وأصدقائهم".

وتوضح كويش، في كتابها "ماهو سلوك إيذاء النفس"، أنَّ "إيذاء النفس هو فعل متعمد لإلحاق الضرر بالذات من أجل تخفيف اضطراب داخلي وهو عمل سري للغاية، وهو آلية خاطئة يتعامل بها المراهقون للتخفيف والتعبير والإفراج عن الكرب والضيق الداخلي، بينما هم غير قادرين، أو خائفون، من التعبير عما يدور بداخلهم لفظيًا".

وبيَّنت أنَّ "الانخراط في إيذاء النفس يسبب المزيد من الضيق باعتبار أن الشخص يدخل في حلقة مفرغة، في محاولة لإخفاء جروحه وأزماته الداخلية، إلى جانب الشعور بالذنب والخجل، الأمر الذي قد يفاقم من الشدة والاضطرابات الداخلية التي تدفع لإيذاء الذات في البداية".

وأشارت إلى أنَّ "أعمال إيذاء النفس، تشمل القطع والخدش، وكسر العظام، والعض، وسحب من الشعر، وضرب النفس، وحرق النفس والتسمم"، موضحة أنَّ متلازمة انهزامية الذات "هي شبح  قوي ومخادع يخترق عقول الشباب، للسيطرة على حياتهم، بطريقة مدمرة، قد يؤدي بالشاب إلى الشعور بالوحدة، والاكتئاب، والغضب، والخوف واليأس والقلق".

واستطردت "كلما أقدم المراهق على طرد هذا الشبح، سيصبح أفضل حالًا وأقوى؛ لأنَّ هدف هذا الشبح هو عزل المراهق من العائلة والأصدقاء، ليصبح أكثر قوة"، وتابعت "يريد أن يجعل المراهق يشعر بالوحدة والضعف، والاستسلام، وتناقص ثقته واعتزازه بنفسه".

ثم تتناول بالشرح معنى الذات قائلة "مصطلح الذات يتعلق بالتفرد والأفكار والمشاعر والتصورات الفردية والشعور بقيمة الذات، وكيف ننظر لأنفسنا، كما يتعلق أيضًا بالشعور بالهوية، وإيماننا بالقيم والمثل".

ونوَّهت بأنَّ "المراهق الذي يشعر بإرادته وقوته الذاتية، يتسم بشعوره الدائم بالثقة والكفاءة، وبالانتماء والقبول، وبالأمان، كما يتمتع بالقدرة على ضبط النفس والانضباط الذاتيين والتعلم من أخطائه بوعي جديد، والقدرة على تقييم نقاط فوته وضعفه، كما انه لديه العديد من القيم الأساسية، وكل هذه السمات يريد شبح الانهزامية، القضاء عليها".

وأردفت "على النقيض تشير المواقف الانهزامية، الى شخص سلبي متشائم لا يرحم، لديه ثقة ضعيفة بنفسه، كسول، غاضب، لديه ميول انتحارية، وأفكار لإيذاء الذات، لا يمتلك الدافع لمواصلة حياته، وهذه كلها إشارات واضحة على أنَّ شبح الانهزامية قد تمكن منهم".

وأشارت كويش إلى أنَّ أسباب ظهور متلازمة انهزامية الذات كثيرة، ومن ضمنها  شعور المراهق بالحزن والأسى لتعرضه للاعتداء الجنسي أو الجسدي، أو لمشاكل مع الأبوين، وللترهيب، أو لضغط الامتحان والفشل، وهناك أيضًا دوافع أخرى، مثل المخاوف بشأن الهوية الجنسية، وانفصال الوالدين أو الطلاق، والتوتر ما قبل الحيض".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤشرات إقدام المراهقين والشباب على إيذاء أنفسهم وأهم السبل للوقاية من الاكتئاب مؤشرات إقدام المراهقين والشباب على إيذاء أنفسهم وأهم السبل للوقاية من الاكتئاب



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 23:36 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
 العرب اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
 العرب اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab