طبيب يلتزم إطعام المسنين خلال فترة الحظر الصحّي في مدينة مومباي الهندية
آخر تحديث GMT13:52:24
 العرب اليوم -

قدّم أكثر من 500 وجبة مرتين كل يوم على مدى السنوات الـ11 الماضية

طبيب يلتزم إطعام المسنين خلال فترة الحظر الصحّي في مدينة مومباي الهندية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طبيب يلتزم إطعام المسنين خلال فترة الحظر الصحّي في مدينة مومباي الهندية

طبيب يلتزم إطعام المسنين
نيودلهى - العرب اليوم

تلقى الدكتور عُدي مودي، البالغ من العمر 51 عاماً، مكالمات للحصول على الطعام من طرف كبار السن والعجزة خلال فترة الإغلاق العام في مدينة مومباي، العاصمة المالية والاقتصادية في الهند، التي تشهد أكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في البلاد وقال الدكتور مودي -المعروف إعلامياً باسم «دكتور هوب - الدكتور أمل»، في مقابلة أجريت عبر الهاتف: «لقد حاولنا أن يحصل كل طالب للمساعدة على الطعام الذي يحتاج إليه، ولقد تجاوز الأمر إعداد أكثر من 500 وجبة نواصل تقديمها بانتظام إلى كبار السن (بلا عائلات) مرتين كل يوم على مدى السنوات الـ11 الماضية».

وأضاف الدكتور مودي يقول: «لقد كانت أوقاتاً عصيبة، وكانت تأتينا مكالمات من أشخاص نكاد نستمع إلى أصواتهم الخافتة على الطرف الآخر من المكالمة وهم يطلبون الحصول على وجبة بسيطة تسد رمقهم. كان كل شيء متوقفاً، وكان يصعب علينا كثيراً الحصول على أساسيات إعداد الطعام لعدة أيام، باستثناء اللبن الحليب. وتوقفت إمدادات أغلب المواد الغذائية، ولكن كان لدينا كثير من الأفواه لإطعامها في تلك الأثناء» ومع مزيد ثم مزيد من طلبات الوجبات، كما يقول الدكتور مودي: «كان لزاماً عليّ أن أقدر الأمور بكل عناية قبل أن ألتزم بإطعام مزيد من الناس، حيث أنه بمجرد أن أتعهد بإطعام شخص ما، لا يمكنني التراجع عن ذلك أبداً».

كيف بدأ الأمر برمته؟

في عام 2008، ظهر زوجان مسنان في عيادة الدكتور مودي؛ كانت المرأة تعاني من أمراض مزمنة، ولم يكن لدى زوجها ما يكفي من المال حتى لشراء رغيف واحد من الخبز، ثم طلب شيئاً ليأكله، رغم أنهما لديهما 3 من الأبناء لدعمهما. ولقد تأثر الدكتور مودي تماماً من ذلك الموقف، وشرع من بعد ذلك في إطعام 11 حالة من كبار السن من داخل مطبخه المنزلي بصفة يومية يقول الدكتور مودي: «عندما شرعت في هذه الخدمة من داخل منزلي في عام 2008، كانت زوجتي كالبانا تطهو الوجبات لصالح 11 شخصاً فقط».

أطلق الدكتور مودي اسم «خدمة شارافان تيفين» على خدمة الوجبات المجانية التي يوفرها، وهو على اسم شارافان كومار الابن المطيع من الأساطير الهندوسية القديمة، تلك الخدمة التي توسعت اليوم حتى شملت 500 وجبة يومية مخصصة لإطعام المسنين المحتاجين في منطقة «ميرا بهايانادار» من مدينة مومباي، مع كثير من طلبات الوجبات الأخرى على قائمة الانتظار. ويجري توزيع الوجبات من خلال عربات صغيرة وكثير من المتطوعين. ويقول الدكتور مودي إن النفقات اليومية للوجبات تصل إلى 40 ألف روبية هندية، تلك التي يديرها من خلال التبرعات. كما أنه يشارك في المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية. وتوجه الأموال التي يتحصل عليها من مهنة التمثيل بالكامل إلى تمويل خدمات توفير الوجبات الغذائية. وإذا ما تعرض إلى نقص في التمويل، فإنه ينفق على الفور من مدخراته الشخصية، كما تدعمه أسرته بكل وسيلة ممكنة لديهم.

ويدرك الطبيب أن كبار السن يحتاجون إلى عناية خاصة في إعداد الطعام، وبالتالي فإنه يولي اهتماماً خاصاً بقائمة الطعام. ويجري تصنيف الوجبات الغذائية وفقاً لأكثر الأمراض شيوعاً، مثل داء السكرين وارتفاع ضغط الدم بصورة أساسية. ويجري إعداد وجبات الطعام لمرضى السكري في مطبخ منفصل. ويقوم الدكتور مودي باختبار الطعام بصفة شخصية قبل تعبئته، وبالتالي يضمن جودة الوجبات الغذائية التي سوف يجري توزيعها. وتحتوي الوجبة الغذائية اليومية على 6 قطع من الخبز الهندي، مع الكاري والدال والأرز، وذلك بخلاف العروض الخاصة في كل يوم أحد. ويجري إرسال الخضراوات الطازجة والطرية إلى الأشخاص المسنين الذين لا تسمح أسنانهم بالمضغ يقول الدكتور مودي: «أحاول الاحتفال بالمناسبات الخاصة، مثل أعياد الميلاد، واحتفالات الذكرى السنوية الوطنية، مع بعض من هؤلاء المساكين. وشعار حياتي هو المساعدة في أن تكون السنوات القليلة المقبلة من حياتهم على الأرض سعيدة مريحة قدر الإمكان».

وبالنسبة إلى الدكتور مودي، كان إطعام المسنين المعوزين هو الخطوة الأولى فقط، إذ إن أكثر المشاريع المرغوب فيها يتمثل في بناء مركز رعاية شامل للمسنين، وهو يقول عن ذلك: «أريد بناء دار لرعاية المسنين، وهو مكان يحصل فيه كبار السن على الرعاية الشاملة، وليس مجرد الوجبات الغذائية فقط. وهناك كثير من حالات كبار السن الذين يعانون من سوء التغذية والذين ليس لديهم حتى مجرد سقف يعيشون تحته. ولقد بذلوا أوقاتهم وحياتهم لأجل عائلاتهم، وينبغي أن نرد لهم الجميل كي يعيشوا السنوات الأخيرة من حياتهم في هدوء وكرامة وسلام. ولكن مما يؤسف له أن عائلاتهم تركتهم في عجز وعوز كبير».

وفي الوقت الراهن، يحاول الدكتور مودي تأمين مصادر التمويل الجماعي لأجل بناء دار للمسنين. ولقد تمكن بالفعل من شراء 25 ألف قدم مربع من الأرض لصالح ذلك المشروع ومنذ اندلاع وباء كورونا المستجد في البلاد، كان الدكتور مودي وفريقه الخاص متيقظين تماماً بشأن سلامة المسنين الأكثر ضعفاً وعوزاً. وإلى جانب الطعام، فإنه يشرف على إرسال الإمدادات المنتظمة، من الكمامات الواقية ومطهرات الأيدي، مع الحفاظ على مراجعة صحتهم العامة. وحتى الآن، لم يتعرض أي من كبار السن الذين يعتني الدكتور مودي بهم للإصابة بالفيروس المستجد، كما يقول.

ومن المفارقات الواضحة -وفقاً للدكتور مودي- أن أغلب هؤلاء الآباء والأمهات من كبار السن يشعرون بوحدة شديدة، ويستشعرون الحرج الكبير عند الاعتراف بأن أولادهم قد تخلوا عنهم لإعالة أنفسهم يقول الدكتور مودي: «لقد نشأت على الاعتقاد بأن المواطنين الهنود مخلصون تماماً، ويوقرون كبار السن، رغم أن الحكومة قد سنت تشريعاً يقتضي من الأنجال الاعتناء ورعاية الآباء والأمهات المسنين. لكن رغم أنني أتفهم المشكلات الكثيرة التي تطرحها الفجوة بين الأجيال، فإنني لا أستطيع أن أتصور أن هناك أناساً يبلغون من العمر 80 إلى 85 عاماً متروكين من دون غذاء أو دواء أو رعاية. ومن المفارقات أن كبار السن لا يرغبون في الذهاب إلى القضاء من أجل محاسبة أنجالهم الذين تخلوا عنهم».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

اليمن يسجل صفر إصابات بفيروس "كورونا" خلال 24 ساعة

"الصحة المصرية" تؤكد أن مؤشر الشفاء من فيروس كورونا بلغ 46%

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبيب يلتزم إطعام المسنين خلال فترة الحظر الصحّي في مدينة مومباي الهندية طبيب يلتزم إطعام المسنين خلال فترة الحظر الصحّي في مدينة مومباي الهندية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"
 العرب اليوم - رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab