لندن ـ كاتيا حداد
أظهرت دراسة علمية حديثة أن تناول مكملات الفيتامين "د" " في الحمل يقوي مناعة الأطفال، مما قد يقلل من خطر الإصابة بالربو.
وحسبما ذكر موقع "الديلي ميل" البريطاني، وجدت الدراسة أن الأطفال المولودين من الأمهات الحوامل اللاتى يأخذن أكثر من الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين (د) أقل عرضة للإصابة بالأمراض لأنه يعزز مناعتهم، بينما أظهرت الدراسات السابقة وجود صلة بين جهاز مناعة قوية في الحياة المبكرة وانخفاض خطر الإصابة بالربو، ويعتقد الباحثون أن هذا قد يمتد أيضًا إلى صحة الجهاز التنفسي بشكل عام.
وقالت الباحثة "كاثرين هاورلويتز" من كلية كينغز في لندن: "للوهلة الأولى، أظهرنا أن ارتفاع مستويات فيتامين (د) في فترة الحمل يمكن أن يغير بشكل فعال الاستجابة المناعية للطفل حديث الولادة، والتي يمكن أن تساعد على حماية الطفل من الإصابة بالربو"، وأضافت "يتم تشخيص معظم حالات الربو في مرحلة الطفولة المبكرة مما يعني أن أصل المرض ينبع في الحياة الجنينية والحياة المبكرة، متابعة أن "الدراسات المستقبلية يجب أن تنظر في الأثر ذا المدى الطويل على حصانة الرضع".
وقد قام باحثون من كلية كينغز في لندن بتحليل تأثير تناول 4،400 وحدة دولية من فيتامين (د) في اليوم الواحد خلال فترة الثلث الثاني والثالث للمرأة من الحمل مقابل الاستهلاك اليومي الموصى به من 400 وحدة دولية، وتم اختيار المشاركين في الدراسة عشوائيًا خلال فترة 10 إلى 18 أسبوعًا من الحمل لتلقي إما جرعة عالية أو منخفضة من فيتامين د، ثم أخذ الباحثون عينات دم الحبل السري من 51 امرأة حامل لتقييم استجابة أجهزة المناعة لدى الأطفال حديثي الولادة عندما يتعرضون لمسببات الأمراض.
وكشفت النتائج، التي نُشرت في مجلة الحساسية والمناعة السريرية، أن عينات الدم من الأطفال الذين يولدون لأمهات أخذت جرعة فيتامين D أعلى، كان لديها استجابة مناعية أكبر، وتظهر الأبحاث السابقة العلاقة بين جهاز المناعة القوي في الحياة المبكرة وانخفاض خطر الإصابة بالربو، والتي يعتقد الباحثون أنها سوف تمتد أيضًا إلى الصحة التنفسية الشاملة في مرحلة الطفولة.
وأوضحت الدكتورة سامانثا ووكر، مديرة البحوث والسياسات في معهد الربو بالمملكة المتحدة: "فيتامين (د) هو مجال واعد للبحث عن علاج للربو، ولكن هذه الدراسة ليست سوى الخطوة الأولى للكثيرين ممن يحتاجون إلى استكشاف هذا الموضوع"، وتابعت"على الرغم من أن هذه الدراسة تبين أن مكملات فيتامين (د) في الحمل قد تحسن الاستجابات المناعية، وهناك حاجة إلى مزيد من البحوث لإثبات ما إذا كان هذا لا يؤدي في الواقع إلى انخفاض معدلات الربو في وقت لاحق في الحياة."
ويأتي ذلك بعد أن كشف باحثون من مستشفى ماونت سيناي في نيويورك أن النساء الحوامل اللائي يتعرضن لتلوث الهواء أكثر عرضة للإصابة بالربو، والأولاد الذين تتعرض أمهاتهم لعوامل الخطر أكثر عرضة لتطوير الربو قبل سن السادسة.
أرسل تعليقك