وفاة الطفل أيوب السبعي تُفجر موجة غضب واسعة في تونس
آخر تحديث GMT07:21:42
 العرب اليوم -

تأخروا عن علاجه بحجة أنه قادم من منطقة موبوءة

وفاة الطفل أيوب السبعي تُفجر موجة غضب واسعة في تونس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وفاة الطفل أيوب السبعي تُفجر موجة غضب واسعة في تونس

المستشفى الجهوي في قابس
تونس ـ العرب اليوم

خلفت حادثة وفاة الطفل أيوب السبعي موجة غضب واسعة في تونس وبالتحديد في صفوف أهالي معتمدية الحامة من محافظة قابس جنوبي تونس بعد أن تناقلت عائلته تصريحات مفادها أن ابنهم توفي بسبب تأخر الإطار الطبي بالمستشفى الجهوي بقابس عن معالجته بحجة أنه قادم من منطقة الحامة الموبوءة بفيروس كورونا. وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس حملة تضامن مع عائلة الطفل أيوب وأطلقوا هاشتاغ "#ستنى_غادي" (انتظر مكانك) موجهين أصابع الاتهام إلى الهياكل الصحية بالجهة، في وقت نظم فيه أهالي معتمدية الحامة وقفة احتجاجية أمام المستشفى الجهوي بقابس للمطالبة بالكشف عن ملابسات الحادثة وتحميل المسؤوليات لمن أخطأ. وتوفي الطفل أيوب البالغ من العمر 16 شهرا يوم السبت 22 أغسطس/ آب الجاري في المستشفى الجهوي بقابس بعد أن كان يعاني من صعوبة في التنفس، في وقت تفرض فيه إدارة المستشفى خضوع أي قادم من منطقة الحامة إلى إجراءات خاصة قبل خضوعه للعلاج منذ انتشار فيروس كورونا في الجهة.

وأفاد والد الطفل محمد السبعي في تصريحات صحفية أن ابنه توفي بسبب امتناع الإطار الطبي بالمستشفى عن معالجته خوفا من احتمال إصابته بفيروس كورونا. وروى السبعي أنه قام بنقل طفله إلى طبيب خاص يوم الجمعة بعد امتناع المستشفى المحلي بالحامة عن استقباله واقتصار الإطار الطبي هناك على تقديم وصفة دواء لم تفده بشيء، وفقا لقوله. وأضاف "طلب مني الطبيب الخاص اخضاع ابني إلى العلاج بالمستشفى الجهوي بقابس بسبب حاجته إلى جهاز تنفس، لكنهم رفضوا أيضا علاجه خوفا من العدوى". وتابع "بمجرد أن علموا أننا من الحامة قالوا لنا حرفيا "بروا غادي" (ابتعدوا)"، امتنع الجميع عن الاقتراب حتى من طفلي وكأننا نحمل معنا قنبلة موقوتة". وقال السبعي "مكنونا بعد ساعة من الانتظار من جهاز تنفس وطلبوا من زوجتي أن تقوم بوضعه وهي مفترشة الأرض رغم جهلها بطريقة استخدامه، وحين طلبت منهم التدخل أجابتها الممرضة "أمورك" (هذا شأنك).

وأكد والد الطفل أن ابنه ظل مدة 6 ساعات دون تدخل طبي، قبل أن يطلب مساعدة مدير المستشفى الذي تدخل وطلب من الإطار الطبي نقل الطفل إلى قسم الإنعاش حيث توفي. وأفاد السبعي أن التحليل الطبي أثبت أن طفله لم يكن مصابا بفيروس كورونا وهو ما ينفي حجة الإطار الطبي في عدم التدخل، مضيفا "حتى لو كان ابني مصابا فهذا لا يعطيهم الحق في سلبه حياته". وتابع "لن أسكت عن حق أيوب، وسأحرص على أن يتحمل كل من ساهم في وفاته مسؤوليته". من جانبه اعتبر رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان جمال مسلم في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن حادثة الطفل أيوب كشفت الوضعية الهشة للمرفق الصحي العمومي بقابس وبغيرها من المحافظات في تونس، مضيفا أن "ما حصل مع أيوب هو كارثة إنسانية لا يجب السكوت عنها خاصة وأن قرائن شبهات الإهمال والتقصير قوية". وأضاف أن أيوب كان ضحية لتلكؤ وإهمال الإطار الطبي الذي رفض في البداية استقباله وهو ما تسبب في تدهور حالته.

وأكد مسلم أن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان طالبت بفتح تحقيق إداري وقضائي بمعية فرع المحامين بقابس الذي أبدى استعداده توفير محامين لتحديد المسؤوليات وضمان حق أيوب. وشدد مسلم على ضرورة إعادة تهيئة المستشفيات العمومية حتى تصبح جاهزة لاستقبال مثل هذه الوضعيات، مضيفا أنه من الضروري اليوم توفير أقسام خاصة باستقبال الأطفال في ظل انتشار فيروس "كوفيد- 19"  الذي أصاب عددا لا بأس به من فئة الأطفال. وأشعلت حادثة الطفل أيوب جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، حيث وجه نشطاء أصابع الاتهام إلى الإطار الطبي محملين إياه المسؤولية المباشرة في وفاته.

فيما اتهم نشطاء آخرون الإطار الطبي بممارسة التمييز الجهوي على خلفية رفضهم استقبال الطفل أيوب لكونه أصيل منطقة الحامة من محافظة قابس التي ارتفع فيها عدد الإصابات بفيروس كورونا إلى 564 مصابا بعد تسجيل 34 إصابة جديدة يوم أمس. وكتب الناشط السياسي والإعلامي برهان بسيس "القصة المتداولة عن وفاة الرضيع أيوب في الحامة تحتاج إلى من يوضح تفاصيلها، عدى ذلك فإن المتداول يشير إلى فضيحة دولة وفضيحة مجتمع". من جانبه علق الإعلامي ماهر قاسم قائلا"أيوب هو تونس الحقيقية... تونس إلي تحبوا تخبّيوها... أيوب هو واحد من أهم أسباب الحرقة في تونس". وتابع "بلاد الي يموت فيها رضيع عمرو عامين خاطر طبيبة الأطفال ما حبتش تعدي عليه خاطرها خايفة من الكورونا ما تنجمش تعيش فيها، بلاد يموت فيها رضيع عمرو عامين خاطر غلطتو الوحيدة أنو يسكن في الحامة ما تنجمش تعيش فيها".

وكان المدير الجهوي للصحة بقابس يحيى حمدي قد صرح أن سبب وفاة الطفل أيوب يعود إلى عدم وجود قسم لإنعاش الرضع بالمستشفى الجهوي بقابس، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي يتوفى فيه طفل نتيجة غياب المعدات وأجهزة التدخل في مثل هذه الحالات. وأذنت وزارة الصحة التونسية اليوم بإجراء تفقد طبي وإداري للإطلاع على ملابسات وفاة الرضيع وتقييم عملية التدخل الطبي، بعد أن ثبت أن سبب الوفاة لا يعود إلى إصابته بفيروس كورونا. ويذكر أن تونس شهدت خلال يومي 8 و9 آذار 2019 حادثة مشابهة تمثلت في وفاة 11 رضيعا بالمستشفى الجامعي الرابطة بسبب خطأ بشري، في حادثة أسالت الكثير من الحبر حول الوضعية الهشة للمستشفيات العمومية التونسية.

قد يهمك ايضـــًا :

أميركي يعانق الناس فجأة ثم يخبرهم بإصابته بفيروس كورونا

انخفاض معدل الوفيات رغم ارتفاع إصابات فيروس "كورونا"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفاة الطفل أيوب السبعي تُفجر موجة غضب واسعة في تونس وفاة الطفل أيوب السبعي تُفجر موجة غضب واسعة في تونس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab