لندن ـ كاتيا حداد
كسر القلب هو واحد من أكثر التجارب الصادمة في حياة أي إنسان، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أنها قد تكون هناك طريقة للتعافي من الانهيار بطريقة التي لا تنطوي على الإفراط في الانغماس في الشكولاته، وتعتبر تلك الطريقة هي الاعتقاد فقط بأنكم تتجاوزون تلك العلاقة، بغض النظر عن ماهيتها، وهو الأمر الذي يقلل ألم تخطي الشريك السابق، كما أشار العلماء.
وأضاف العلماء، أن ذلك التأثير الوهمي يؤثر على مناطق الدماغ المرتبطة بالعواطف وباعثات الدوبامين في المخ، فعلى مدى عقود، أظهرت الأبحاث أن وجود توقعات إيجابية بشأن العلاجات الصامته بدون وجود أدوية يمكن أن تخفف الألم بشكل ملحوظ.
وأشارت دراسة جديدة أجريت في جامعة كولورادو الجديدة في بولدر، وهي الأولى لقياس تأثير بلاسيبوس على الألم العاطفي الناتج عن الرفض الرومانسي، وقال الخبراء إن تلك النتائج مهمة، نظرًا لأن الصداع مرتبط بخطر ارتفاع الاكتئاب بمقدار 20 ضعفًا خلال العام.
وأوضح المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور ليوني كوبان: "إنهاء علاقة مع شريك هي واحدة من التجارب السلبية التي من الممكن أن يتعرض لها أي شخص، ومن الممكن أن تكون عاملًا هامًا لتطور المشاكل النفسية"، مضيفًا "في دراستنا، وجدنا أن ذلك التأثير الوهمي يمكن أن يكون له آثارًا قوية جدًا على الحد من شدة الألم، إذ أن القيام بأي شيء تعتقد أنه سيساعدك على الشعور بالتحسن من شأنه أن يساعدك على الشعور بالتحسن".
وأضاف المؤلف الرئيسي البروفيسور، تور واجر: "إن كنت تفعل شيئًا لنفسك وتنخرط فيه بشكل كلي، يتيح لك ذلك أن تتعافى ويحد من ألم فشل العلاقة السابقة"، وبالنسبة للدراسة التي نشرت في مجلة "علم الأعصاب"، قام الباحثون بتقييم 40 مشاركًا كانوا في وضع " غير مرغوب فيهم"، وقد طلب منهم إحضار صورة لشريكهم السابق وأحد الصديقات الجيدة من نفس النوع لمختبر تصوير الدماغ، وداخل آلة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، كانت تظهر صور الأشخاص الذين ارتبطوا بهم من قبل، ثم طلب منهم لتفكير في أي شيء آخر.
وكانت النتائج أن الصور التي ظهرت هي صور أصدقائهم، كما تعرضوا لألم جسدي على شكل حرارة في ذراعهم الأيسر، وطلب من المشاركين تقييم مدى شعورهم على مقياس واحد "جيد جدًا" إلى خمسة "سيئة للغاية"، وعلى الرغم من أن النتائج لم تكن متطابقة، إلا أن المناطق التي أضاءت أثناء الألم الجسدي والعاطفي كانت مماثلة، ثم تم إخراج المتطوعين من الجهاز وأعطيوا رذاذ الأنف، إذ قيل أنه "مسكن قوي فعال في الحد من الألم العاطفي"، في حين قيل للآخرين أنه كان محلول ملحي بسيط.
وتم وضع كل مشارك مرة أخرى داخل الجهاز وعرض نفس الصور بنفس الترتيب، لم يشعر الفريق الذي تم إيهامه ليس فقط بالألم الجسدي، بل أنه شعر بتحسن في الألم العاطفي الذي أصابه سابقًا، ولكن الدماغ استجابت بشكل مختلف عندما أظهرت صور الشركاء السابقين، حيث زاد النشاط في قشرة الفص الجبهي في الدماغ - وهي منطقة تشارك في تحوير العواطف.
وأظهرت تلك المجموعة في المجموعة الثانية أيضًا مستويات أعلى من النشاط في منطقة الدماغ يسمى الرمادي، وذلك يلعب دورًا رئيسيًا في تحوير مستويات من المواد الكيميائية للدماغ، والتي تقوم بدور المسكنات والناقلات العصبية مثل الدوبامين.
أرسل تعليقك