واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت دراسة حديثة، ان تحسن الصحة النفسية يعمل على انخفاض الحمل الفيروسي لمرض نقص المناعة "الإيدز". وأوضحت الدراسة ان المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية شهدوا انخفاضًا كبيرًا في حملهم هذا الفيروس بعد ممارسة "تقنيات السعادة" لمدة 15 شهرا فقط، وهي ممارسات يومية تحسن من صحتهم النفسية.
ففي نهاية التجربة التي قامت عليها الدراسة، اثبتت أن المشاركين كانوا أقل احتمالا لتطور فيروس الإيدز في أجسامهم، وكان أقل عدوى، وأقل احتمالا لاستخدام مضادات الاكتئاب على عكس غيرهم ممن يعتمدون على العلاج بالأدوية الخاصة بالفيروس. فقد تم تدريب 80 من الرجال المصابين بفيروس نقص المناعة على ممارسة ثماني من المهارات الإيجابية لتعزيز صحتهم النفسية واحساسهم بالسعادة، مع الاستمرار في العلاج المضادة للفيروس.
وفي الوقت نفسه، قام باحثون من جامعة "نورث وسترن" أيضا بمتابعة 79 رجلا آخرين كانوا يتناولون أدوية مضادة للفيروسات الرجعية ولكنهم لم يمارسوا تقنيات إيجابية. وفي نهاية التجربة، كشفت الدراسة ان 91 في المئة من الرجال من مجموعة "تعزيز الصحة النفسية" شهدوا انخفاضًا في حملتهم الفيروسية، مقارنة مع 76 في المئة من الرجال في المجموعة الأخرى. في حين أن الأدوية المضادة للفيروسات الرجعية يمكن أن تقلل بالفعل من الأحمال الفيروسية إلى درجة كونها غير قابلة للقياس.
وقد أشارت الدراسة في البحوث الأولى الى إظهار تأثير الصحة النفسية على الصحة البدنية في المرضى المصابين بالفيروس. وأظهرت الدراسات الرصدية في الأشخاص الذين يعيشون مع "الايدز" ان المشاعر الإيجابية ترتبط بارتفاع عدد CD4 "كتلة التمايز 4" وهي مؤشر على انخفاض الأضرار الناجمة عن فيروس نقص المناعة على جهاز المناعي للانسان.
وقالت الدكتورة جوديث موسكوفيتز، القائمة على الدراسة،ان انخفاض الحمل الفيروسي قد يكون نتيجة لامتثال المشاركين بشكل افضل للعلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات التي تؤدي عموما الى حمل فيروسي قمعي او لا يمكن اكتشافه. كما ساعد التدخل العاطفي الإيجابي على تحسين الصحة النفسية.
وقد يستغرق الأمر بعض الوقت للفريق، بقيادة موسكوفيتز، للوصول إلى لماذا السعادة تقلل الحمل الفيروسي وكيفية استخدام هذه المعلومات في الممارسة الطبية. ولكن على المدى القصير، يقول الخبراء أن التقنيات الايجابية يمكن أن تمثل تحولا دراماتيكيا في معدل استخدام مضادات الاكتئاب، نظرا للمعدل المذهل للرجال والنساء الذين يعانون من هذا المرض الذي يهدد الحياة والذي يجعلهم يعتمدون على حبوب منع الحمل للتأقلم عقليا مع حالتهم.
واضافت الدكتورة موسكوفيتز: "حتى في خضم هذه التجربة وتدريب الناس على الشعور بالسعادة والهدوء والرضا - ما نسميه بالتأثير الإيجابي - يبدو أنها تؤثر على المشكلات الصحية بصفة عامة"، واوضحت: " ينبغي النظر إلى هذه التقنيات على أنها شكل من أشكال الدواء". واعترفت بأن "السعادة" مفهوم بعيد المنال، وقالت إن الفريق عمل على إيجاد المزيد من المهارات الملموسة لمساعدة الناس على الشعور بالإيجابية على أساس منتظم. وختمت: "ولكن ما نحاول حقا القيام به هو مساعدة الناس للشعور بالمزيد من لحظات المشاعر الإيجابية".
وتمثلت تقنيات السعادة في :
ادراك حدث ايجابي كل يوم
تذوق هذا الحدث الإيجابي وتسجيله في دفتر اليوميات أو إخبار شخص عن ذلك
قراءة الاحداث الايجابية بدفتر اليوميات باستمرار
حدد نقاط القوة في شخصيتك ولاحظ كيف استخدمتها مؤخرا
تعيين هدف يمكن تحقيقه كل يوم
الإبلاغ عن الضغوطات النسبية كل يوم واعداد طرق للتخفيف منها وهذا يمكن ان يؤدي لزيادة التأثير الايجابي لمواجهة هذه الضغوطات.
القيام بعمل خير يوميًا وفهم أن له تأثير كبير على العاطفة الإيجابية
ممارسة تدريبات يومية لمدة 10 دقائق للتنفس واستنشاق هواء نقي.
أرسل تعليقك