قصة إلهام لمريض لبناني أصيب بالسرطان تؤكد أن الأمل موجود مهما كان ضئيلاً
آخر تحديث GMT19:56:59
 العرب اليوم -

قصة إلهام لمريض لبناني أصيب بالسرطان تؤكد أن الأمل موجود مهما كان ضئيلاً

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قصة إلهام لمريض لبناني أصيب بالسرطان تؤكد أن الأمل موجود مهما كان ضئيلاً

الأطفال المصابين بالسرطان
بيروت - العرب اليوم

عندما أصيب اللبناني جوزيف ديب بسرطان الأطفال وهو في العاشرة من عمره، لم يدرك أن حالته ستكون الحافز لمساعدة مئات الأطفال المصابين بالسرطان. منذ ذاك الوقت أسس الطبيب الاختصاصي في أمراض الدم والأورام للأطفال الدكتور بيتر نون جمعية Kids First التي شكلت دعماً أساسياً  لكل هؤلاء الأطفال وأهاليهم في مواجهة المرض.
تحدث ديب عن قصته وعما تغيّر في حياته من تلك المرحلة الصعبة التي مر بها وصولاً إلى اللحظة التي أحضر فيها طفله الأول إلى الدكتور نون ليصبح طبيبه.
عندما كان جوزيف في عمر الـ 10 سنوات عانى آلاماً حادة في البطن والمعدة وارتفاعاً في الحرارة. في ذاك الوقت لم يأت التشخيص سريعاً، بل كان يتنقل من طبيب إلى آخر دون أن يعرف أحدهم حقيقة وضعه، إلى أن استطاع أحد الأطباء أن يجري الفحوص اللازمة ويشخص حالته بالشكل الصحيح، بعد أن أُخذت خزعة وتبين أنه مصاب بالسرطان. لا ينسى جوزيف لحظات بكاء أهله، فيؤكد أن الطفل قد لا يتحدث عن مشاعره في المرحلة نفسها، لكن ثمة تفاصيل تبقى محفورة في ذاكرته ولا يمحوها الزمن. عندها توجّه به أهله إلى المستشفى اللبناني الجعيتاوي حيث كان الدكتور نون قد عاد حديثاً من فرنسا وتولّى حالته.
"لم تكن العلاجات الخاصة بالسرطان متطورة حينها، وكانت مكلفة جداً لأهلي الذين لم يكونوا قادرين على تغطيتها. عندها أطل والدي عبر مختلف وسائل الإعلام لجمع التبرعات اللازمة لتغطية تكاليف العلاج. كان السفير السويسري آنذاك وزوجته ممن قدموا المساعدة لي. وانطلاقاً مما حصل حينها اتُخذ قرار تأسيس Kids First Association لدعم الأطفال المصابين بالسرطان".
صحيح أن تلك المرحلة الصعبة التي مر بها جوزيف بقيت محفورة في الذاكرة، إلا أن ما يتذكره بشكل خاص الآثار الجانبية للعلاج الاسبوعي، وأيضاً اللحظة التي كان يُحقن في الظهر لأخذ الخزعة شهرياً، وما كان يترافق مع ذلك من ألم شديد. صحيح أنه كطفل يعتاد على الألم، لكن ثمة تفاصيل لا يمكن أن ينساها مع مرور الزمن. إنما في الوقت نفسه، يدرك تماماً أن وقوف أهله إلى جانبه وتحلّيهم بالقوة من أجله ساعدته على مواجهة المرض بمزيد من الشجاعة. فيذكر كم كانت هذه المرحلة صعبة عليهم، لكنهم تغلبوا على مخاوفهم وخوفهم الشديد عليه وحزنهم وتحلوا بالقوة في تلك المرحلة لدعمه.
كما أن وجود الدكتور نون إلى جانبه كان مصدر اطمئنان وراحة له حتى يواجه المرض بشكل أفضل. "شكلت تلك المرحلة التي استمرت عاماً كاملاً نقلة نوعية لي ولنا كعائلة، فلطالما كان إيماننا بالله قوياً، لكن من بعدها أصبحت الصلاة جزءاً اساسياً في حياتنا، وصرنا أقرب إلى الله لأننا كنا حينها نجد في إيماننا وفي الصلاة مصدر اطمئنان".
ما يتذكره جوزيف أنه كطفل في سن 10 سنوات كان لا يزال ضعيفاً، ولم يتمتع بالنضج الكافي حين أصابه المرض بطبيعة الحال. فقد خسر عندها عاماً من حياته ولم يكن سهلاً عليه أن يتابع حياته بشكل طبيعي بعدها، خصوصاً أنه كان عليه أن يعود إلى الانخراط في المجتمع وإقامة العلاقات مع الأصدقاء ما لم يكن سهلاً عليه ولا على أي طفل في مثل حالته. لكن بوجود دعم العائلة والمدرسة، استطاع أن يقف من جديد ويتابع حياته.
وعلى الرغم من صعوبة هذه المرحلة، يدرك جيداً أنها غيرت الكثير في حياته وشخصيته ورسمت له مساراً مختلفاً. حتى إن تأسيس الجمعية بعدها يعني له الكثير لما قدمته من دعم لكثيرين من الأطفال مروا بنفس التجربة. انطلاقاً من تجربته هذه ينقل رسالة امل إلى كل من يمر بمثلها وهي أن يتحلى بالإيجابية وال#أمل ويواجه المرض بشجاعة، لأن الأمل مهما كان ضئيلاً هو موجود لمتابعة الحياة والاستمرار.
اليوم، بعد هذه السنوات الطويلة، ونظراً للأثر الذي تركه في حياته الدكتور نون أحضر طفله الأول ليكون طبيبه الخاص. "حياتي اليوم وقد بنيت عائلة وأصبحت أباً لطفل، هي مثال لكل من يمر بتجربة مماثلة، وتؤكد أن الأمل موجود والحياة تستمر ويجب التحلي بالإيمان والشجاعة لمواجهة المرض وتخطي هذه المرحلة مهما كانت صعبة".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

علماء بريطانيون يبتكرون "قنبلة سكر" تقضي على الخلايا السرطانية "الجشعة" في ثوان

اكتشاف إنزيم في الأفوكادو يثبط نمو الخلايا السرطانية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة إلهام لمريض لبناني أصيب بالسرطان تؤكد أن الأمل موجود مهما كان ضئيلاً قصة إلهام لمريض لبناني أصيب بالسرطان تؤكد أن الأمل موجود مهما كان ضئيلاً



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab