مرضى غاضبون يقتحمون مستشفى للأطفال ويحطمون معداتها في تونس
آخر تحديث GMT06:24:22
 العرب اليوم -

حلقة جديدة من سلسة تدهور القطاع الصحي ووصوله إلى القاع

مرضى غاضبون يقتحمون مستشفى للأطفال ويحطمون معداتها في تونس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مرضى غاضبون يقتحمون مستشفى للأطفال ويحطمون معداتها في تونس

مستشفى للأطفال
تونس ـ حياة الغانمي

هاجم مواطنون أو بالأصح مرضى مستشفى الأطفال في باب سعدون ليحاولوا تهشيم المعدات والتجهيزات، غاضبين من إضراب الأطباء الذي لم يراع حالات ابنائهم المرضية، مرضى من الأطفال والشيوخ والنساء وغيرهم ممن انهكهم السقم عادوا أدراجهم رغم أنهم انتظروا موعدهم طويلًا، مواعيد تعطى بعد أشهر ومع ذلك لا تراعى هذه ، فيضرب الأطباء وتعاد الحكاية من الأول إلى أن يزيد المريض مرضًا.

وانطلق إضراب الأطباء  8 شباط ، ردًّا على ما اعتبروه إهانات متكررة لقطاعهم، وانتقاصًا من عملهم، وصل إلى حد سجن طبيبة متربّصة لمجرّد خطأ طبي يبدو وفق نقابة الاطباء أنها بريئة منه، وأنه كان نتيجة ضغط الشارع و"فيسبوك" الذي أرهب السلطات القضائية وجعلها تسارع الى ايقاف الطبيبة لتقرر في وقت لاحق إطلاق سراحها.

حملة شرسة ضد الأطباء وضد التجاوزات الحاصلة في المجال الصحي عمومًا وضد النقص في التجهيزات وعدم المبالاة بصحة المواطنين، حملة قادها ناشطون في مواقع اجتماعية وعدد من الإعلاميين في مواقع الكترونية، حالة كبيرة من الغضب والاستياء في صفوف المواطنين الذين عبروا عن استنكارهم وغضبهم من تتالي الاضرابات وتعطل مصالحهم بالاضافة إلى تأجيل مواعيدهم وعدم قدرة بعضهم إما على تلقي العلاج أو الحصول على الدواء.

 وتشير كل المعطيات المتعلقة بالواقع الصحي في تونس أن وضعية المستشفيات العمومية التي تؤم 70% من المواطنين لم تعد قابلة للسكوت عنها حيث أصبحت وضعية مأساوية جدًا باعتبار كثرة المشاكل التي تعاني منها والتي يتجرع مرارتها المواطن والممرض والطبيب على حد سواء، مشاكل لا حصر لها ترتبط بضعف البنية التحتية وبقلة المعدات والإطارات الصحية وبتردي الخدمات المقدمة للمرضى الذين ينتمون في غالبيتهم للطبقات المعوزة والفقيرة التي لا تتوافر على تغطية اجتماعية وتلجأ إلى المستشفيات العمومية أملًا في تلقي العلاج بأقل تكلفة ممكنة.

 وكثرت في الآونة الأخيرة تشكيات المواطن من تردي الخدمات الصحية وقلة العناية وغياب التأطير المناسب للمريض مع تعرضه إلى الكثير من المشاكل في المستشفيات، وتقول السيدة سميرة الماي حول هذا الموضوع إن الخدمات تحت الصفر و تضيف  "لا يوجد ضمير مهني بخاصة لدى الممرضات اللاتي لا يولين اهتمامًا لتساؤلات المريض"

و ترى أن الطاقم الطبي غير محايد بالمرة وحتى إذا وصلته تشكيات فهو دائم الانحياز إلى الموظفين و لا يولي اهتمامًا بتشكيات المواطنين والمرضى، وتقول إحدى المواطنات إن طول الانتظار وقلة الاهتمام تقلقهم كثيرًا فهم ينتظرون الطبيب ساعات وساعات دون مراعاة أولويات المواطن وما ينتظره، هذا بالإضافة إلى ما اعتبرته قلة الاهتمام بالمريض الذي يعاني من حالة نفسية متردية وبالتالي فهو يحتاج إلى الكلمة الطيبة والابتسامة والمعاملة الحسنة وتوفير النظافة وحسن الاستقبال.

  وأكدت أن هذا كل ما يطلبه المرضى، فمرافق الصحة العمومية هي ملاذهم الوحيد أمام غلاء خدمات الصحة في القطاع الخاص، ويرى العم ابراهيم أن الغياب شبه التام للإطار الطبي في الساعات الأخيرة من الليل إضافة إلى الاكتظاظ وغياب التنظيم هو أبرز مشاكل المستشفيات العمومية، وقال إنه توجد في هذا القطاع الحساس أيضًا ظاهرة "الأكتاف" فاذا كانت لك صلة قرابة أو معرفة بأحد ما في المستشفى فسيسهل لك قضاء شؤونك في وقت قصير أما إذا كنت مريضًا ولا "اكتاف لك" فعليك أن تصبر وأن تنتظر، ومثل هذه السلوكات قامت ضدها الثورة وبالتالي واجب تجاوزها من أجل مراعاة كل الأطراف وكل الفئات ويرى محدثنا أن التقصير في حق الموطن أيضًا من خلال وصف الأدوية المكلفة جدًا ففي أغلب الأحيان يلجأ المواطن إلى شرائها من الصيدليات وهذا لا يتماشى وحالة المواطن "الزوالي" المجبر على شرائها رغم كل الظروف..

  ووصف الكاتب العام للجامعة العامة للصحة عثمان الجلولي الوضع الصحي بالكارثي مبينًا ان هذا الوضع المتردي والمستوى المتدني للخدمات الصحية المقدمة للمواطنين أصبح ينذر بالخطر، وأضاف عثمان الجلولي أن الوضع الصحي في المستشفيات العمومية وبخاصة منها في المناطق الداخلية تجاوزت مرحلة النقص لتصل حد المؤسسات غير الصحية .

ونبه الكاتب العام إلى المخاطر التي تحدق بالقطاع من خلال ما تضمنته المشاريع المختلفة لموازنة الدولة لعام 2017 وبرامج وزارة الصحة، وقال الجلولي إن عددًا من المؤسسات الصحية  تفـــتقد  إلــى الأدوات والمعدات اللازمة على غـرار وحدات القسطرة وأقسـام القلب والإنعاش والجراحات المختلفة، وقال الكاتب العام للنقابة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان سامي السويحلي أن الصحة العمومية لم تصل إلى هذا الوضع المتردي صدفة بل ان ذلك يعود الى سياسة كاملة امتدت على مدى سنوات طويلة حيث وقع تدميرها وسلعنتها على حد تعبيره على مراحل في غياب تام لسياسة واضحة لتأهيل القطاع الصحي على جميع المستويات بداية بضعف التجهيزات الطبية مرورًا بنقص عدد الاطباء وصولًا الى تردي الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.

وأضاف الدكتور السويحلي أن تردي الأوضاع داخل المستشفيات العمومية وتراجع مستوى الخدمة الصحية المقدمة ونقص التجهيزات والمعدات الطبية وغياب أرضية عمل جيدة ونقص الانتدابات علاوة على حملات التشويه التي تطال المستشفيات كلها عوامل ساهمت في هيمنة القطاع الخاص بتشجيع من الحكومات المتعاقبة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرضى غاضبون يقتحمون مستشفى للأطفال ويحطمون معداتها في تونس مرضى غاضبون يقتحمون مستشفى للأطفال ويحطمون معداتها في تونس



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:48 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خروج هنا الزاهد من منافسات دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - خروج هنا الزاهد من منافسات دراما رمضان 2025

GMT 22:38 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل مصريين حادث إطلاق النار في المكسيك

GMT 04:42 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مفكرة القرية: تحصيل دار

GMT 06:26 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ذبحة صدرية تداهم عثمان ديمبلي

GMT 05:00 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خروج بلا عودة

GMT 18:55 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

3 قتلى و3 جرحى نتيجة انفجار ضخم في حي المزة وسط دمشق

GMT 09:22 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الحوثيون يعلنون استهداف تل أبيب بعدد من طائرات الدرون

GMT 22:23 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

18 قتيلا بضربة إسرائيلية على مقهى في طولكرم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab