لندن ـ كاتيا حداد
يمكن علاج مرضى سرطان الرئة، بفضل تقنية متقدمة لإزالة الأورام من خلال شق بحجم عود الثقاب في جانب الصدر، وقد أشاد كبار جراحين الرئة بخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة، بهذا الإجراء الجديد كبديل فعال لجراحة مفتوحة محفوفة بالمخاطر.
تُنفذ العملية عن طريق إدخال أنبوب صغير، من خلال فجوة في القفص الصدري، لتوفير مدخل إلى الرئتين، ثم يصبح الجراحون قادرين على إزالة الجزء من الرئة الذي يحتوي على الورم بعناية، دون التسبب في حدوث أضرار بالأنسجة المحيطة بها.
هذا الإجراء يحل محل الأساليب القديمة التي تنطوي على عمل شق كبير في الصدر، أو عملية ثقب المفتاح التي تحتاج لعمل ثلاثة شقوق منفصلة، كما أدى هذا التقدم إلى خفض الوقت الذي يقضيه المريض في المستشفى عقب العملية من أسبوعين إلى أقل من أربعة أيام بالنسبة للبعض، ويتعافى المرضى أسرع وبقدر أقل من الألم.
أعلى معدل لسرطان الرئة هو بين المدخنين، وأولئك الذين تصل أعمارهم إلى 85 عاما أو أكثر، وكثير منهم في حالة صحية سيئة، لذلك قد لا تكون الجراحة المفتوحة خيارًا.
وقالت استشاري جراحة الصدر في مستشفى شيفيلد التعليمية لورا سوتشي: "الطريقة الجديدة هي أقل اجتياحا للجسد، وبالتالي أقل إيلاما للمريض، ويكون التعافي أسرع"، ويجري فريقها نسبة 70% من عمليات جراحة الرئة باستخدام منفذ واحد، مع جمع تلك العملية ببرنامج انتعاش محسن حتى يتمكن المرضى من العودة إلى ديارهم في غضون أربعة أيام.
وخلال العملية، يوضع المريض على جانبه تحت التخدير العام، وإذ يؤدي المخدر لانهيار جانب الرئة الذي يوجد به الورم، فيتوفر مساحة للجراح للعمل، وينفذ الجراح شق طوله 2بوصة بين ضلعين، ثم يدخل حقيبة بلاستيكية، من خلالها يدخل الأدوات، ثم يدرج كاميرا ذات ذراع طويل يمكن أن تميل بزاوية تصل إلى 30 درجة، ثم يزيل الورم ويضعه في كيس خاص يسحبه من الجسم من خلال الشق، مما يمنع أي خلايا سرطانية من الانتشار.
ثم في النهاية يقوم بخياطة الشق الذي أجريت من خلاله العملية، وتُجرى اختبارات على الجزء المستأصل لتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر، لأن هذا قد يمنع حصول المرضى على مزيد من العلاج غير الضروري مثل العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي، ومن المأمول أنه في نهاية المطاف ستُطرح العملية عبر خدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة.
أرسل تعليقك