الحكومة المصرية تحفز مالياً وصحياً لمجابهة زيادة الولادات القيصرية
آخر تحديث GMT23:59:38
 العرب اليوم -

الحكومة المصرية تحفز مالياً وصحياً لمجابهة زيادة الولادات القيصرية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحكومة المصرية تحفز مالياً وصحياً لمجابهة زيادة الولادات القيصرية

الولادات القيصرية
القاهرة - العرب اليوم

دعا وزير الصحة والسكان في مصر الدكتور خالد عبد الغفار، أمس (الخميس)، إلى الحد مما وصفها بالولادات القيصرية «غير المبررة»، وشملت الدعوة عدة مبادرات من شأنها التصدي لهذا الارتفاع في مقابل الولادات الطبيعية حسب خطة الوزارة. تأتي تصريحات وزير الصحة ضمن تحذيرات من ارتفاع نسبة الولادة القيصرية بشكل متصاعد وغير مسبوق في مصر، حيث أكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في تقرير صادر نهاية أغسطس (آب) أن نسبة الولادة القيصرية قد وصلت إلى 72 في المائة من إجمالي عمليات الولادة في مصر، مقابل 52 في المائة في عام 2014.

وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن التوجيهات الخاصة بالحد من عمليات الولادة القيصرية غير الضرورية، يهدف إلى «تقليل النتائج السلبية لهذا الإجراء الذي يعرض الأم لعدة مخاطر، منها الإصابة بالمشيمة المتوغلة، واستئصال الرحم في أثناء الولادة، ونزيف الولادة الهائل، إلى جانب المضاعفات التي يتعرض لها الأطفال والأجيال القادمة من زيادة في الجراثيم المعوية والسمنة، والحساسية، والتوحد، والسكري، وأمراض المناعة». وتشمل الإجراءات التي وجه وزير الصحة المصرية باتخاذها في هذا الصدد، «التوجيه بمساواة أتعاب الأطباء والطواقم الطبية عن الولادات الطبيعية بمثيلتها عن الولادات القيصرية، وتخصيص حافز مالي للفريق الطبي الذي يحقق معدلات أعلى للولادة الطبيعية»، حسب المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان.

وأضاف عبد الغفار أن وزير الصحة وجه بوضع «تشريعات تضمن حق الطبيب أو الممرضة لتطبيق الولادات الطبيعية في أثناء حدوث الآثار الجانبية البسيطة، إلى جانب تنظيم تدريبات دورية للفرق الطبية في أثناء الخدمة، مع توجيه القائمين على المنشآت الطبية الحكومية والخاصة بجمع المعلومات الصحية والبيانات الروتينية عن الولادات القيصرية وأسبابها، لتحقيق الحوكمة في البيانات، وتحليل جميع أسباب الولادات القيصرية، وإلزام جميع المستشفيات الخاصة والحكومية بالعمل بالدلائل الإرشادية المتعلقة بأسباب وضوابط اللجوء للولادة القيصرية».
كما تشمل خطة الوزارة «عمل استبيانات ودراسات في المناطق السكنية، لمعرفة البيانات التي تساعد في تحسين طرق تشجيع المرأة الحامل على تبني فكرة الولادات الطبيعية، إلى جانب عقد مناقشات مجتمعية لأضرار الولادات القيصرية، وزيادة جلسات التثقيف النفسي للنساء اللاتي يعانين الخوف من الألم».

وترى الدكتورة مها جمال -اختصاصية النساء والتوليد- أن المسؤولية الطبية توجب توعية أطباء النساء والتوليد للسيدات أولاً بفوائد الولادة الطبيعية في مقابل الولادة القيصرية، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «نواجه كأطباء رغبات مسبقة من السيدات بطلب الولادة القيصرية رغم أنها أعلى تكلفة مادياً، باعتبار أنها أقل ألماً من الولادة الطبيعية، ويكون دورنا هو التوجيه للولادة الطبيعية إذا لم يكن هناك مانع طبي يهدد حياة الجنين، خصوصاً أن هناك تطوراً طبياً كبيراً خلال السنوات الأخيرة جعل الولادة الطبيعية أقل ألماً مما سبق، بما يختلف عن الصورة الذهنية المرتبطة بها بوصفها ولادة مؤلمة، بخلاف الولادة القيصرية التي تعتمد على التخدير».

وتضيف الدكتورة مها جمال: «الولادة القيصرية يجب أن تكون خياراً أخيراً في حالة ما إذا كان هناك سبب طبي يمثل خطورة على الجنين، وليس لمجرد الاستسهال، فالعمليات القيصرية في النهاية هي تدخل جراحي وتخدير وأحياناً تكون لها مضاعفات صحية، يمكن الحد منها بوسيلة طبيعية، أكثر أماناً للأم والجنين»، على حد تعبيرها. وكانت وزارة الصحة المصرية قد بدأت في يوليو (تموز) الماضي إطلاق عدة برامج ضمن مبادراتها لخفض معدلات الولادة القيصرية، ودعم الولادة الطبيعية من خلال تدريب الأطباء وأطقم التمريض ونشر التوعية الصحية بين السيدات المتزوجات والمقبلات على الزواج.

وضمن هذه المبادرة قامت وزارة الصحة والسكان في أغسطس الماضي بتخريج الدفعة الأولى من الممرضات المدربات على «الولادة الطبيعية» بمحافظة شمال سيناء، وشمل تدريب 24 ممرضة من العاملات بمنشآت الرعاية الصحية الأولية ومستشفيات محافظة شمال سيناء، تدريباً نظرياً وعملياً على مهارات الولادة الطبيعية، وذلك بالتعاون بين وزارة الصحة المصرية ومنظمة «يونيسيف». وكان مسح صحي صادر عن وزارة الصحة المصرية عام 2018، قد أشار إلى أن التكلفة العامة للولادات القيصرية وصلت إلى 14.5 مليار جنيه، في مقابل الولادات الطبيعية التي بلغت تكلفتها 3.7 مليار جنيه (الدولار يساوي 19.3 جنيه).

وتشدد منظمة الصحة العالمية على حث النساء حول العالم على الولادة الطبيعية، داعيةً لمنح النساء وقتاً أطول للمخاض والحد من التدخل الجراحي فضلاً عن إشراكهن بدرجة أكبر في عملية اتخاذ القرار. وصرح الدكتور أولوفيمي أولادابو، الخبير بوحدة الصحة الإنجابية والأبحاث في منظمة الصحة العالمية، في تصريح له عام 2018، بأن «ما يحدث خلال العقدين الأخيرين هو أننا نرى الكثير والكثير من عمليات التدخل (الجراحي) دون داعٍ». وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت في تقرير لها في 2015 أن نسب الوفيات الناتجة عن الولادة القيصرية تتعدى بـ4 إلى 10 أضعاف، نسبها لدى اللاتي وضعن ولادة طبيعية على مستوى العالم، سواء للطفل أو الأم. وحذرت من أن «اللجوء إلى الولادة القيصرية من دون مبرر طبي، قد يتسبب في ارتفاع إمكانية إصابة النساء بعدها بالنزيف أو العدوى، ومضاعفات التخدير، واكتئاب ما بعد الوضع، فضلاً عن زيادة احتمالات العقم».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ارتفاع عدد الولادات القيصرية بشكل غير مسبوق في مصر

وزارة التعليم العالي تستعد للانتهاء من 12 جامعة أهلية جديدة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة المصرية تحفز مالياً وصحياً لمجابهة زيادة الولادات القيصرية الحكومة المصرية تحفز مالياً وصحياً لمجابهة زيادة الولادات القيصرية



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 23:36 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
 العرب اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
 العرب اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab