مدينة تعز اليمنية تعاني من وضع إنساني كارثي بسبب الحرب الدائرة في المنطقة 
آخر تحديث GMT19:14:21
 العرب اليوم -

أكثر من 350 ألف شخص من سكانها يحتاجون إلى مساعدات دولية عاجلة 

مدينة تعز اليمنية تعاني من وضع إنساني كارثي بسبب الحرب الدائرة في المنطقة 

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مدينة تعز اليمنية تعاني من وضع إنساني كارثي بسبب الحرب الدائرة في المنطقة 

مدينة تعز تعاني من وضع إنساني كارثي
تعز- حسام الخرباش

تعاني مدينة تعز اليمنية، من وضع إنساني وصحي كارثي، في ظل الحرب المتواصلة منذ عامين فيها، بين القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليًا، عبد ربه منصور هادي، مسنودة بالتحالف العربي، وميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ولم تستثن نيران الحرب المستشفيات والمنازل والأبرياء، وتشهد المنطقة وضعًا صحيًا وإنسانيً كارثيًا، نتيجة النزوح والدمار وحالة من الشلل في القطاع الصحي، وتوقف المستشفيات أو تدميرها، ونقص دعم المستشفيات العاملة ما ينعكس سلبًا على خدماتها ويقلص من دورها وقدراتها، وبات الحصول على خدمات طبية أو أدوية، أمرًا في غاية الصعوبة، لاسيما على فئة الفقراء التي اتّسعت بشكل كبير نتيجة الحرب.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن تعز من أكثر المحافظات، التي تحتاج إلى مساعدات طبية في اليمن، ويحتاج أكثر من 350 ألف شخص من سكانها إلى مساعدات طبية عاجلة.
وأعلن مدير مستشفى خليفة الحكومي في مدينة التربة في تعز، الدكتور عبدالرحمن الصبري، أنّ "الوضع الصحي في تعز دخل مراحل الخطر، وتوقفت معظم المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية التي توفّر على المواطن النفقات الكبيرة، التي تأخذها منه المستشفيات الخاصة في ظل انهيار الوضع الإنساني والاقتصادي لدى المدنيين، مبيّنًا أن مستشفى خليفة ظل يعمل منذ اندلاع الحرب وحتى اليوم، ويستقبل يوميًا في العيادات الخارجية، ما بين 250-300 حالة، ويجري 5-10عمليات يوميًا بينما يصل عدد العمليات الصغرى إلى 15- 20 عملية في اليوم الواحد.

وأشار الصبري، إلى أن جهاز الأشعة قد توقّف في المستشفى، وأصبح يتطلب توفير جهاز أشعة جديد، كون الذي تعطل قديمًا للغاية، ويتطلب إصلاحه وبرمجته إلى 2250$، ويعدّ من أهم الأجهزة وأكثرها استخدمًا، وتوقفه يعيق تشخيص الكثير من الحالات وحوالي 100-150 مدني يوميًا يحتاجون إلى الجهاز، إلا أنّ الميزانية التشغيلية للمستشفى متوقّفة منذ وقت طويل، كما لم تصرف رواتب كادره منذ 6 أشهر، ونفّذ الكادر إضرابات جزئية، للمطالبة برواتبهم من دون أية استجابة من الحكومة، ومنوهًا إلى ضرورة تقدير الكوادر الطبية التي فضّلت خدمة تعز، وتبذل جهدها في المستشفيات لخدمة المدنيين، رغم أن المستشفيات الخاصة تعرض العمل إلى كادر المستشفى، الذي يرفض العروض ويفضّل خدمة المدنيين في مكانه.

ولفت الصبري إلى أن الدعم من قبل المنظمات إلى لمستشفى بسيط، رغم أن المستشفى يتولى علاج المدنيين، لشريحة واسعة من المدنيين والنازحين في المديريات الجنوبية للمحافظة، وكشف نائب مدير مستشفى المسراخ في تعز، الدكتور عبدالودود العامري، عن حرق ونهب المستشفى من قبل مسلحي الحوثيين، قبل أن تسيطر القوات الموالية للرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي على المنطقة، منوهًا إلى أن الأجهزة التي نهبت من المستشفى ذات قيمة عالية ماديًا وصحيًا، حيث امتلك المركز إمكانيات كبيرة في جميع الأقسام، ويستفيد منها عشرات الآلاف من المواطنين في عدد من المديريات الريفية المجاورة لها. 

وأوضح العامري أن الوضع الصحي في تعز بلغ مستويات الخطر، وذلك بسبب الاستهداف العسكري للمستشفيات أو انقطاع دعمها الحكومي وشحة الدعم الخارجي، معتبرًا أن الوضع الصحي في اليمن كان متدهورًا، قبل الحرب لكن بعدها انهار بشكل شبه كامل لاسيما في مناطق الصراع، وداعيًا المنظمات الدولية إلى مساعدة تعز بشكل عام وتوفير المتطلبات التشغيلية للمستشفيات وإصلاح ما دمرته الحرب في القطاع الصحي، كون المواطن لم يعد يمتلك أدنى قدرة على دفع تكاليف الخدمات الطبية في المستشفيات الخاصة، كما أن المواطن أصبح عاجزًا عن توفير مبلغ نقله إلى المستشفيات التي لازالت تعمل في تعز، ولا يمتلك كلفة شراء العلاج، وينبغي توفير الخدمات الطبية، في جميع المستشفيات والمراكز الحكومية مع توفير الأدوية الضرورية، وأهمها الأدوية التي يتناولها أصحاب الأمراض المزمنة، أو الدائمة، مثل القلب والسكري وبعض الأمراض التي ترافق المصاب بها لفترة طويلة، وانقطاعه عن تناولها يهدد حياته.

وأكدت أحلام محمود، وهي طبيبة من تعز، أنّ عددًا كبيرًا من الأطباء خرجوا إلى المحافظات الآمنة، نتيجة عروض مغرية قُدّمت لهم من المستشفيات الخاصة، هناك وكان النزوح بالمثابة لهم فرصة عمل وتأمين لأسرهم من قذائف الحرب، موضحة أنّ معظم شركات الأدوية، أغلقت في تعز بسبب الفوضى والحرب، وأصبحت الأدوية تباع بأسعار مرتفعة في ظل تدني الوضع الاقتصادي للمواطنين، وعدم قدرتهم على شراء علاج أو إجراء عمليات في المستشفيات الخاصة، التي تقدّم خدماتها بمبالغ خيالية، ومعتبرة أنّ تنصل المنظمات الدولية والحكومة عن واجبهم في تعز، يعدّ بمثابة تشريع للمعاناة والموت مرضًا أو جوعًا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة تعز اليمنية تعاني من وضع إنساني كارثي بسبب الحرب الدائرة في المنطقة  مدينة تعز اليمنية تعاني من وضع إنساني كارثي بسبب الحرب الدائرة في المنطقة 



فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 01:55 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

إصلاح فلسطين وإسرائيل والإقليم!

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 02:32 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

ما قال... لا ما يقال

GMT 02:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا فى السياق العربى

GMT 02:27 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 12:52 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

GMT 02:22 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

GMT 02:24 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 02:09 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

«بضع ساعات فى يوم ما».. شريط سينمائى يفضح المسكوت عنه!

GMT 02:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

«ماكينات» الفكر

GMT 09:33 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

كتائب القسام تعلن استهداف 5 جنود إسرائيليين في شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab