وفود عربية وآسيوية وأفريقية تتبرع بشكل دائم ومنتظم لـ مطبخ الخيرات في رمضان
آخر تحديث GMT04:06:12
 العرب اليوم -

بعد نزوح آلاف العوائل من المحافظات العراقية الأنبار والموصل وصلاح الدين

وفود عربية وآسيوية وأفريقية تتبرع بشكل دائم ومنتظم لـ "مطبخ الخيرات" في رمضان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وفود عربية وآسيوية وأفريقية تتبرع بشكل دائم ومنتظم لـ "مطبخ الخيرات" في رمضان

"مطبخ الخيرات" في رمضان
بغداد – نجلاء الطائي

يقف المئات من الفقراء في صفوف طويلة، وهم يحملون الأواني، عند مطبخ الخيرات العائد لـ"الحضرة القادرية"، وهو الاسم المعروف لجامع الشيخ عبد القادر الجيلاني، وسط العاصمة العراقية بغداد، فالحضرة دأبت على إطعام الناس والفقراء خاصة، مجانًا، التزامًا بمنهج الشيخ الجيلاني الذي كان يحرص على إطعام الفقراء، في حين يعمل العشرات على توفير وجبات الطعام اليومية للناس.

ويقع مسجد الشيخ عبد القادر الجيلاني وضريحه في قلب بغداد، في حي يسمى "باب الشيخ" نسبة إلى الشيخ الجيلاني، وهو حي مكتظ بالفقراء، الذين يعتمدون على "مطبخ الخيرات" بشكل أساسي في إطعام عوائلهم، حتى ذاع صيت فقراء الحي في الحكايات والأمثال الشعبية، بسبب أعدادهم الكبيرة هناك. وفي المناسبات الدينية ومنها رمضان، تزداد كميات الطعام المقدم إلى الناس بأضعاف عمّا هي عليه في باقي الأيام، كما أنه بات ملجأ النازحين إلى بغداد من محافظات صلاح الدين والموصل والأنبار، الذين لا يملكون قوت يومهم.

وفود عربية وآسيوية وأفريقية تتبرع بشكل دائم ومنتظم لـ مطبخ الخيرات في رمضان

وقال مسؤول الإدارة في "الحضرة القادرية"، حساني شرقي، إنه منذ مئات الأعوام والحضرة القادرية تقدم وجبات الطعام، لذلك أصبحت الملجأ والمأوى للفقراء. وأضاف أنه على الرغم من الحروب التي مر بها العراق منذ 1980، ثم الحصار الاقتصادي الذي فرض في تسعينيات القرن الماضي، وجميع الأحداث العصيبة التي مرت على البلاد، فقد ظل مطبخ "الخيرات" التابع للحضرة القادرية يقدم الطعام المجاني للفقراء، فضلاً عن الزائرين وطلبة العلم، مستطردًا بالقول "على الرغم من أن ذلك نابع من تعاليم ديننا الحنيف إلا أن الحضرة القادرية تنفرد بتخصصها في إطعامها لآلاف الناس يوميًا منذ قرون طويلة".

وتابع شرقي "اعتاد العاملون في هذا المطبخ المبارك القيام بعملهم اليومي بعد صلاة الفجر، حيث يبادرون إلى تهيئة اللحم والرز وطبخه في قدور كبيرة، ويقدم للفقراء الذين يصطفون في طابورين، أحدهما للرجال والآخر للنساء". وأما في رمضان، والحديث لشرقي، فيكون المطبخ على أهبة الاستعداد قبل أيام لاستقبال الشهر الفضيل، فالتبرعات تنهال عليه من كل حدب وصوب، ويُسارع ميسورو الحال إلى التبرع بالمبالغ المالية والمواد الغذائية لإعداد ولائم الإفطار.

وأشار إلى أن "جميع فقراء بغداد يتوجهون لمطبخ الخيرات وهم يعرفون أن هناك صحناً من الطعام في انتظارهم، لكن عدد المحتاجين في تزايد مستمر، خاصة بعد نزوح آلاف العوائل من محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين إلى بغداد، بسبب الأزمة الأمنية التي تعيشها مدنهم".

وفود عربية وآسيوية وأفريقية تتبرع بشكل دائم ومنتظم لـ مطبخ الخيرات في رمضان

وأوضح محمد الدليمي أن "وفوداً عربية وآسيوية وأفريقية تتبرع بشكل دائم ومنتظم للحضرة القادرية منذ عهد طويل، إضافة إلى تبرعات المواطنين وميسوري الحال، وذلك في مسعى لعمل الخير وزكاة أموالهم". وشعورهم بالأمان والأجواء الرمضانية الإيمانية يجعلهم يفدون إلى الحضرة القادرية، ذلك ما يراه مواطنون دأبوا على الحضور إلى هذا المكان، وهو ما يجعلهم يواصلون باستمرار تقديم التبرعات لمطبخ الخيرات.

وأكدوا في حديثهم أنه "بات من الصعب الحصول على بقعة آمنة في بغداد، أو الشعور بالأمان فيه، سوى ذلك المكان، الذي يبقي أبوابه مشرعة للناس، ويطعم الجائع، لذلك يكثر ميسورو الحال من الوفود إليه، فيجودون على الفقراء بالمال والملابس، سعياً إلى مرضاة الله.

وبينوا أن المشاهد الإيمانية والطقوس الرمضانية تتجلى بأبهى صورها في هذا المكان، وهو ما يرغبهم دوام الحضور إليه في شهر رمضان المبارك، واستمرارهم في تقديم التبرعات، لكي يبقى مطبخ الخيرات يطعم الفقراء. وأكد إمام وخطيب جامع الأقصى الشيخ طالب المشهداني أن توزيع اللحوم على العوائل المحتاجة يكون وفق آلية متوازنة ، من أجل ضمان شمول اكبر عدد من العوائل ، مباركا انطلاق الحملة بهذا الشهر المبارك، سائلا الله  عز وجل أن يوفق الجميع في عمل الخير.

واعتاد سعد البياتي من منطقة السيدية إقامة مائدة إفطار في باحة الدار يحضرها عشرات المدعوين، مؤكدًا أن حالته المادية الجيدة هي رزق من الله وأن إطعام الفقراء والمحتاجين لاسيما في رمضان واجب شرعي. وفي أغلب مدن العراق يتوافد البسطاء والفقراء على موائد الرحمن في المساجد والجوامع والمراقد المقدسة، حيث تفرش الساحات وتقدم شتى صنوف الأكل، وتمتد ساعات العبادة إلى ساعات متأخرة من الليل، كما يقيم سياسيون ونواب موائد إفطار، لكنها تقتصر على النخب بحسب أحمد سعد "تاجر"، مبررًا ذلك إلى الإجراءات الأمنية حيث يصعب على الفقير الوصول إلى تلك الأماكن، يضاف إلى ذلك أن أغلب هذه الموائد غير عامة، وتقتصر على النخب فقط.

وأكد أحمد عمران ( مدرس) أن اغلب  مرتادي الموائد العامة من الفقراء والمحتاجين، ملفتًا الانتباه إلى ناحية إيجابية، وهو قيام مجهولين بتنظيم موائد للصائمين لوجه الله، وتمويلها طيلة الشهر الكريم، مما يدل على حسن النية لدى هؤلاء في عدم الظهور أمام الناس. ويشير عمران إلى أن العراقيين يبدون تذمرًا من أي محاولة لزج السياسة ومحاولة تحقيق منافع شخصية عبر رمضان، ويتابع "السياسيون يدركون ذلك ويتجنبون تسخير الفعاليات الدينية لأغراض السياسة". واعتاد أحمد السامرائي في الدورة في بغداد على تنظيم مائدة إفطار يحضرها أبناء المنطقة من سنة وشيعة، وتوقف السامرائي لسنوات عدة عن نصب مائد الإفطار بسبب أعمال العنف الطائفي.

وتعاني أم حسن ( 70 سنة ) من نفس الموقف، فطيلة عام تعاني أم حسن من شطف العيش، وصعوبة تأمين وجبات طعام صحية منتظمة، لكنها طيلة شهر رمضان، لا تقلق على نفسها من الجوع لأن ثلاجتها تمتلئ بما يقدمه فاعلو الخير.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفود عربية وآسيوية وأفريقية تتبرع بشكل دائم ومنتظم لـ مطبخ الخيرات في رمضان وفود عربية وآسيوية وأفريقية تتبرع بشكل دائم ومنتظم لـ مطبخ الخيرات في رمضان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab