مرحلة ما قبل المرض الأنسب للتدخل الطبي والوقاية والعلاج
آخر تحديث GMT06:16:20
 العرب اليوم -

تمنح الشخص فرصة ذهبية من أجل الهروب منه

مرحلة ما قبل المرض الأنسب للتدخل الطبي والوقاية والعلاج

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مرحلة ما قبل المرض الأنسب للتدخل الطبي والوقاية والعلاج

الحالة الصحية التي تسبق ظهور المرض فترة مثالية للتدخل الطبي
لندن - العرب اليوم

تعتبر الحالة الصحية التي تسبق ظهور المرض فترة مثالية للتدخل الطبي، ومنع الإصابة بالمرض أو الوقاية منه، ومن المهم جدًا الانتباه إلى هذه المرحلة الفارقة لأنها تؤثر بشكل جذري في الملف الصحي للشخص المعرّض للمرض، وتمنحه فرصة ذهبية للهرب منه قبل أن يحل ضيفًا ثقيلاً عليه. وتشهد مرحلة ما قبل المرض تغيرات بطيئة في خلايا الجسم، ربما تمتد على مدى سنوات قبل أن تظهر العوارض السريرية التي تؤكد وجود المرض، لذا فإن اكتشاف هذه المرحلة يعطي أملاً كبيرًا في جعل مسار الداء يصب لمصلحة المريض لا لمصلحة الداء، ولكي نفهم تمامًا ماهية مرحلة ما قبل المرض نقدم عددًا من الأمثلة التي توضح المقصود من هذه العبارة:

- مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم

 معظمنا سمع بالرقمين 150 ميلليمترًا زئبقيًا و90 ميلليمترًا زئبقيًا، فهذا الرقمان يشيران إلى الحد الفاصل الذي يقال عنده إن الشخص مصاب أو غير مصاب بارتفاع ضغط الدم، وإذا وصل رقم الضغط الانقباضي إلى 150 أو أكثر، أو إذا بلغ الرقم الانبساطي 90 أو أكثر، وإذا كان الرقمان مرتفعين سوية فعندها يكون الشخص يعاني ارتفاعًا في ضغط الدم، ما يستدعي العلاج تفاديًا للمشاكل الصحية وهي كثيرة، مثل مرض الشريان التاجي، والداء السكري، ومرض الكلى المزمن، وغيرها، لكن ماذا إذا كانت أرقام الضغط في المنطقة الرمادية؟ أي أعلى من الحدود الطبيعية (120 إلى 80) لكنها لا تتجاوز الرقمين المشار إليهما أعلاه؟، تشير المعطيات الطبية إلى أن شخصًا واحدًا من أصل ثلاثة تقع أرقام الضغط عندهم في المنطقة الرمادية لكن لا يتم اتخاذ قرار العلاج بالأدوية، إلا إذا كانت هناك متاعب صحية تشكل خطرًا على الحياة. وهناك توجهات طبية باعتبار أرقام الضغط الواقعة في المنطقة الرمادية بأنها مرحلة ما قبل ارتفاع الضغط، وأنه من الضروري جدًا إحداث تغييرات في أسلوب الحياة من أجل منع ارتفاع الضغط الحقيقي.

ويتضمن أسلوب الحياة الصحي في مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم الحصول على الوزن المثالي، وتخفيف استعمال الملح، والابتعاد قدر الإمكان عن المأكولات الجاهزة الغنية بالصوديوم، والإقلاع عن التدخين، والسير على هدى حميات غذائية أثبتت جدارتها في السيطرة على أرقام ضغط الدم، ومن أشهرها حمية "داش" وحمية "البحر الأبيض المتوسط".

- مرحلة ما قبل الداء السكري

عندما يتأرجح مستوى السكر في الدم ما بين الحد الطبيعي وبين نسبة أعلى قليلاً، لا تسمح بتشخيص الإصابة بشكل صريح، فإن هناك شكوكًا قوية باحتمال الإصابة قريبًا بمرض السكري. إن مرحلة ما قبل السكري هي مرحلة صامتة تمر بدون عوارض يشكو منها المصاب، وستقود إلى مرض الداء السكري (النوع الثاني) وما ينطوي عليه من اختلاطات تطال القلب والشرايين والدماغ والعين والكلى والعيون، ومن هنا يجب التدخل في مرحلة ما قبل السكري من أجل تأخير أو حتى منع حدوث مرض السكري الصريح وما يحمله من مضاعفات.

ويمكن التعرّف إلى وجود مرحلة ما قبل السكري بعد قياس مستوى السكر الصباحي، أو بعد إجراء اختبار تحمّل السكر النهاري بعد صيام ليلة طويلة، أو عقب القيام باختبار تحمّل السكر إثر تناول وجبة غنية بالنشويات، وإذا أثبتت النتائج أن مستوى السكر في الدم أعلى من حد معين يوصي الطبيب باتباع برنامج صحي يهدف إلى إرجاع مستوى السكر في الدم إلى حدوده الطبيعية لقطع الطريق على المرض الصريح، وللوقاية من اختلاطاته الفعلية من خلال تخفيف الوزن، وممارسة نشاط رياضي يومي لمدة 30 دقيقة، وتناول وجبات صحية من الطعام، فهذه النصائح البسيطة تساهم بدرجة كبيرة في منع الإصابة بمرض السكري.

 

- مرحلة ما قبل سرطان القولون والمستقيم

إن غالبية حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تبدأ بنشوء لحميات ورمية غدية تحتاج إلى مدة طويلة قبل أن تنتهي بالإصابة بالسرطان، وفي كثير من الحالات تكون هناك أرضية وراثية لنشوء اللحميات الغدية. وإذا اكتشاف اللحميات الغدية في القولون والمستقيم بصورة مبكرة ومن ثم العمل على استئصالها يعتبر خطوة في غاية الأهمية من أجل منع تحوّلها إلى ورم خبيث، يعيث فسادًا في الجسم، وظهور الدم في البراز، ووجود سوابق عائلية بالإصابة بسرطان القولون والمستقيم، والمتابعة الدورية، خصوصًا الفحص بالمنظار، تساعد في كشف مرحلة ما قبل الإصابة بسرطان القولون.

وختامًا، يشكل اكتشاف مرحلة ما قبل المرض تحديًا طبيًا كبيرًا، لكنه يمثل استراتيجية مهمة جدًا لقطع الطريق على المرض أو على الأقل تأخير استحقاق وقوعه، وتكون هذه المرحلة قصيرة أو متوسطة أو طويلة الأمد في أمراض أخرى، ولعل الأهم في كل هذا هو رصدها قبل فوات الأوان.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرحلة ما قبل المرض الأنسب للتدخل الطبي والوقاية والعلاج مرحلة ما قبل المرض الأنسب للتدخل الطبي والوقاية والعلاج



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab