تساؤلات حول إستراتيجية الصين لتسيلم المساعدات الإنسانية لإنقاذ العالم
آخر تحديث GMT18:05:44
 العرب اليوم -

أرسلت بكين أطباء وأدوية وأجهزة إلى صربيا وإيطاليا

تساؤلات حول إستراتيجية الصين لتسيلم المساعدات الإنسانية لإنقاذ العالم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تساؤلات حول إستراتيجية الصين لتسيلم المساعدات الإنسانية لإنقاذ العالم

فيروس كورونا
بكين - العرب اليوم

مساعدات طبية صينية إلى دول في مختلف أنحاء العالم، فقد أرسلت بكين أطباء وأدوية وأجهزة إلى صربيا وإيطاليا وإيران والعراق وعشرات الدول الأخرى التي تعاني من فيروس كورونا.. لكن ما السر وراء هذه المساعدات في هذا التوقيت؟  على الرغم من أن انتشار وباء كورونا (كوفيد - 19) قد بدأ من الصين، وبرغم الانتقادات المتكررة بشأن محاولاتها في البداية للتغطية على أخبار انتشار الفيروس في ووهان وفشلها في السيطرة على الأمر، الا أنها حاليا تواجه الأمرين في الوقت الحالي باستراتيجية مبتكرة وهي التوسع في عمليات تسليم المساعدات إلى جميع أنحاء العالم، في الوقت الذين ينشغل فيه سيد البيت الأبيض بانتقاد الصحفيين وتوزيع الاتهامات على الجميع دون أن ينشغل حتى بعرض المساعدة على الآخرين.

في هذه اللحظات تنتظر عدة دول أوروبية دورها في الحصول على الملايين من الأقنعة التنفسية القادمة من الصين، فيما يسافر أطباء وخبراء صينيون أيضاً حول العالم لتقديم المساعدة في محاربة الفيروس التاجي الجديد. لكن خبراء ومراقبون سياسيون أن حملة المساعدات الطبية الصينية ربما يكون لها دوافع سياسية خفية – بحسب ما أفاد موقع ntv الألماني.

تعتزم الصين تزويد الاتحاد الأوروبي بأكثر من مليوني قناع تنفسي و 50 ألف جهاز اختبار سريع لفيروس كورونا. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين في رسالة عبر الفيديو على موقع تويتر إن رئيس الحكومة الصينية لي كه تشيانغ وعدها بذلك في محادثة هاتفية يوم الأربعاء. وفي كانون الثاني/ يناير من هذا العام كان الاتحاد الأوروبي قد أمد الصين بمعدات طبية مع بداية تفشي الأزمة ، واليوم تقول فون دير لاين: "اليوم يتضامن معنا الصينيون الذين يتجاوزون ببطء الصعوبات التي واجهتم، كما تضامنا معهم".

وغردت فون دير لاين على موقع "تويتر" عقب محادثات مع رئيس الوزراء الصيني لي كيه تشيانغ، قائلة إن المسؤول الصيني تعهد بتوفير "2 مليون كمامة جراحية و200 ألف كمامة ان -95 و50 ألف جهاز فحص".

ومع مطلع هذا الأسبوع، هبطت طائرات من الصين في فيينا وبودابست ومطارات أوروبية أخرى، حاملة أدوات طبية ومعدات تنفس وأقنعة واقية وغيرها من الإمدادات الطبية إلى النمسا والمجر وأيضاُ إلى إيطاليا الأكثر تضرراً في القارة.

وبحسب وسائل إعلام إيطالية، فإن إيطاليا وحدها طلبت 16.5 مليون قناع واقٍ و 450 ألف بدلة واقية من الصين . كما تلقت جمهورية التشيك واليونان مواد طبية إغاثية أيضاً كتبرع من الحكومة الصينية، فيما زودت بكين باريس بعدد من الأقنعة الطبية ما جعل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يتحدث عن "إشارات تضامن" وردت من بكين.

ولم تكتف الصين بتقديم المساعدات لدول أوروبا وحسب، ففي الأسابيع الأخيرة تبرعت بكين بمئات الآلاف من أجهزة التنفس واختبارات الفيروسات للفلبين وباكستان، كما أرسلت فرقاً طبية إلى إيران والعراق ، وقدمت قرضًا بقيمة 500 مليون دولار (466 مليون يورو) لمساعدة سريلانكا في مكافحة الوباء.  أيضاُ تلقت بلدان أفريقية الدعم .

صربيا تتحدث عن "الإخوة الصينيين"

ظهر مرض الجهاز التنفسي  Covid-19، الناجم عن فيروس  Sars-CoV-2 ، لأول مرة في ديسمبر/ كانون الأول 2020 في مدينة ووهان الصينية. ووفقاً لمصادر رسمية صينية، فقد تم احتواء انتشار الفيروس في البلاد إلى حد كبير وكانت آخر الحالات المكتشفة هي لأشخاص قدموا من خارج البلاد.

وتريد بكين الآن تقديم المساعدة للدول الأكثر تضرراً من الوباء. فقد أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الرئيس شي جين بينغ عرض خلال محادثات هاتفية مع قادة الحكومات في إيطاليا وإسبانيا تقديم مساعدات عاجلة. وبالفعل تم إرسال فريقين طبيين إلى إيطاليا.

كما استجابت بكين لدعوة وجهتها إليها صربيا. وعندما وصلت شحنة من أدوات الاختبار السريعة قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش : "أصبح من الواضح أن أوروبا بالكاد تستطيع حماية نفسها من دون الصين، وأن بلاده كانت تنتظر إخوانها الصينيين" موجها في الوقت ذاته انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أنه في الأيام المقبلة ، ستصل المزيد من إمدادات المساعدات وكذلك الأطباء من الصين إلى صربيا.

 

لكن وفي خضم هذه المساعدات الصينية لدول أوروبية مختلفة، نشرت وسائل الإعلام خبراً مفاده أن أجهزة الأمن التشيكية صادرت شحنة من المساعدات الطبية كانت قادمة من الصين ومتجهة إلى إيطاليا.

وتقول السلطات التشيكية إن الأمر وقع بالخطأ وجاء خلال حملات أمنية مكثفة لملاحقة المهربين والتجار الذين تلاعبوا بالأسعار، فيما ذكرت الخارجية التشيكية في بيان لها أن الشحنة المصادرة سيتم إرسالها قبل أن تنهي الشرطة تحقيقاتها نظراً لخطورة الأوضاع في إيطاليا.

وفي سياق متصل، كان الاتحاد الأوروبي - الذي لا تحظى صربيا بعضويته - أصدر قراراً بحظر تصدير الإمدادات الطبية في منتصف مارس / آذار إلى بلغراد ما جعله يواجه انتقادات لاذعة في داخل صربيا.

وبحسب الخبراء، فإن الحادثان لا يمكن أن يخدما أحداً بقدر ما يخدمان التوجه الصيني الحالي، كما أنه يلقي بمزيد من الغموض حول علاقات الدول الأوربية ببعضها في وقت الأزمات الكبرى.

في هذه الأثناء تواصل بكين وواشنطن توجيه الانتقادات الحادة إلى بعضهما. فالقيادة الصينية غاضبة من أن الرئيس دونالد ترامب لا يزال يتحدث عن "الفيروس الصيني"، وهو لفظ ترى فيه الصين اتهاماً عنصرياً في العلن، واتهاماً آخر في الخفاء أنها تقف خلف مسؤولية تفشيه في العالم.

على الجانب الآخر، احتجت الحكومة الأمريكية على طرد بكين لصحفيين أمريكيين من الجمهورية الشعبية.  وفي الوقت الذي تنشغل فيه الولايات المتحدة تمامًا بمحاولات السيطرة على انتشار الوباء بمعدلات هائلة على أراضيها، فإن الصين ، وفقًا للمراقبين ، تغتنم الفرصة للتموضع "كزعيم عالمي."

تقول مارينا رودياك المتخصصة في الدراسات الصينية الحديثة والكلاسيكية بجامعة هايدلبرغ الألمانية: "الآن وبما أن حكومة الولايات المتحدة في عهد ترامب لا تقدم استجابة دولية ذات معنى أو قيمة كما أن الاتحاد الأوروبي مشغول بالتعامل مع مشاكله الداخلية على المستوى الوطني، فإن الحكومة الصينية أصبح لديها فرصة فريدة لسد فجوة الاحتياج".

وتضيف رودياك: "من خلال قيام الصين بتقديم مساعدتها حول العالم ، تحاول بكين أيضًا تحويل الانتباه عن الانتقادات الشديدة التي وجهت إليها على طريقتها في معالجتها الأولية لانتشار الوباء كما تحاول تقديم نفسها بدلاً من ذلك كمنقذ للدول الأخرى في أزمة كورونا".

في بعض البلدان الأوروبية ، يبدو أن هذه الاستراتيجية تعمل. يقول يورغ فوتكي، رئيس غرفة التجارة الأوروبية في بكين: " معظم الناس ينظرون إلى الصين باعتبارها المسؤولة عن هذه الأزمة العالمية، لكن المساعدات الانسانية السخية ستؤثر على الارجح على الرأي العام في أوروبا لصالح الصين".

قد يهمك ايضا : 

الصين تسجل 4 وفيات إضافية بكورونا و47 إصابة جميعها لوافدين

كورونا "يتوحش" في نيويورك و"عزل صحي" إلزامي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تساؤلات حول إستراتيجية الصين لتسيلم المساعدات الإنسانية لإنقاذ العالم تساؤلات حول إستراتيجية الصين لتسيلم المساعدات الإنسانية لإنقاذ العالم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab