بيروت - العرب اليوم
يُعتبر الاكتئاب أحد أشكال المرض العقلي أو الذهني الأكثر شيوعًا حول العالم، وتصنفه منظمة الصحة العالمية باعتباره السبب الرئيسي للعجز العالمي. ويشمل علاج الاكتئاب عادة إما الأدوية أو شكلاً ما من العلاج النفسي أو الجمع بين الأسلوبين.
وضمن إطار دراسة حديثة أجراها فريق دولي من الباحثين، وُجِدَ أن حالات الاكتئاب تؤثر بشكل مباشر على الجسم والعقل على حد سواء، كما أنها تؤدي إلى خلل في الطريقة التي تُمكن الجسم من مهاجمة الجزيئات الضارة.
وأظهرت دراسة بريطانية رائدة، شملت استخدام "السيلوسيبين" في حالة الاكتئاب المستعصي على العلاج، أن المادة المخدرة هذه آمنة وفعالة. وأكدت أنه يمكن استخدام هذه المادة الكيميائية في الفطر السحري لعلاج الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والذين لا يستجيبون للعقاقير الطبية.
ويعتقد أن "السيلوسيبين"، وهو المركَّب الذي يسبب الناس للهلوسة عند تناول الفطر السحري، علاج سهل وسريع المفعول للمرض العقلي، لأنه يؤدي الى إنتاج نوع فرعي من مستقبلات "السيروتونين" في الدماغ. ومن المعروف أن مادة السيروتونين هي المسؤولة عن السعادة عند البشر.
وقد حصل 12 مريضًا على المخدر، فظهر عليهم جميعًا انخفاض في أعراض الاكتئاب لثلاثة أسابيع على الأقل، واستمر سبعة منهم في الاستجابة إيجابيا لمدة ثلاثة أشهر، بينما ظل خمسة في حالة الأعراض الخفيفة بعد الأشهر الثلاثة. وأفاد قائد الدراسة التابعة لإدارة الطب في كلية "لندن إمبريال"، روبن كارت هاريس، بأن النتائج التي نشرت في مطبوعة "لانسيت" للطب النفسي كانت مدهشة. وأشار إلى أن المرضى تحدثوا عن خوض تجربة عميقة، وأكدوا أنهم يعيشون تحولاً في الطريقة التي يرون بها العالم.
من جانبه، أوضح المعهد الوطني الأميركي لتعاطي المخدرات، أن تعاطي مادة السيلوسيبين يمكن أن يسبب ردود أفعال عنيفة، والشعور بالذعر، ما يجعل المريض يؤذي نفسه أو الآخرين. وأفاد المعهد بأن مادة السيلوسيبين تؤدي إلى حالة من الفوضى، وتشوش الأفكار السلبية التي تدور في دماغ المريض، وهذه الحالة الفوضوية لا تعالج فقط الاكتئاب بل جميع أشكال الإدمان.
وكشفت دراسة مصغرة في جامعة "نيو مكسيكو" عن نتائج واعدة حول دور مادة السيلوسيبين في علاج الإدمان على الكحول، إذ ذكرت أن الأشخاص الذي خضعوا للعلاج بمادة السيلوسيبين، أظهروا تحسناً ملحوظاً بشكل سريع وفعال. وأكد الدكتور أوين بودين جونز، في الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسيين أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث، من أجل التأكد من أمان هذه العقاقير في علاج المرضى.
والجدير ذكره أن الفطر السحري ينمو في جميع أنحاء العالم، وعادة ما يستخدم لأغراض غير طبية وفي الطقوس الدينية الاحتفالية.
أرسل تعليقك